المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهجية كتابة الخاطرة


ابو معتز
07-Jul-2022, 12:28 PM
مقدمة:

الخواطر من الأنواع الأدبية التي انتشرت في الآونة الأخير انتشار النار في الهشم، لاقت إقبالا من الكتاب والقراء على السواء.
وبما أنها فن أدبي حديث وهناك من يخلط بينها وبين أنواع أدبية أخرى، كالقصة والنص النثر ي والقصيدة النثرية سأقدم لكم هذا المقال لإزاحة الغموض وتبين معنى الخاطرة وعناصرها وخصائصها وطريقة كتابتها.
تعريف الخاطرة:

لغة:

خاطرة هي مؤنث كلمة الخَاطِرُ وهذه تعريفاتها:
الخاطر: النفْس أو القلب اضطرب خاطره لما سمع من أنباء / مرّ بالخاطر أي
جال بالنفس أو القلب / عن طيب خاطر براحة البال / هو سريع الخاطر أي سريع البديهة، وهو ما يمرّ بالذهن من الأمور والآراء.
الخاطِرُ: الهاجِسُ.
الخاطِرُ: ما يَخْطُرُ في القلب من تدبير أَو أَمْرٍ، والجمع الخواطر وقد خَطَرَ بباله وعليه يَخْطِرُ ويَخْطُرُ بالضم الأَخيرة عن ابن جني، خُطُوراً إِذا ذكره بعد نسيان. وأَخْطَرَ الله بباله أَمْرَ كذا، وما وَجَدَ له ذِكْراً إِلاَّ خَطْرَةً ويقال: خَطَر ببالي وعلى بالي كذا وكذا، يَخْطُر خُطُوراً إذا وقع ذلك في بالك ووَهْمِك.
اصطلاحا:

يمكن تعريف الخاطرة كما يلي:
الخاطرة:
هي جنس أدبي نثري يمتاز بكثرة المحسنات البديعية، من صور واستعارات وكنايات وتشبيه وتشخيص بعمق انزياحي أو رمزي، بمقطوعة أدبية موجزة وقصيرة, يلقيها المتكلم خطيبًا أو و يكتبها نصًا أدبيًا عن قضية أو مسألة محددة، أو ما يخطر بباله من أفكار، قد أعدها الكاتب مسبقًا في زمن قصير دون استطراد أو إطالة أو مداخلة.
الخاطرة:
جنس أدبي كغيرها من الأجناس و الفنون الأدبية، تشابه إلى حد كبير أساليب القص القصير أو الرسالة الأدبية أو القصيدة النثرية، إلا أنها تتميز عنهم بأنها غير محددة بموسيقى شعرية داخلية أو بتفعيلة موسيقية، وتخلو من التفصيلات الفنية الخاصة بالبناء الفني للقص، و الخاطرة، تعبير غير مقيد عما يجول بخاطر الكاتب بشكل شعوري خاص به، بقالب أدبي بليغ، يكثر فيها التصوير بالكلمات، لكونها انفعال وجداني، وتدفق عاطفي حر، غير مقيد بنهاية، وهذا بائن من اسمها (خاطرة)، أي ذكر بعد النسيان، يكون وليد اللحظة أو الحين بزمن قصير، فهي تكتب عند لحظة حدوث موضوعها أو بعده بقليل، ولا تحتاج لإعداد مسبق, ولا تحتاج لأدلة أو براهين.
الخواطر:
جمع خاطرة، وهي نص منثور مكوّن من سطر أو مجموعة سطور يعبر كاتبها عن الأفكار التي تدور في رأسه، وأسلوب كتابتها قريب إلى الأسلوب الشعري، ولكنها لا تلتزم بأي بحور شعرية، وتُكتب حول موضوع معين.
الخاطرة: هي شلاّل الشعور الدافئ، ليست نظماً بارداً، بل هي ساخنة، صادقة، مجرّدة من التكلّف، وهي نثرٌ في الشكل، وشعر في الجوهر، غير محدّدة بوزنٍ موسيقي أو قافية، وهي فنّ أدبي متشابهة في مضمونها وأسلوب كتابتها مع القصّة القصيرة، والقصيدة النثريّة، والرسالة.
أنواع الخاطرة:

يمكن تقسيم الأنواع من حيث الطول والقصر إلى:
خاطرة قـصــيرة:
تحتوي في الغالب على كلمات سهلة وبسيطة ومفهومة.
خاطرة متوسطة : وهي الأكثر جمالاً لوجود التماسك الفكري القوي وإنحصار المعنى .
خاطرة طــويلــة:
تكون المعاني فيها كثيرة وتكون مبالغة.
أنواع الخاطرة إرتباطاً بنوع الموضوع :

تتنوع الخاطرة حسب نوع موضوعها واتجاه، وتشارك الخاطرة المقالة في
نسيجها وبنائها المحكم، ووضوح شخصية كاتبها، وتبتعد عنها في كونها عبارة
عن فكرة عابرة غير مكتملة استدعتها العفوية، وأسلوب العصر، ومن أبرز
أنواعها :

الخاطرة الرومانسية: وتعني بما يمر به الإنسان في مواقف الحب لقاء – فراق - خيانة - عتاب - اشتياق... إلخ .

الخاطرة الإنسانية:
وتعني بالقيم الإنسانية الجميلة الصداقة - الأخلاق الفاضلة - التضحية – الوطنية... إلخ .
الخاطرة الوجدانية:
تعني بوصف الحالة الداخلية للكاتب أو نظرته لشيء ما، وقد تشطح في الخيال كثيرا كسريالية .
الخاطرة الإجتماعية:
هي وصف أو نقل لما يمر من مواقف في محيط الكاتب ؛ تختص بمعاني الأسرة – المجتمع -الدولة... إلخ.
بناء الخاطرة / عناصرها:
تتكون الخاطرة من :
العنوان -- المقدمة – الموضوع الأساسي – الخاتمة - ولا تعني الخاتمة نهاية الخاطرة ....
يشترط أن تكون المقدمة صغيرة الحجم، وأن لا تطغي على جوهر الموضوع الأساسي، و تكون نوعًا من التقديم الأدبي الموجز بصورة جمالية وليس سردية. يحدد الكاتب فيه الموضوع الأساسي، وما يريد أن يكتب، حزنًا أم فرحًا أم عشقًا... إلخ، وعندما يحدد الموضوع لابد أن يرسم في ذهنه الصور الأدبية والجمالية بكلمات منتقاة باستخدام المحسنات البديعية، التي يتضمنها هذا الإطار، و تحديد الهدف الأساسي بوضوح ليأخذ تسلسلًا منطقيًا أدبيًا في عملية الكتابة، مع اختيار عبارات ذات جمالية بعمق سردي، ثم يختمها متى ما أراد، غير محدد بنهاية مشروطة ....
إذًا هي جنس أدبي مختلف، يقع بين المقالة و القص القصير و القصيدة النثرية، كما تحدث عنها السيد قطب في كتابه (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) قائلًا : "هناك نوعان من العمل الأدبي نطلق عليهما لفظ المقالة، وهما يتشابهان في الظاهر و يختلفان في الحقيقة، فأحدهما انفعالية وهي الخاطرة، والأخرى تقريرية وهي المقالة، وتختلف الخاطرة عن المقالة من حيث الحجم بأن الخاطرة مختصرة جدًا وعباراتها قليلة لكنها مركزة.
وذكر الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه (الأدب وفنونه) عن فن الخاطرة قائلًا: "وهذا النوع الأدبي يحتاج في الكاتب إلى الذكاء، وقوة الملاحظة، ويقظة الوجدان".
خصائص الخاطرة:

تكمن أهمية الخاطرة في كيفية انتقاء الصورة الخيالية بها وجمال الكلمات المختارة بطريقة تلفت نظر القارئ وتجذبه بشدة.
كما تتميز الخاطرة بأنها غير محددة بقافية أو موسيقية أو طريقة كتابة معينة.
فالخاطرة عبارة عن بعض الهواجس التي تخطر بالقلب أو الذهن ويتخلله شعور دافئ يتم محاكاته على شكل كلمات.
وتختلف طريقة الإبداع في الواقع الملموس الذي يمتلكه المبدع في ترجمة مواهبه وقدراته، وذلك عن طريق رمز أو أسلوب يطبقه في الكتابة والتعبير عما يدور في باله وذهنه وخياله الواسع المنبعث من مشاعر وأحاسيس سواء كانت مشاعر حزن أو فرح أو شوق أو فخر ويترجمها المبدع بطريقته الخاصة وينقلها للآخرين، ويظهر هذا كله في طريقة كتابته للخاطرة.
تتميز الخاطرة بأن ليس لها نوع محدد في الكتابة أو موسيقى أو قافية محددة فهي تعبر عن إحساس المبدع العاطفي.
منهجية كتابة الخاطرة:

لتكتب خاطرة مقبولة شكلا ومضمونا يمكن أن تتبع هذه الخطوات:
وضوح الأسلوب:
يرتكز أسلوب كتابة الخاطرة على عقلية الكاتب ويجب أن يكون الأسلوب واضح حتى يجذب القارئ إليه مما يثير دهشته وإثارته والتفاعل معها، من خلال اختيار كلمات واضحة ودقيقة تناسب المعنى البلاغي للمحتوى ومحاولة تجانس الكلمات مع بعضها لتناسب مستوى استيعاب القارئ حتى تكون الخاطرة شفافة وواضحة وسهلة الفهم بعيدا عن التعقيد والصعوبة.
طريقة سرد الخاطرة:

تختلف طريقة سرد كل خاطرة عن الأخرى فلكل سرد مزايا محددة فعلى سبيل المثال يمكن استخدام ضمير الغائب عند التحدث عن هموم ومشاعر وأحاسيس شخص آخر، أو يمكن التحدث بصيغة ضمير المتكلم عند الرغبة في الاعتراف أو البوح نشئ ما.
المغزى:

يجب أن تحتوي الخاطرة على هدف محدد وذات معنى، ويشتمل الخاطرة على أفكار وأحداث متسلسلة على شكل كلمات وحروف تجذب القارئ إليها ويعيش في أجوائها وأحاسيسها من خلال أسلوب التشويق الذي يتخلل الخاطرة.
محتوى الخاطرة:

يفضل أن تكون الخاطرة مقسمة ومكتوبة على شكل فقرات متسلسلة تحتوي على محور رئيسي يدور حول فكرة الخاطرة تشمل لب وخلاصة شعور وإحساس الكاتب بطريقة متتابعة بدون أن تفصل القارئ من الجو الذي يعيش فيه مع الخاطرة حتى تتفق الخاطرة مع القصة المسردة.
التناسق:
يجب أن تكون الخاطرة مسردة بشكل متناسق يليق بالشكل العام للقصة ويسير في خط محدد لا يحيد عن المحور الرئيسي للفكرة ويفضل إزالة الكلمات المضافة التي لا تضيف معنى جديد أو شيء ما للخاطرة أي لا يجب أن تتكون من حشو كلمات حتى لا يشتت القارئ عن موضوع الخاطرة وتجنب تكرار الكلمات والتكرار السلبي للمفردات إلا في السياق المطلوب للخاطرة.
العنوان:

يجب أن يكون العنوان قوي وعميق التعبير والمعني ويؤثر بشدة في نفس القارئ ويفضل أن يعبر بشكل رئيسي عن فكرة الخاطرة ويعكس ثوب الخاطرة بكل معانيها ويجب أن يكون مقتبس من السياق العام للخاطرة بكل ما تحتويه من معاني وكلمات.
نصائح في كتابة الخاطرة:

بعد انتقاء العنوان المناسب للخاطرة الذي يكون من صلب موضوعها، علينا اتباع ما يلي:
تقسيم الخاطرة:

بحيث تأخذ شكل فقرات متسلسلة تبدأ بالمقدّمة، ثمّ العرض، ثمّ العقدة، وأخيراً تكون الخاتمة.
الهدف:
أن يكون للخاطرة هدفها المحدّد المرجو، فيكون واضحاً لا يشذّ عن أحداثها أو عن مفرداتها وحتى عن لغتها.
ضمير الخطاب:

يجب مراعاة لغة الخاطرة؛ بحيث تكون بضمير المتكلم إن أتت على لسان الكاتب، وتكون بضمير الغائب، إن أتت على لسان الغير.
تنوّع المواضيع:

يجب التنويع في مواضيع كتابة الخاطرة، من اجتماعيّة، إلى رومانسية، إلى إنسانيّة، إلى وجدانية. عدم خلط الأجناس الأدبية: توخّي الخلط بين الخاطرة والشعر الحر، وتجنّب الجنوح نحو القصيدة النثرية في الخاطرة.
استخدام الصور والتشبيهات المجازية:
تجعل للخاطرة نكهةً محبّبة ورونقاً يزيدها جمالاً.
أخطاء يجب تجنّبها عند كتابة الخاطرة
التكرار:

فخير الكلام ما قلّ ودلّ، وكثرة التكرار واللف والدوران باستخدام الكلمات ذاتها والمشاعر ذاتها، يضعف المعنى ويفقده متعة الإدهاش.
المماطلة:
البلاغة تأتي من الإيجاز، والملل يأتي من الإطالة.
لبس الكلمات والمعاني:
الابتعاد عن الركاكة في الأسلوب، والكلمات الجزلة، واعتماد البساطة في التراكيب، والسلاسة في المعاني.
الكذب:

فكن نفسك أنت، فالكذب ليس جميلاً لا تتجمّل به بغية استمالة المشاعر.
السرقة:

لا بدّ من التنويه للاقتباس أو الجملة المأخوذة عن الغير، وإلاّ تعدّ سرقة أدبية، والسرقة جرم، وإن كانت أدبيّة، تضعف النصّ وتشوّه مصداقية الكاتب.
تشتيت التركيز:

فإنّ جمع مواضيع عدّة في خاطرة واحدة، تشتّت تركيز القارئ وتفقد الخاطرة وحدتها وثباتها.
الخفر والحياء:

إنّ حريّة الأدب لا تكون بقلّته، فلا تحمّل النصّ ألفاظاً مبتذلة سوقية، وإيحاءات دونيّة، بحجّة حريّة التعبير والأدب.
عدم سلامة اللّغة:

عليك إخضاع الخاطرة لقراءاتٍ عدّة قبل نشرها، لتصويبها لغوياً وتدقيقها بشكل كامل خشية سقوط بعد الأخطاء سهواً، سواءً قواعدية أو إملائية وحتى مطبعية.
عدم التوغّل والإغراق في الخيال:
فيجد القارئ أنّ الكاتب لا يلمس أرض الواقع، بل يعيش في خيالٍ غريب عنه.
خاتمة:

بالرغم من أن الخاطرة جنس أدبي لا يخضع لما هو متعارف عليه في القصة القصيرة والمقالة والشعر إلا أن الأجدر أن تكون ذات دلالة وهدف ومغزى وكلمات معبرة شاعرية تلاس القلب والفؤاد، إضافة إلى عدم إغفال عناصرها التي تبنيها وتحدد معالمها.

غَيْم..!
15-Jul-2022, 05:48 PM
طرح جميل ورائع
سلمت ودمت ودامت حروفك
و بانتظار جديدك القادم
تقييمي و تقديري لك
مع الختم والاضافة + الرفيع

غَيْم..!
15-Jul-2022, 05:51 PM
تمت الاضافة
و تثبيت الموضوع

* السلطان *
15-Jul-2022, 11:00 PM
الف

شكر

لطرحك

المفيد

مسگ
16-Jul-2022, 03:57 PM
موضوع قيم
ربي يسلم يمنااااك
ويعطيك الف عااافيه

ملاكـ
17-Jul-2022, 04:45 AM
.

واااه جميل اعجبت جداً بكلماتك
صحيح انه طويل لكن لم امِل :)
فعلاً اشكرك على مجهودك القيم

.

عشق
27-Aug-2022, 12:32 PM
هنآ يخرس قلمي عن النطق ..
لكي يسجل للدهر أني نلت شرف المشاركة
في متصفحك الرائع والراقي .. !
أعجز عن الوصف .. لأن الوصف بذاته
ينحني خجلاً عندما تمر به أطيافك .. !
فدمتِ للقلم .. وللإحساس .. وللروعة أصدق مترجم
شكراً لك حتى ترضى ..
أرق تحيه ..

AL-PRINCE
20-Aug-2023, 10:16 PM
أحسنتم الطرح
بآرك الله في جهودكم
ودمتم بهذا التوهج
الله يعطيكم الصحة العآفية
https://up.zalghaym.com/do.php?img=28392 (https://up.zalghaym.com/)

متيم
26-Nov-2023, 04:37 AM
يعطيك العافيه وسلكت يمناك
شرح كافي جمله وتفصيلا
لل عدمنا جميل عطائك

يلغى التثبيت لفسح المجال لمواضيع جديدة
ودي ووردي مع التحية

حـُـلم
30-Nov-2023, 11:17 PM
سلمت يمناك
الله يعطيك الف عافيه
في انتظار جديدك بكل شوق