مسگ
30-May-2023, 09:25 PM
" في العتمة تتساوى أشياء بأشياء "
هل جربت من قبل أن تسأل عن لون الماء، فيجيبونك بأن الماء لا لون له فتصدقهم لأنك ببساطة لا تعرف الفرق بين الالوان، هل جربت يوما ان تسأل عن شكل وجهك وأنت واقف أمام مرٱة يخبرونك بأنها تقرأ حقيقة الوجوه غير أنك تعجز عن رؤية حقيقة وجهك فيها ،هل جربت أن تسأل عن الساعة ،فيهمس هامس لك :ما نفع معرفتك لزمن جردت من حق توثيقه ،ما نفع أن تسأل عن شكل السماء ما دمت عاجزا عن معرفة الفرق بين النجمة والقمر، ما نفع أن تطلب منهم أن يشتروا لك ثيابا الوانها تتماشا مع لون بشرتك ان كنت لا تعرف لونها، يخبرونك دائما أنك أبيض اللون وعندما تسألهم كيف يكون اللون الأبيض تعجز عن المعرفة!! أنا جربت كل هذه الأشياء دفعة واحدة، جربت أن أسأل عن وجه أمي ليجيبوني بأنني أشبهها كثيرا وينسون أو يتناسون أنني لا أعرف الفرق بين الوجوه، جربت أن أكون في مكان ما فلا أعرف إن كان علي أن أدخل أم اخرج، أألتف يمينا أم يسارا لانني فقدت نقطة تركيزي، فأنا امرأة تعيش بنقطة ارتكاز وعندما تضيع تلك النقطة أضيع وكثيرا ما يحدث ذلك فلا يبقى أمامي غير الاستجداء:
-أبي أين أنا؟
-بجانب النافدة ثلات خطوات نحو اليمين هناك كرسي أمامك خطوة واحدة نحو اليسار ستة خطوات نحو الامام ها أنا أمامك
يمسك يدي فأهمس بالقول:
- لقد ضعت يا -أبي-
يحضنني ويكف عن الكلام ،صوت شهيق أمي وحده الذي يعلوا في المكان، فهي لم تتعود بعد على الظلمة التي أعيش فيها برغم عشرين سنة على تواجدي بها.
همسة ما قبل الختام
" أتعرفون ما معنى أن يضيع شخص في غرفة لا يتجاوز طولها أربعة أمتار إسألو أمي سوف تخبركم بجواب هذا السؤال."
هل جربت من قبل أن تسأل عن لون الماء، فيجيبونك بأن الماء لا لون له فتصدقهم لأنك ببساطة لا تعرف الفرق بين الالوان، هل جربت يوما ان تسأل عن شكل وجهك وأنت واقف أمام مرٱة يخبرونك بأنها تقرأ حقيقة الوجوه غير أنك تعجز عن رؤية حقيقة وجهك فيها ،هل جربت أن تسأل عن الساعة ،فيهمس هامس لك :ما نفع معرفتك لزمن جردت من حق توثيقه ،ما نفع أن تسأل عن شكل السماء ما دمت عاجزا عن معرفة الفرق بين النجمة والقمر، ما نفع أن تطلب منهم أن يشتروا لك ثيابا الوانها تتماشا مع لون بشرتك ان كنت لا تعرف لونها، يخبرونك دائما أنك أبيض اللون وعندما تسألهم كيف يكون اللون الأبيض تعجز عن المعرفة!! أنا جربت كل هذه الأشياء دفعة واحدة، جربت أن أسأل عن وجه أمي ليجيبوني بأنني أشبهها كثيرا وينسون أو يتناسون أنني لا أعرف الفرق بين الوجوه، جربت أن أكون في مكان ما فلا أعرف إن كان علي أن أدخل أم اخرج، أألتف يمينا أم يسارا لانني فقدت نقطة تركيزي، فأنا امرأة تعيش بنقطة ارتكاز وعندما تضيع تلك النقطة أضيع وكثيرا ما يحدث ذلك فلا يبقى أمامي غير الاستجداء:
-أبي أين أنا؟
-بجانب النافدة ثلات خطوات نحو اليمين هناك كرسي أمامك خطوة واحدة نحو اليسار ستة خطوات نحو الامام ها أنا أمامك
يمسك يدي فأهمس بالقول:
- لقد ضعت يا -أبي-
يحضنني ويكف عن الكلام ،صوت شهيق أمي وحده الذي يعلوا في المكان، فهي لم تتعود بعد على الظلمة التي أعيش فيها برغم عشرين سنة على تواجدي بها.
همسة ما قبل الختام
" أتعرفون ما معنى أن يضيع شخص في غرفة لا يتجاوز طولها أربعة أمتار إسألو أمي سوف تخبركم بجواب هذا السؤال."