المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نَبَضاتٌ رمضانية


الحر
14-Mar-2023, 08:41 AM
وفي رمضان تنبِضُ القلوب حبًّا، تارة يظهر أثر ذلك النبضُ شِعرًا، وتارة نثرًا، ولِمَ لا؟ والشهر شهر البركات، شهرٌ تتابع فيه الفتوحات
والنفحات على النفس والجسد والروح، فتَرِقُّ القلوب، وتنطقُ الألسنَةُ بأطيب الكلمات، إنها قلوبٌ وألسِنَةٌ ذابت في حُب شهرِ رمضان.
بسَكِينَةٍ بَلَغَت مداها، وخشوعٍ لامَسَ السماء، وشعرٍ شَابَ في رحاب القرآن، نامَ إلى جوار قارئ القرآن قط صغير، كأن القط قد سَكَنَ بسُكُونِ قارئ القرآن
بل أمِنَ من الفزع حين جَاورَ مؤمنًا خاشعًا، يا مرحبًا بشهر القرآن، لعلنا يُصيبنا الله من بركاته ورحماته، فنَأمَن في الدنيا والآخرة.
ليلُ رمضان ليس ككل ليلٍ، خاشعٌ ببكاءِ المخبتين، مُضيء بنور القرآن، ساكنٌ لِكثرة السكِينَةُ المتنزلة، عامرٌ بخيراتِ المتصدقين
فكم في الطرقات من طارقين لأبواب الفقراء والمساكين، مباركٌ ببركةِ الدعاء، لَيْلُه ليسَ كَكُلِّ ليلٍ، إنهُ ليلٌ بشهرٍ كريم.
إنهُ رمضان فُتِحَت أبوابٌ وأُغلِقَت أبوابٌ، وكل يختارُ بابًا يَلِجُ مِنْهُ إلى نتيجةِ عملِه، فُتحت أبواب الرحمة والجنة، وأُغلقَت أبواب النار، رحمة
وسلامًا لِمَن فاز، وخَيْبَةً وعذابًا لمن خسِرَ وخاب، فابحث عن أبوابٍ ترضى بما خلفها، واختَر لنفسك ما بعدها، ولَعَلَّنَا نفوز فنلتقي بالجنة.
بينَ الدروب تخطو الأقدام، تبحثُ الأرواح عن ركنٍ تَركَنُ إليه، عن مأوى يأويها، عن مُلتَجَأٍ يحميها؛ لِتَشعر بالأمان، تبحث عن السكِينَة
وهناك في دَربِها تجدُ الروح "بُقعَةً مُبارَكة"، وخير البقاعِ المساجد، ازدادت بركةً بأيامٍ مُباركات، لا يحتاج لِطَرقِ الباب، فالبابُ دَومًا مفتوحٌ لا يُغلق
إذا أقبلَ خاشعًا خاضعًا منيبًا تُغدَقُ عليه الخيرات، ولِمَ لا وهو "شهر البركات"، فأهلًا رمضان!
أَتَظُن أن ساكِنات الديَار لا تَرقُبْنَ خطواتك؟ واهِمٌ إن ظننت ذلك، فجميلةُ الدار تُرَاك في الغُدوَةِ والرَّوْحَةِ، تَتَلَصَّصُ على همساتِك
تقتفى أثرَ مِشيتك، تتشممُ اختلافات روائح عطورك، ولِمَ لا؟! وهي زهرةُ الدارِ ورَوْحُهَا ونُورُها المُشرِق، وما أجمل إكرامها في شهر الكَرَم
أكرِموا بناتكم ونساءَكم، فما يُكرمهُنَّ إلا كريم، ولا يُهينُهن إلا لَئِيم، وأنتم أهل كرم وجُودٍ، أهلًا رمضان!
وتظل تَسمو الروح حتى ترتقى تلامسُ السماء في الدنيا تصفو النفوس، وترِق الأفئدة، تجري دموعُ الخاشعين أنهارًا، فتُروَى لأجلها الحقول
بأمطارِ السماء، فلولا ركوعهم لمُنِعَ القِطرُ بذنوبنا، في جوف الليل، وبَردِ الفجرِ، وحرِّ الصيف، وزمهرير الشتاء، وعَصفِ الخريف والربيع
لهم ريحانٌ كَريَاحِينِ الجَنَّة، عليهم سَكِينةٌ ووقار، ولِم لا ونحن في شهرِ البركات، فأهلًا رمضان!
تَسطَعُ شمسُنا كأن الليلَ مُلازمٌ لنُورِها، نورٌ مُشْرَبٌ بِظَلَام، نُهرول في الدُّنيا نريد الوصول، ولكننا ما علمنا أنه سَعيٌ
دون طائل، كأنها حلقَةٌ مُغلقَةٌ علينا، فلا البابَ يُفتح، ولا الظلامُ ينجلي، ولا الشمسُ تُشرق نَقيَّة!
آآه منها هذه الدُّنيا، شغلتنا، ضَيَّعَتنا، أصابت منا بقَدرِ ما أردنا أن نُصيبَ منها، لعلنا نَفيق فنحذَر، حينها نَنجو
ولم لا ننجو وهي فُرصَةُ النجاة ونحن في رمضان، فأهلًا رمضان!
أفرانُ صَهرِ المعادن وإن كانت مخصصة للمواد الصلبة، فهي تُسَخنها حتى تذوب فتُشَكِّلها مرةً أخرى على ما يريدُه الصانع، فقلُوبنا
تحتاج أيضًا إلى أفرانٍ لِصَهرِ جمودها، وتحطيم كِبريائها وتَرويِضِ تَمَرُّدِها، وتليين تَعَنُّتها ورفضها للحق، ثم يُعادُ تشكيلها رُويدًا رُويْدًا، ثم تُصقَل
حتى تَلمعَ إشراقًا بِنقائها، لَعَلنَا حِينَئِذٍ تَصفو نفوسُنا، ورمضان فُرصَة لإعادة تشكيل الروح لتسمو وترتقي
ولم لا ونحن في شهر التَّغيير إلى الخير، ونحن في شهر الخَيرات؟! إنه شهر رمضان، فأهلًا رمضان!
نعم إنها فرصة، إنهُ رمضان، وَرَدَ أن كَثرَة الخُطَى إلى المساجد تُمحَى به الخطايا والذنوب، وأن انتِظَارَ الصلاةِ
بعدَ الصلاةِ رِبَاطٌ بل هُو "الرِّبَاط"، وأن الوُضوءَ خَمسَ مَراتٍ في اليومِ والليلةِ يُسقِطُ ويُمحِي ويُنَقِّي الصحيفَةَ من الذنوب
كما يُنقى الجَسَد من الدَّنَسِ إذا اغتسل خَمسَ مَرَّاتٍ في اليومِ والليلةِ بنَهرٍ نَقِي وذلك النهرُ أمام باب بيته".
هذا في المُعتَادِ من الأيام، فما بالُكَ بأيامِ رمضان؟!
فأهلًا رمضان.

غَيْم..!
14-Mar-2023, 11:56 AM
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

عطر المساء
14-Mar-2023, 02:20 PM
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
لا عدمناك

ورد الياسمين
14-Mar-2023, 10:32 PM
جزاك الله الخير
و بارك الله فيك

لحن
15-Mar-2023, 12:07 AM
_
جزاك الله كل خير

مستثناه
15-Mar-2023, 12:08 AM
جزاك الله كل خير على طرحك القيم

هجران
15-Mar-2023, 09:19 AM
جزاك الله كل خير
طرح قيم
لاحرمك الاجر والثواب

الحر
16-Mar-2023, 09:11 AM
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك ..





سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ
شكري والتقدير

الحر
16-Mar-2023, 09:12 AM
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
لا عدمناك




سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ
شكري والتقدير

الحر
16-Mar-2023, 09:13 AM
جزاك الله الخير
و بارك الله فيك




سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ
شكري والتقدير

الحر
16-Mar-2023, 09:13 AM
_
جزاك الله كل خير




سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ
شكري والتقدير

الحر
16-Mar-2023, 09:13 AM
جزاك الله كل خير على طرحك القيم




سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ
شكري والتقدير

الحر
16-Mar-2023, 09:14 AM
جزاك الله كل خير
طرح قيم
لاحرمك الاجر والثواب





سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ
شكري والتقدير

عشق
18-Mar-2023, 12:02 PM
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

حـُـلم
18-Mar-2023, 08:56 PM
طرح قيم
جزاك الله خير الجزاء