اليقين والصلة بالله

ويشير إلى أن فى السعى بين الصفا
والمروة، اليقين والصلة والثقة
فى الله، والأمل الفسيح المقرون
بالعمل الصحيح، ونتعلم من
هذا أن اقتران الشعائر بالأمل
ضرورة لتحقيق أهداف التقدم
والتنمية، فهاجر -عليها السلام-
لم تيأس فى طلب السقيا والماء؛
إذ سعت بدلاً من الشوط سبعة أشواط،
وكلها أمل ويقين وثقة فيه تعالى.
ويتابع:
أما الوقوف بعرفات، فمنافعه
وأهدافه لا تُعد ولا تحصى
ومنها:
الأخوة والتعارف والتراحم والوحدة
والاعتصام والقوة،
فهذا المشهد المهيب الذى يجمع
الملايين من المسلمين
فى بقعةٍ ضيقة من الأرض،
برغم اختلاف أجناسهم وألوانهم
وألسنتهم، إلا أنهم سواسية
كأسنان المشط.. لا عنصرية
ولا طبقية ولا عصبية بينهم،
بل الكل سواء تعظيما لمقصد المساواة،
أما النفرة إلى المشعر الحرام
مع ذكر الله تعالى،
ففيها الكثير من معانى القوة والهيبة
للأمة فى هذا العصر
الذى لا يحترم إلا الأقوياء.
ويوضح أن فى سنن الحج وواجباته
من المقاصد والمنافع الكثير
«فالتلبية» مقاصدها الحمد
والثناء والشكر والالتجاء،
ورمى الجمار فى العقبات
الثلاث دعوة للصبر والتحمل
فى مواجهة الصعاب،
وهزيمة الشيطان نفسيًا وإيمانيًا وعمليًا،
و«ذبح الهدى» من مقاصده
التضحية والفداء؛ كما فعلت أسرة،
إبراهيم عليه السلام،
كما أن فيه معانٍى التكافل والتراحم
مع الفقراء، وفى صلاة الركعتين
خلف «مقام إبراهيم» تعظيم لقيم
البناء والعمران، وتخليد لكل
من يحفظ الأركان بأن يكون له مقام.
كما أن الحلق والتقصير مع كونه
تحللا من شعيرة عظيمة إلا أنه
إنشاء لصفحة جديدة ينبت فيها
الشعر من جديد، بعد ما يعود
صاحبه من الحج كيوم ولدته أمه,
كما أن فى طواف الوداع تعظيما للأمانة،
وتأدبا مع صاحب البيت.