منتديات أحاسيس الليل

منتديات أحاسيس الليل (http://www.a7-lil.com/vb/index.php)
-   أحاسيس الحج والعمره (http://www.a7-lil.com/vb/forumdisplay.php?f=147)
-   -   مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي (http://www.a7-lil.com/vb/showthread.php?t=24532)

اسير الذكريات 15-Jul-2023 10:51 PM

مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 








http://www12.0zz0.com/2015/04/24/21/154955304.gif


..



الحمد لله القائل في محكم كتابه {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ} [سورة الممتحنة – 4] نحمده سبحانه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالها، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أفضل من صلى وزكى وصام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً .. أما بعد ,
عباد الله ..
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [سورة الحشر – 18] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [سورة الأحزاب – 70].

عباد الله ..
نقف في هذه الخطبة مع شعير من شعائر الله، بل عدة شعائر عظيمة، في أعظم أيامه، وفي خير بقاعه، ومع نبي من خيرة أنبياء الله، اختاره الله لبناء بيته الحرام.

عباد الله ..
نعود إلى الوراء وقبل أكثر من سبعة آلاف عام في قصة عظيمة ترددت في كتاب الله تعالى، نقرؤها إلى يوم القيامة، في عبر وعظات، ودروس ووقفات، نقف عند نبي عظيم يصفه المولى سبحانه وتعالى {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [سورة النحل – 120] إنه أمة، اتخذه الله من بين البشر خليلاً {وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [سورة النساء – 125] وكما قال اليهود والنصارى للنبي صلى الله عليه وسلم اتبع ملتنا مع ما طرأ عليها من الشرك والتحريف فهي الأقوم، عدل إلى جواب لا شبهة فيه، وحجهم بالقرآن بأن عليهم هم أن يتأسوا بالدين الأول، وهو دين إبراهيم الذي يعترفون به {وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة البقرة – 135] فليس في دين إبراهيم الذي هو أب الجميع ومعترف به من الجميع ليس فيها أي مظهر للشرك أو التثليث أو حلول الإله في البشر.

وأخبر الله أن دين جميع الأنبياء هو الإسلام، بمعنى الاستسلام لله تعالى {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [سورة البقرة – 136] إبراهيم الخليل أبو الأنبياء أنه أمة، تأملوا عباد الله إلى الأمر القرآني لهذه الأمة {قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة آل عمران – 95] وقال سبحانه وتعالى {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [سورة البقرة – 130] وقال سبحانه وتعالى {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ} [سورة الممتحنة – 4] فلنتأمل سيرة الخليل عليه السلام، لن نتعرض لمواقفه العظيمة في الدعوة والتوحيد ومحاجة النمرود، وكسر الأصنام، وإنجائه من النار، فلتلك مناسبات أخرى.

وإنما سنقتصر لما يتعلق بالبيت العتيق، وسيرته عليه الصلاة والسلام في مكة، وفيها حكم وعظات، وعندها تسكب العبرات، وعمر إبراهيم الخليل عليه السلام ولم يأته ذرية، فدعا الله تعالى {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [سورة الصافات 100-101] هو إسماعيل عليه السلام وقد أمره الله أن يدعه مع أمه في مكة أرض بيضاء جرداء فتركهما إبراهيم عليه السلام فتبعته أم إسماعيل تناديه وهو لا يلتفت خوفاً من العاطفة، فقالت: الله أمرك؟ قال: نعم. قالت: إذا لا يضيعنا. فتركها إبراهيم عليه السلام وهو يقول {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [سورة إبراهيم – 37].

وها هي أم إسماعيل تبحث عن الماء، وتطلع على جبل الصفا ووليدها قرب البيت وتذهب إلى المروة، وكلما نزلت في بطن الوادي [بين العلمين الأخضرين الآن] تسرع لأنها لا ترى وليدها أو لأنها تسمع بكائه، وفي نهاية الشوط السابع تسمع صوت الماء تحت أقدام إسماعيل فتسعى إليه وإذا هو نبع عظيم تتحوطه، يقول عليه الصلاة والسلام (رحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت عيناً معيناً) [رواه البخاري].

أيها الساعون، أذكروا هذا الموقف العظيم، والتسليم العظيم، ورزق الرزاق الكريم، لمن استجاب أمره وتوكل عليه، ثم يأتي إبراهيم إلى مكة ويفرح بابنه إسماعيل عليه السلام بكره، وفلذة كبده، تأملوا سرور الوالد وغبطته بعد طول انتظار وبعد تبشير الله له كما قال سبحانه وتعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} [سورة الصافات 102] أي أصبح في سن يرافق أبيه، جاءه الأمر العظيم والامتحان الكبير {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} [سورة الصافات 102] إنها المشاركة في الابتلاء، واسمعوا إلى جواب الابن الصالح {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [سورة الصافات 102] هل قال إبراهيم ما هي الحكمة وما هي الغاية من ذبح ولدي، ولماذا؟ إنه التسليم المطلق، وكفى به حكمة وغاية، إنها الاستجابة للأمر الرباني العظيم، {فَلَمَّا أَسْلَمَا} [سورة الصافات 103] إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [سورة الصافات 103] وأراح رقبة ولده وحد السكين يأتيه إبليس في كل مرة ليثنيه عن هذا الأمر، وهو يرميه عند العقبة الكبرى، والوسطى، والصغرى.

حجاج بيت الله الحرام .. تذكروا عند الرمي هذا الموقف العظيم وتأسوا بالخليل في معصية الشيطان الرجيم وطاعة الرحمن الرحيم {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [سورة الصافات 103-107].

أيها المضحون إنها سنة أبينا إبراهيم وقد قال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الأضاحي (قال سنة أبيكم إبراهيم عندما لبى أمر الله بذبح ابنه ففداه الله بذبح عظيم قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة حسنة) [رواه ابن ماجه والبيهقي].

عباد الله .. نحن في أفضل أيام العام وقد أقبل يوم النحر، وهو أعظم أيام العشر كما قال عليه الصلاة والسلام (أعظم الأيام عند الله يوم النحر) [رواه الحاكم وأبو داود] فإن النحر هو أعظم الأعمال في ذلك، قال عليه الصلاة والسلام (ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله تعالى من إهراقة دم) [رواه الترمذي وصححه].

تذكروا أيها المضحون هذا الموقف العظيم في التسليم لله تعالى وابتغاء رضوانه، أيها المضحون تقربوا إلى الله بإسالة الدماء، وذبح الأضاحي، والأكل والتصدق منها، وقد قال سبحانه وتعالى {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ – أي الفقير الذي لا يسأل – وَالْمُعْتَرَّ – أي السائل – كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [سورة الحـج 36-37] إنه ليس مجرد ذبح، بل ذكر وتوحيد وشكر وتمجيد وإقرار بنعمة الهداية، واقتداء بنبينا إبراهيم ومحمد عليهما السلام.

عباد الله أمرنا الله في كتابه بذبح الأضاحي بعد صلاة العيد، فقال سبحانه {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر 2] وقال عليه الصلاة والسلام (ومن وجد سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا) [رواه ابن ماجه والبيهقي] ووقت الذبح طوال أيام العيد وأيام التشريق وأفضله نهار اليوم الأول ليقع ضمن العشر الشريفة.

عباد الله .. تقربوا إلى الله بذبح الأضاحي، وهي خير أعمال يوم النحر، وعظموا شعائر الله، وتقربوا إليه بخير الأضاحي، واذكروا اسم الله عليها، واعلموا أنه لا يجزي من الأضاحي العوراء البين عورها، والمريضة والهزيلة والعرجاء البين عرجها كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

واعلموا أن هذا شرط في الأضاحي مع بلوغ السن المعتبرة للإبل خمس سنوات، والبقر سنتان، والمعز سنة، والضأن ستة أشهر. مع ذبحها التزكية الشرعية بقطع الحلقوم والمريء ومجرى الدم، ومن لا يحسن الذبح فليدفعها إلى من يحسنها، ولا تذبحوا أمام الأنام فإن الله كتب الإحسان في كل شيء.

عباد الله ..
ومن أعظم مواقف الخليل مع إسماعيل بناء البيت الحرام، وتأملوا النص الكريم {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} [سورة البقرة 127] وقد سبقت بالفعل المضارع لتكون حاضرة لكل طائف، رفع إبراهيم القواعد من البيت ومع إسماعيل يناوله الأحجار، وكان إبراهيم عليه السلام على حجر يصعد به إلى مستوى البناء، ثم ينزل به ليأخذ الحجر من إسماعيل في آية عظيمة سطرها القرآن الكريم ماثلة إلى الأبد أمام العيان إنه مقام إبراهيم {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [سورة آل عمران 96-97] وقال سبحانه {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [سورة البقرة 125] وكان المقام ملتصقاً بالبيت الحرام فأرجع عمر رضي الله عنه توسعة للطائفين، وها هو إبراهيم عليه السلام يرفع البناء في خضوع وخشوع في عبادة عظيمة يدعو المولى {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [سورة البقرة 127] اهتمام بالقبول، وقد سئلت أم المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [سورة المؤمنون 60] أهم يا رسول الله العصاة؟ قال لا يا ابنة الصديق، هم المصلون والصائمون والمتصدقون يخشون ألا يقبل عملهم.

وها هو إبراهيم يدعو عند البناء {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} [سورة البقرة 128] يدعون الله تعالى بإبانة النسك وهم في غاية الامتثال والقبول، {وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [سورة البقرة 128-129] ولم يبعث إلى أهل مكة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا يقول عليه الصلاة والسلام (أنا دعوة أبي إبراهيم) [رواه أحمد وابن حبان].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه العظيم، وبسنة سيد المرسلين، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي شرع لعباده التقرب إليه بذبح القربان، وقرن النحر بالصلاة في محكم القرآن، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الفضل والامتنان، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أفضل من قام بشرائع الإيمان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.

عباد الله
أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [سورة آل عمران 102].

عباد الله ..
يفد الحجيج من كل مكان، إلى بيت الله الحرام، استجابة لأمر الله في القرآن، وتأسي بالنبي عليه الصلاة والسلام، وفي الحج مواقف وعظات، وفيه تسكب العبرات، ذكر، وتوحيد، وتلبية، وترديد لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لا، إنه التوحيد استجابة لأمر الله {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [سورة الحـج 27] ولأمره سبحانه وتعالى {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [سورة آل عمران 97] يتجلى في يوم عرفة التوحيد بأظهر صوره عند الحجيج، كما تتجلى فيه الأمة الواحدة، في صعيد واحد، وفي لباس واحد، وبدعوة واحدة، لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى تتجلى في هذا الاجتماع العظيم قوة المسلمين إذا اجتمعوا، ويتجلى فيه الخشوع والرحمة والتكافل والتعاون، هذه الشعيرة موغلة في القدم، متجددة كل عام، إنه موقف عظيم مهيب، يتذكر فيه المؤمنون الحشر الأعظم، {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} [سورة الزمر 67] {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} [سورة يــس 53].

وما زال وفد الله يقصد مكة إلى أن يرى البيت العتيق وركناه
طوف به الجاني فيغفر ذنبه ويسقط عنه جرمه وخطاي
مولى الموالي للزيارة قد دعا أتقعد عنها، والمزور هو الله
ج البيت حجه الرسل قبلنا لنشهد نفعاً في الكتاب وعدناه
أأه من أسى يا من عصى لو رأيتنا وأوزارنا ترمى ويرحمنا الله



وخير منه قوله عليه الصلاة والسلام (الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم) [رواه الطبراني في المعجم الكبير] ومن كانت عادته الحج فتركه توسعة للحجاج فله أجره بمشيئة الله تعالى وفضل الله واسع وكبير.

عباد الله نحن اليوم في يوم عرفة، وفي العشر المباركة فاجتهدوا في الذكر، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، فأكثروا فيها التحميد والتهليل والتكبير وأكثروا من صالح الأعمال لا سيما يوم عرفة، وقد قال عليه الصلاة والسلام (إنه يكفر السنة الماضية والقادمة) [رواه مسلم].

وأن الله تعالى يباهي بملائكته أهل الموقف، ويغفر الله فيه لسائر الصائمين، ويقبل الله فيه من الدعاء لا سيما أنه قد اجتمع يوم الجمعة ويوم عرفة، فاجتهدوا عصر هذا اليوم بالدعاء وأكثروا من الاستغفار حيث اجتماع ساعات الإجابة يوم عرفة، وساعة الجمعة، وللصائم دعوة مجابة عند فطره.

وأشهدوا مع أهل بيتكم صلاة العيد، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراج النساء والصبيان لها، وصلوا الأرحام، وأطعموا الطعام، تدخلوا الجنة بسلام، كما أخبر عليه الصلاة والسلام.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم، عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

..


http://www12.0zz0.com/2015/04/24/21/154955304.gif







نَبض 16-Jul-2023 01:06 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
::

بارك الله فيك

هجران 16-Jul-2023 05:34 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
جزاك الله كل خير
طرح قيم
لاحرمك الاجر والثواب

الجادل 16-Jul-2023 12:53 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
،



طرحت وابدعت
شكري لك واكثر

،

الَسِمًوٌ.! 16-Jul-2023 02:13 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
_




جَلب جمِيل
سلمت الأنَامل المُتألقة لِروعة طرحها
لا آنحرمنا مِن آلقَادم
*
*
~

فرح 17-Jul-2023 12:16 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
الله يعطيك العافية

حـُـلم 17-Jul-2023 06:31 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
طرح قيم
جزاك الله خير الجزاء


اسير الذكريات 17-Jul-2023 11:21 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






نبض


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 17-Jul-2023 11:22 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






هجران


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 17-Jul-2023 11:22 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






الجادل


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 17-Jul-2023 11:22 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






السمو


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 17-Jul-2023 11:23 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






فرح


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 17-Jul-2023 11:23 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..




حلم


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


غَيْم..! 18-Jul-2023 02:18 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

الحر 18-Jul-2023 04:22 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
متصفح متميز جزاك الله خير الجزاء
لا عدمنا جديدك

ليان الحربي 20-Jul-2023 06:37 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

أصايــل 20-Jul-2023 10:50 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
‘,
‘,
‘,
جـزاك الله خيـر
جعله الله في ميزان حسنـآتك..
:er-14_002::er-14_002:

اسير الذكريات 21-Jul-2023 01:06 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..


غيم

تحية من القلب
معطرة بكل ما يحمله هذا الكون
من رائحه ذكيـــــة على المرور الكريم
والمشاركة الرائعة
لك جزيل الشكر
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4279nalwrd.gif


اسير الذكريات 21-Jul-2023 01:07 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..


الحر

تحية من القلب
معطرة بكل ما يحمله هذا الكون
من رائحه ذكيـــــة على المرور الكريم
والمشاركة الرائعة
لك جزيل الشكر
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4279nalwrd.gif


اسير الذكريات 21-Jul-2023 01:07 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..


ليان الحربى

تحية من القلب
معطرة بكل ما يحمله هذا الكون
من رائحه ذكيـــــة على المرور الكريم
والمشاركة الرائعة
لك جزيل الشكر
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4279nalwrd.gif


اسير الذكريات 21-Jul-2023 01:07 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..


اصايل

تحية من القلب
معطرة بكل ما يحمله هذا الكون
من رائحه ذكيـــــة على المرور الكريم
والمشاركة الرائعة
لك جزيل الشكر
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4279nalwrd.gif


لحن الصباح 22-Jul-2023 09:04 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
بارك الله فيك
جعله الله بموازين حسنااتك
يعطيك ربي العآفيه
تحياتي لك

لهفة شوق 26-Jul-2023 04:32 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
جزاك الله خير
وبارك في عطائك

حكاية قلب 27-Jul-2023 07:59 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
جزاك الله خير
على هالدرر الطيبَة

آآهات آلياسمين 27-Jul-2023 11:04 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
طرح رائع
وانتقاء جميل
سلمت و سلمت اناملك الذهبية
ورقي ذائقتك العبقة
بوركت وجزاك المولى خيرا
تحياتي بالياسمين

ترانيم 01-Aug-2023 10:31 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
سلمت.. أنــآآملكـ..ع..الطرح..الرائع
دامت..صفحاتكـ..بهذا..الرُقي
بانتظــآآر.. قـآآدمِكـ.. الأجمل
كــــــل ..الـــوود..بعبق.. الــوورد

نبُض جآمح ❥ 20-Aug-2023 09:09 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
-







جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

AL-PRINCE 21-Aug-2023 11:47 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
أحسنتم الطرح
بآرك الله في جهودكم
ودمتم بهذا التوهج
الله يعطيكم الصحة العآفية
https://up.zalghaym.com/do.php?img=28392

سهاد 22-Aug-2023 12:06 AM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
بارك الله فيك
جزيت الجنة
...

احمد حماد 23-Aug-2023 04:31 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
https://www.raed.net/img?id=337182

غنج أنثى 24-Aug-2023 01:17 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
سلمت أناملك على جمال طرحك
الله يعطيك العاافيه
لك جنائن الورد وأصدق الود
ربي مايحرمنا من روعة ابداعك
دام عطائك ياذوق

شغف 01-Sep-2023 02:31 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
يعطيك الف عافيه على طرحك المميز
تحياتي واحترامي

AL7AN 07-Sep-2023 05:47 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
جزاك الله خير

اسير الذكريات 11-Sep-2023 11:30 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






لحن الصباح


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 11-Sep-2023 11:30 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






لهفة شوق


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 11-Sep-2023 11:30 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






حكاية قلب


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 11-Sep-2023 11:31 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






اهات الياسمين


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 11-Sep-2023 11:31 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






ترانيم


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 11-Sep-2023 11:31 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






نبض جامح


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله


اسير الذكريات 11-Sep-2023 11:31 PM

رد: مع خليل الرحمن في شعائر الحج والأضاحي
 
..






البرنس


جزاك الله خيرا
وبارك فيك وفى مرورك الكريم
لك جزيل الشكر والامتنان
لوجودك العطر
دمت بحفظ الله



الساعة الآن 03:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009