الموضوع
:
رعشات ذكرى
عرض مشاركة واحدة
#
1
30-Oct-2022, 09:51 PM
لوني المفضل
Brown
رقم العضوية :
263
تاريخ التسجيل :
Feb 2022
فترة الأقامة :
1125 يوم
أخر زيارة :
11-Dec-2024 (03:45 PM)
المشاركات :
189,494 [
+
]
التقييم :
154198
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
رعشات ذكرى
رعشات ذكرى
تشعر وقتها أنك تلمس الوقت، وتتلمس الزمن بأطراف شغفك وفرحتك بكل شيء بسيط، أطفالا كنا ندور في أفلاك الانبهار والسرور..
مشاعر تختزل السعادة في
رعشات
قلوبنا عند انتظار الأشياء التي نجدها، ونكهة الطين تنتشر في مسارات البراءة حولنا، تسأل عن النوايا والغيرة تضحك كثيرا فكل ما يحيطنا شفاف وممتلئ بالحب.
تعالوا نرحل بلا ترتيب في زوايا البساطة وطفولة الشوارع،
تعالوا نرحل إلى محطات الماضي صغارا، عندما كانت تنمو بيننا البراءة وسعة الصدر، ونجد أنفسنا نحلق في فضاءات البساطة والانبساط، والرضا والتراضي، والمتعة والامتاع، والأنس والمؤانسة فلا نعرف إلا رغباتنا الجميلة تصنعنا بمزاج الحب والتفاؤل.
في هذا الزمن نحاول أن نصنع المتعة حولنا لكننا لا نصنعها داخلنا، فالتعقيدات أصبحت شائكة لا تساعدنا على العيش بسهولة.
أطفالا كنا نصنع ألعابنا، ونستحث خيالنا لابتكار الإثارة والمتعة بأدوات بسيطة، وشحيحة لكن همتنا وشغفنا وقبولنا بالواقع جعلنا مستمتعين بكل ما نملك.
ذلك الكرتون المشقق صنعنا منه بيتا نندس داخله ونضع ألعابنا ذاتية الصنع فنشعر حينها أننا نمتلك جزءا من الدنيا.
ساعتي المعطلة ترافقني دوما أتباهى بها لم يهمني أن تكون ماركة أو تمتلأ بالزمن.
سيارتي البلاستيكية الصغيرة أقلبها بين أصابعي وأمررها على الـ"مطبات" والحفر في "حوشنا" وكأني وقتها أملك حلبات السباق نشوة، نلاحق بعضا نجري وتضيع أصوات المزاح في أرجاء السكة الضيقة.
تأملوا التفاصيل وفصّلوا التأملات، الحجارة، أعواد الكبريت، علب الصلصة، أوراق، قراطيس، عسبان النخل، صناديق الشاي الخشبية، السحارات، كل شيء كان ممكنا أن نصنع منه متعة، سعة الخاطر لدينا كانت شاسعة، ودرجات الرضا عالية نتآلف، ونتواد بسرعة، في داخلنا تنمو المتعة أينما وجدناها وصنعناها في أجواء السرور والقبول.
اليوم.. صغارنا لا يجيدون صنع المتعة بل يريدونها جاهزة أمامهم ولا يتكلفون أي عناء، يرغبون في كل سهل متغير، ويلاحقون كل مظهر متبدل، لا يجيدون ابتكار الفرح والاحتفال، يعتمدون على من يصنع لهم ذلك.
كثافة وتنوع من أجهزة وأدوات وآلات وتطبيقات وألعاب.. كل ذلك لم يصنع متعة حقيقية تلامس قلوبهم قبل أيديهم، يداخلهم الملل، ويشابكهم التذمر، ويلتصق بهم الضجر.
تتساءل حقا كيف يبرمجنا الزمن بمتغيراته صغارا وكبارا، ويضعنا في سلال ضيقة الأفق؟ تتعجب كيف تغير صغارنا في عقولهم وطرائق أفكارهم، وتبدلت همتهم؟ وتندهش كيف تقل حيلتهم على عجل، يريدون التبديل والتبدل، والغيرة والتغير.
عذرا لم يتبقَ إلا خيوط الشوق والحنين، ولم يمكث إلا أطياف الذكرى والأنين، هكذا تلونت المتعة بشوائب التكلف، وأحمال الترف.
عذرا إلى حد الدهشة حين تغزو متعة الفراغ أمزجتنا فتعطل أحاسيسنا باللذة فيما بين أيدينا، وتتشابه الأيام فلا نغدو كما كنا وكانوا.. لنعود لوعينا.
حـُـلم
,
غَيْم ..!
,
الحر
و
1 آخرون
معجبون بهذا
سلطان الزين
المصدر:
منتديات أحاسيس الليل
- من قسم:
•₪• زاوية حرة •₪•
vuahj `;vn
زيارات الملف الشخصي :
1244
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 168.51 يوميا
MMS ~
* السلطان *
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى * السلطان *
البحث عن كل مشاركات * السلطان *