سلطان الزين
24-Aug-2021, 02:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** الطفل الشارد في الفصل **
الأب: كيف حال الولد؟
الأستاذ: بخير والحمد لله، ابنكم لديه استعداد كبير للتفوق والنبوغ، ولكن!
الأب في لهفة: ولكن ماذا؟
الأستاذ: ولكنه كثير الشرود، إنه يتخذ من نافذة الفصل منفذًا لشروده وبحرًا يسبح فيه بخياله، وسماءً يحلق بها بآماله!
الأب وكأنه يعرف السبب: معذرة يا أستاذ، اصبر عليه هذه الأيام.
الأستاذ: هل هناك مشكلة يعاني منها طفلك؟
الأب وهو يحاول أن يخفي: لا، لا شيء، فقط اهتم به.
الأستاذ في إلحاح: أرجوك يا سيدي أخبرني حتى أستطيع أن أفيد طفلك.
الأب في جواب يشبه الصدمة: حسن يا أستاذ، سأخبرك ولكن لا تخبر أحدًا.
الأستاذ: لا تقلق يا سيدي.
الأب: هناك بعض المشاكل في البيت بيني وبين زوجتي، وأعدك أني سأحاول أن أحلها في أسرع وقت ممكن.
الأستاذ وبعد تنهد طويل: أرجو ذلك.
الطفل الشارد وقفة تأمل.
كثيرًا ما نرى في المدارس هذا النموذج من الأطفال, وهو نموذج الطفل الشارد، ويمكن تعريف شرود الطفل على أنه: ضعف قدرة الطفل على التركيز في شيء محدد خاصة أثناء عملية التعلم, وقد يأتي هذا الاضطراب منفردًا، وقد يُصحَب بالنشاط الحركي الزائد والاندفاعية غير الموجهة [نقلًا عن موقع التوجيه والإرشاد]
وفي الحقيقة إن لهذا الشرود الأثر السلبي الكبير على مستوى الطفل الدراسي، وعلى درجة تحصيله العلمي، فبالتأكيد الطفل الذكي الذي يتابع ويتفاعل مع المدرس ليس كالشارد في ركن وحده، بالإضافة إلى أن الطفل قد يتعرض لتعنيف المدرسين، ويتعرض كذلك للسخرية من زملائه.
إننا كثيرًا ما نرى هذا الطفل الشارد الذي ينظر دائمًا من النافذة.
أو يصوب نظره إليك ولكن ذهنه ليس معك.
أو الذي لا يتفاعل أبدًا مع معلمه، ولا يبدي أي سلوك إيجابي في الفصل، فإذا ما وجه المعلم سؤالًا للتلاميذ، كان ذلك الطفل في وادٍ آخر، وإذا ما قام أحد زملائه بالإجابة عن السؤال لم يستوعب الطفل ما قيل، وإذا انتهت الحصة هو أيضًا شارد، بل وإذا انتهى اليوم الدراسي ودق جرس الخروج فهو أيضًا شارد.
قليل التفاعل، بطيء التحصيل، غامض منطوي في أغلب الأحيان، تُرى ما السر وراء هذا الطفل الشارد!
شرود الطفل ليس لغزًا كبيرًا.
نعم هو كذلك، فبتأمل بسيط لحال هذا الطفل الشارد؛ سنعلم أن المشكلة لن تتعدى ثلاثة جوانب رئيسية، قد يكون أحدها أو مجملها سببًا في شرود هذا الطفل:
أولًا: صعوبة المادة.
ثاينًا: عدم قدرة المدرس على جذب الانتباه.
ثالثًا: مشكلة داخلية تدور في نفس الطفل.
وإذا أردنا أن نحلل، ونصل إلى مكمن الداء، سنبدأ أولًا بمحاولة لرفع مستوى الطفل في هذه المادة، إما عن طريق درس خصوصي, أو اجتهاد من جانب الوالدين في البيت.
فإذا ذهب الشرود؛ نكون بذلك قد اخترنا الاحتمال الأول واستبعدنا باقي الاحتمالات.
أما إن أردنا أن نبحث الاحتمال الثاني، فسنقارن بينه وبين بقية الأولاد في الفصل، هل هو الوحيد الذي يعاني من هذا الشرود أم أن الأولاد أغلبهم متفاعل وإيجابي، فإن كانت الإجابة الثانية؛ فسنستبعد الاحتمال الثاني ولن يكون أمامنا إلا أن نقبل الاحتمال الثالث، وهو الاحتمال الغالب، وهو أن الطفل يواجه مشكلة نفسية داخلية، غالبًا ما يكون منشؤها من داخل البيت.
ولكن على المعلم أن يبذل قصارى جهده أثناء الشرح حتى يجنب الأطفال شرود الذهن، وذلك بالإكثار من استخدام الوسائل التعليمية الجذابة، وسرد القصص المفيدة، والتحكم في نبرات الصوت علوًا وهبوطًا، والحرص على اشتراك الطفل الشارد الذهن، ونحن في زمان كثرت فيه المغريات والماديات، وأصبح الأطفال يعيشون في بيئات سريعة التغيُّر، ولا شك أن وسائل الإعلام لها آثارها الخطيرة.
فإذا كان مستوى ذكاء الطفل متوسطًا أو فوق المتوسط، وإذا كان المدرس كذلك ناجحًا مع باقي التلاميذ، والطفل لا يزال شاردًا؛ إذن فهو بالتأكيد يواجه مشكلة نفسية.
قد تكون المشكلة طارئة، كغياب أحد الأبوين أو سفره, خاصة الأم، وهذه مشكلة بسيطة، وقد تكون مشكلة دائمة وهي التوتر الأسري، وعدم الاستقرار في العلاقة بين الوالدين.
يتبع بإذن الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** الطفل الشارد في الفصل **
الأب: كيف حال الولد؟
الأستاذ: بخير والحمد لله، ابنكم لديه استعداد كبير للتفوق والنبوغ، ولكن!
الأب في لهفة: ولكن ماذا؟
الأستاذ: ولكنه كثير الشرود، إنه يتخذ من نافذة الفصل منفذًا لشروده وبحرًا يسبح فيه بخياله، وسماءً يحلق بها بآماله!
الأب وكأنه يعرف السبب: معذرة يا أستاذ، اصبر عليه هذه الأيام.
الأستاذ: هل هناك مشكلة يعاني منها طفلك؟
الأب وهو يحاول أن يخفي: لا، لا شيء، فقط اهتم به.
الأستاذ في إلحاح: أرجوك يا سيدي أخبرني حتى أستطيع أن أفيد طفلك.
الأب في جواب يشبه الصدمة: حسن يا أستاذ، سأخبرك ولكن لا تخبر أحدًا.
الأستاذ: لا تقلق يا سيدي.
الأب: هناك بعض المشاكل في البيت بيني وبين زوجتي، وأعدك أني سأحاول أن أحلها في أسرع وقت ممكن.
الأستاذ وبعد تنهد طويل: أرجو ذلك.
الطفل الشارد وقفة تأمل.
كثيرًا ما نرى في المدارس هذا النموذج من الأطفال, وهو نموذج الطفل الشارد، ويمكن تعريف شرود الطفل على أنه: ضعف قدرة الطفل على التركيز في شيء محدد خاصة أثناء عملية التعلم, وقد يأتي هذا الاضطراب منفردًا، وقد يُصحَب بالنشاط الحركي الزائد والاندفاعية غير الموجهة [نقلًا عن موقع التوجيه والإرشاد]
وفي الحقيقة إن لهذا الشرود الأثر السلبي الكبير على مستوى الطفل الدراسي، وعلى درجة تحصيله العلمي، فبالتأكيد الطفل الذكي الذي يتابع ويتفاعل مع المدرس ليس كالشارد في ركن وحده، بالإضافة إلى أن الطفل قد يتعرض لتعنيف المدرسين، ويتعرض كذلك للسخرية من زملائه.
إننا كثيرًا ما نرى هذا الطفل الشارد الذي ينظر دائمًا من النافذة.
أو يصوب نظره إليك ولكن ذهنه ليس معك.
أو الذي لا يتفاعل أبدًا مع معلمه، ولا يبدي أي سلوك إيجابي في الفصل، فإذا ما وجه المعلم سؤالًا للتلاميذ، كان ذلك الطفل في وادٍ آخر، وإذا ما قام أحد زملائه بالإجابة عن السؤال لم يستوعب الطفل ما قيل، وإذا انتهت الحصة هو أيضًا شارد، بل وإذا انتهى اليوم الدراسي ودق جرس الخروج فهو أيضًا شارد.
قليل التفاعل، بطيء التحصيل، غامض منطوي في أغلب الأحيان، تُرى ما السر وراء هذا الطفل الشارد!
شرود الطفل ليس لغزًا كبيرًا.
نعم هو كذلك، فبتأمل بسيط لحال هذا الطفل الشارد؛ سنعلم أن المشكلة لن تتعدى ثلاثة جوانب رئيسية، قد يكون أحدها أو مجملها سببًا في شرود هذا الطفل:
أولًا: صعوبة المادة.
ثاينًا: عدم قدرة المدرس على جذب الانتباه.
ثالثًا: مشكلة داخلية تدور في نفس الطفل.
وإذا أردنا أن نحلل، ونصل إلى مكمن الداء، سنبدأ أولًا بمحاولة لرفع مستوى الطفل في هذه المادة، إما عن طريق درس خصوصي, أو اجتهاد من جانب الوالدين في البيت.
فإذا ذهب الشرود؛ نكون بذلك قد اخترنا الاحتمال الأول واستبعدنا باقي الاحتمالات.
أما إن أردنا أن نبحث الاحتمال الثاني، فسنقارن بينه وبين بقية الأولاد في الفصل، هل هو الوحيد الذي يعاني من هذا الشرود أم أن الأولاد أغلبهم متفاعل وإيجابي، فإن كانت الإجابة الثانية؛ فسنستبعد الاحتمال الثاني ولن يكون أمامنا إلا أن نقبل الاحتمال الثالث، وهو الاحتمال الغالب، وهو أن الطفل يواجه مشكلة نفسية داخلية، غالبًا ما يكون منشؤها من داخل البيت.
ولكن على المعلم أن يبذل قصارى جهده أثناء الشرح حتى يجنب الأطفال شرود الذهن، وذلك بالإكثار من استخدام الوسائل التعليمية الجذابة، وسرد القصص المفيدة، والتحكم في نبرات الصوت علوًا وهبوطًا، والحرص على اشتراك الطفل الشارد الذهن، ونحن في زمان كثرت فيه المغريات والماديات، وأصبح الأطفال يعيشون في بيئات سريعة التغيُّر، ولا شك أن وسائل الإعلام لها آثارها الخطيرة.
فإذا كان مستوى ذكاء الطفل متوسطًا أو فوق المتوسط، وإذا كان المدرس كذلك ناجحًا مع باقي التلاميذ، والطفل لا يزال شاردًا؛ إذن فهو بالتأكيد يواجه مشكلة نفسية.
قد تكون المشكلة طارئة، كغياب أحد الأبوين أو سفره, خاصة الأم، وهذه مشكلة بسيطة، وقد تكون مشكلة دائمة وهي التوتر الأسري، وعدم الاستقرار في العلاقة بين الوالدين.
يتبع بإذن الله ..