![]() |
رعشات ذكرى
تشعر وقتها أنك تلمس الوقت، وتتلمس الزمن بأطراف شغفك وفرحتك بكل شيء بسيط، أطفالا كنا ندور في أفلاك الانبهار والسرور..
مشاعر تختزل السعادة في رعشات قلوبنا عند انتظار الأشياء التي نجدها، ونكهة الطين تنتشر في مسارات البراءة حولنا، تسأل عن النوايا والغيرة تضحك كثيرا فكل ما يحيطنا شفاف وممتلئ بالحب. تعالوا نرحل بلا ترتيب في زوايا البساطة وطفولة الشوارع، تعالوا نرحل إلى محطات الماضي صغارا، عندما كانت تنمو بيننا البراءة وسعة الصدر، ونجد أنفسنا نحلق في فضاءات البساطة والانبساط، والرضا والتراضي، والمتعة والامتاع، والأنس والمؤانسة فلا نعرف إلا رغباتنا الجميلة تصنعنا بمزاج الحب والتفاؤل. في هذا الزمن نحاول أن نصنع المتعة حولنا لكننا لا نصنعها داخلنا، فالتعقيدات أصبحت شائكة لا تساعدنا على العيش بسهولة. أطفالا كنا نصنع ألعابنا، ونستحث خيالنا لابتكار الإثارة والمتعة بأدوات بسيطة، وشحيحة لكن همتنا وشغفنا وقبولنا بالواقع جعلنا مستمتعين بكل ما نملك. ذلك الكرتون المشقق صنعنا منه بيتا نندس داخله ونضع ألعابنا ذاتية الصنع فنشعر حينها أننا نمتلك جزءا من الدنيا. ساعتي المعطلة ترافقني دوما أتباهى بها لم يهمني أن تكون ماركة أو تمتلأ بالزمن. سيارتي البلاستيكية الصغيرة أقلبها بين أصابعي وأمررها على الـ"مطبات" والحفر في "حوشنا" وكأني وقتها أملك حلبات السباق نشوة، نلاحق بعضا نجري وتضيع أصوات المزاح في أرجاء السكة الضيقة. تأملوا التفاصيل وفصّلوا التأملات، الحجارة، أعواد الكبريت، علب الصلصة، أوراق، قراطيس، عسبان النخل، صناديق الشاي الخشبية، السحارات، كل شيء كان ممكنا أن نصنع منه متعة، سعة الخاطر لدينا كانت شاسعة، ودرجات الرضا عالية نتآلف، ونتواد بسرعة، في داخلنا تنمو المتعة أينما وجدناها وصنعناها في أجواء السرور والقبول. اليوم.. صغارنا لا يجيدون صنع المتعة بل يريدونها جاهزة أمامهم ولا يتكلفون أي عناء، يرغبون في كل سهل متغير، ويلاحقون كل مظهر متبدل، لا يجيدون ابتكار الفرح والاحتفال، يعتمدون على من يصنع لهم ذلك. كثافة وتنوع من أجهزة وأدوات وآلات وتطبيقات وألعاب.. كل ذلك لم يصنع متعة حقيقية تلامس قلوبهم قبل أيديهم، يداخلهم الملل، ويشابكهم التذمر، ويلتصق بهم الضجر. تتساءل حقا كيف يبرمجنا الزمن بمتغيراته صغارا وكبارا، ويضعنا في سلال ضيقة الأفق؟ تتعجب كيف تغير صغارنا في عقولهم وطرائق أفكارهم، وتبدلت همتهم؟ وتندهش كيف تقل حيلتهم على عجل، يريدون التبديل والتبدل، والغيرة والتغير. عذرا لم يتبقَ إلا خيوط الشوق والحنين، ولم يمكث إلا أطياف الذكرى والأنين، هكذا تلونت المتعة بشوائب التكلف، وأحمال الترف. عذرا إلى حد الدهشة حين تغزو متعة الفراغ أمزجتنا فتعطل أحاسيسنا باللذة فيما بين أيدينا، وتتشابه الأيام فلا نغدو كما كنا وكانوا.. لنعود لوعينا. |
رد: رعشات ذكرى
كل الورود لك
|
رد: رعشات ذكرى
اقتباس:
غالي ربي يسعدك |
رد: رعشات ذكرى
يعطيك العافية على موضوعك المتميز
ودي ووردي لك |
رد: رعشات ذكرى
اقتباس:
غالي ربي يسعدك |
رد: رعشات ذكرى
::
طاب لي المرور احسنت الاختيار |
رد: رعشات ذكرى
مشكور لإختيارك المميز
يعطيك العافية |
رد: رعشات ذكرى
تسلم كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك تقديري |
رد: رعشات ذكرى
انتقاء جميل
يعطيك العافية على جمال طرحك ل روحك الفرح .. |
رد: رعشات ذكرى
-
اختيار رائع دام عطائك و تميزك تحيتي لك |
رد: رعشات ذكرى
يعطيك الف عافيه لطرحك.
|
رد: رعشات ذكرى
-
يعطيك العافية سلمت الايادي ع الانتقاء |
رد: رعشات ذكرى
طرح مميز سلمت يمناك الله يعطيك الف عافيه في انتظار جديدك بكل شوق |
الساعة الآن 07:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas