محمد حجر
22-Jun-2021, 06:54 AM
فتى القرية
قصة متسلسلة
بقلم / محمد حجر
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/3c/GleyreFellahs.jpg/440px-GleyreFellahs.jpg
أحدهم يكتب
مجموعة من الأغراب يقرأون
صاحب ريشة يرسم
وأفئدة من الخلق يجتمعون
سيدة تثرثر
والعشرات ينصتون
قلب وحيد ينزف
بينما قلوب كثيرة تخفق
بينما هم لا يشعرون
@@@
الحكاية
@@@
وبينما ذات مساء لم يبارحه المطر
يمشي فتى القرية وحيد
يعدد كم ركلت قدماه من حصوات في طريقه
حين بحثه عن حلم لم يكن يعلم عنه شيء
قبل أن يولد في قلبه نطفة المشاعر
اشتكى منه الحذاء
وكلَّت منه تلك الأقدام المجهدة من وقع سيره الطويل
في ذات الوقت كل من حوله يتحركون
سَيِّدة تحمل طفلها الصغير
وآخر يصرخ خلفها وهي تحدثه بعبارات عطوفه
كدنا نصل يا ضنايا تحمَّل السير قليلاً
وشيخ يذهب في خطى متسارعة
يوشك وقت صلاة المغرب أن يدركه ولم يصل لمسجده بعد
ثم مسيرة هائلة لقطعان الماشية العائدة من الحقول
بعد يوم طويل يقودهم غلمان وفلاحين
وربما في غير واحدة سيدة عجوز أو فتاة صغيرة
الكل يسير ويتحرك
حتى قرص الشمس الأحمر
بدأ يأخذ لونه المختنق
ليهبط في قعر ماء ترعتنا العتيقة
وكأنها تغتسل من خطيئة
ثم هناك قمر أوحد في سمائه
يجلس وحيداً في سماء القرية بلا منافس
تغازله نجمات ضعيفة
بينما هو يطارد قرص الشمس
فلا يلتقيان إلا لفراق
ولا يفترقان إلا على وعيد بلقاء
وهكذا دواليك
ثم يهتف
غُذَ السير أيها الهالك
مثلك لا يساوي شيء بين هذا وذاك
ثم يستمع لصوت الراديو
تحمله فتاة بضفيرة وحيدة مفكوكة من محيطها الخلفي
لتشكل هشاشة كما ذيل الفرس
ترتدي ملابس حريرية أقرب إلى الزرقة منها إلى السماوية
وهناك حليم / يغني
وأنا كل ما أقول التوبة يا بوي ترميني المقادير
وحشاني عيونه السودة يا بوي و مدوبني الحنين
ليقف فتى القرية دون أن يلتفت يمنة أو يسرة
ليجد الراديو يغني من جديد
وبصوت أقوى مما كان عليه في الأولى
وكأن حليم لا يكفي
لتباغته شادية
يا بهية وخبريني يا بويا عن حال العاشقين
حبيت والشوق كاويني يا بوي
وإن قولت ... أقول لمين
وإذ يهم بالانصراف
يعاجله صوت محمد العزبي
يا بهية وخبريني يا بويا ع اللي قتل ياسين
قتلوه السودة عينيا يا بويا
من فوق ضهر الهجين
وكأنها أنشودة عبر الأثير
من تلك الفتاة العصرية التي تجلس على غير عادتها
في تلك الشرفة العتيقة
من ذاك البيت الأثري الكبير
الذي لطالما لم يمثل له شيئاً من قبل
ولا يذكر له غير تلك الشرفات المغلقة
منذ عهد بعيد
من مذكراتي / فتى القرية
يتبع
قصة متسلسلة
بقلم / محمد حجر
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/3c/GleyreFellahs.jpg/440px-GleyreFellahs.jpg
أحدهم يكتب
مجموعة من الأغراب يقرأون
صاحب ريشة يرسم
وأفئدة من الخلق يجتمعون
سيدة تثرثر
والعشرات ينصتون
قلب وحيد ينزف
بينما قلوب كثيرة تخفق
بينما هم لا يشعرون
@@@
الحكاية
@@@
وبينما ذات مساء لم يبارحه المطر
يمشي فتى القرية وحيد
يعدد كم ركلت قدماه من حصوات في طريقه
حين بحثه عن حلم لم يكن يعلم عنه شيء
قبل أن يولد في قلبه نطفة المشاعر
اشتكى منه الحذاء
وكلَّت منه تلك الأقدام المجهدة من وقع سيره الطويل
في ذات الوقت كل من حوله يتحركون
سَيِّدة تحمل طفلها الصغير
وآخر يصرخ خلفها وهي تحدثه بعبارات عطوفه
كدنا نصل يا ضنايا تحمَّل السير قليلاً
وشيخ يذهب في خطى متسارعة
يوشك وقت صلاة المغرب أن يدركه ولم يصل لمسجده بعد
ثم مسيرة هائلة لقطعان الماشية العائدة من الحقول
بعد يوم طويل يقودهم غلمان وفلاحين
وربما في غير واحدة سيدة عجوز أو فتاة صغيرة
الكل يسير ويتحرك
حتى قرص الشمس الأحمر
بدأ يأخذ لونه المختنق
ليهبط في قعر ماء ترعتنا العتيقة
وكأنها تغتسل من خطيئة
ثم هناك قمر أوحد في سمائه
يجلس وحيداً في سماء القرية بلا منافس
تغازله نجمات ضعيفة
بينما هو يطارد قرص الشمس
فلا يلتقيان إلا لفراق
ولا يفترقان إلا على وعيد بلقاء
وهكذا دواليك
ثم يهتف
غُذَ السير أيها الهالك
مثلك لا يساوي شيء بين هذا وذاك
ثم يستمع لصوت الراديو
تحمله فتاة بضفيرة وحيدة مفكوكة من محيطها الخلفي
لتشكل هشاشة كما ذيل الفرس
ترتدي ملابس حريرية أقرب إلى الزرقة منها إلى السماوية
وهناك حليم / يغني
وأنا كل ما أقول التوبة يا بوي ترميني المقادير
وحشاني عيونه السودة يا بوي و مدوبني الحنين
ليقف فتى القرية دون أن يلتفت يمنة أو يسرة
ليجد الراديو يغني من جديد
وبصوت أقوى مما كان عليه في الأولى
وكأن حليم لا يكفي
لتباغته شادية
يا بهية وخبريني يا بويا عن حال العاشقين
حبيت والشوق كاويني يا بوي
وإن قولت ... أقول لمين
وإذ يهم بالانصراف
يعاجله صوت محمد العزبي
يا بهية وخبريني يا بويا ع اللي قتل ياسين
قتلوه السودة عينيا يا بويا
من فوق ضهر الهجين
وكأنها أنشودة عبر الأثير
من تلك الفتاة العصرية التي تجلس على غير عادتها
في تلك الشرفة العتيقة
من ذاك البيت الأثري الكبير
الذي لطالما لم يمثل له شيئاً من قبل
ولا يذكر له غير تلك الشرفات المغلقة
منذ عهد بعيد
من مذكراتي / فتى القرية
يتبع