|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
الإهداءات | |
•₪• يحكى أن •₪• م ● هنا واحة تحتضن ما أعجبكم من القصص والروايات والكتب والمقالات المنقولة ( كتابية أو فيديوهات ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
زهرة البنفسج
زهرة البنفسج
لَم يدرِ لِم ألحت تلك الذكرى عليه في ذلك التوقيت، تريدُ أن تتحرَّرَ من سجنٍ طالما سجنها فيه وأضعفها إهمالاً ونسيانًا، ياااااه! كم سنة مرَّتْ منذ ذلك الوقت؟! هو نفسُه لا يدري لكن تلك الشعيرات البيضاء التي غزت رأسَه، وتلك الأخاديد العميقة التي رسَمت ملامحَ وجهِه، وهذه النظرة العميقة من خلف نظَّارتِه المكبِّرة أوحَت إليه بطول تلك المدَّة. هزَّ رأسَه لعلَّه يُبعدُ تلك الذكرى، أو يسقطها في بئرِ الزمنِ السحيق، الذي تحاولُ جاهدة أن تتشبَّثَ بحافَّته لترى النُّورَ لكنَّه لم يفلح. أراح رأسَه المتعبة على مسندِ ذلك الكرسي العتيق، أمامه كوب الشاي الساخن، وجريدتُه اليومية، وأوراقُه وأقلامُه، وعلى الحائط استقرَّتْ تلك اللوحات والنياشين التي تحكي إنجازاتِه، ألقى إليها نظرةً خاوية، تنهَّد تنهيدةً عميقة، أغمضَ عينيه وسمحَ لذكرياتِه أن تتدفَّق، يالها من أيَّام؛ تذكَّرَ طفولتَه العذبة، وتذكَّرَها، كيف له أن ينساها كلَّ هذه المدَّة! رأى - بعينين حالمتين - تلك الحديقة التي جَمَعتهما، رأى ذلك الجمال الأخضر ذا الألوان يغطِّي الأفق؛ أفقَه الصغير، رأى زهور البنفسج التي كانت تعشقُها؛ رآه يجري ويتعثَّرُ بخطواتِه المضحكة خلف تلك الفراشة الملوَّنة، سقطَ مرارًا واتسخت ثيابُه لكنَّه لا ييئس، رآها بعينِ الخيال تؤنِّبه بشدَّةٍ على اتساخه، سمع صوتَها الحنون يتردد في ذهنه: • محمود، ألم تعدني ألا تتسخ ثيابُك! لن أصحبَك إلى هنا مرَّةً أخرى. لكنَّه يلمح من خلف نظرات الغضب المصطنعة لمحاتِ المحبَّة والرِّضا، لم تكن غاضبة لهذه الدرجة، ثمَّ هي تعرفُ كيف يحبُّ هو هذه الحديقة، وكيف تحبُّها هي، وتحبُّ كذلك صحبةَ القمر، ومحمود، وتلعثماتِه الطفولية المضحكة، وزهورَ البنفسج، وغروبَ الشمس، ونسماتِ الهواء الباردة. يقتربُ منها في مرحٍ حاذر، يخرج يدَه من خلفِ ظهرِه ممسكًا بزهرة البنفسج، يمدُّ ذراعَه إليها متودِّدًا، صمتتْ قليلاً، ثمَّ قالت بحزم: • كلا، لن آخذ منك شيئًا حتى تلتزمَ بتعليماتي. توقَّفَ الزمنُ قليلاً لمحت في عينيه توسُّلاً، قاومت تلك الرغبةَ في أن تستمرَّ في عقابِه، لكنَّها لم تلبث أن استسلمت له بابتسامة مشرقة. يضحكُ ضحكةً طفولية صافية، تضمُّه إليها، ويستشعر دفءَ حضنها، ويتمنَّى ألا يُحرمَ منه أبدًا بعد ذلك. حتى عندما ماتت أمُّه ظلَّ - لسنوات عدَّة - يزور تلك الحديقةَ ويتأمَّل تلك الخضرةَ، ويجري خلفَ تلك الفراشةِ، ويقطف زهرة البنفسج، ثم... ثمّ يبكي عندما يتذكَّرُ أنَّها لم تعد هناك لتضمه. |
04-Oct-2022, 06:46 AM | #2 |
|
رد: زهرة البنفسج
تسلم كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك لقلبك الفرح |
|
05-Oct-2022, 08:14 AM | #5 |
|
رد: زهرة البنفسج
-
شكراً لكم ولمروركم الراقي عطرتوا متصفحي بطلتكم البهية عبق الجوري لأرواحكم . |
|
10-Oct-2022, 09:49 PM | #6 |
|
رد: زهرة البنفسج
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع ولاحرمنا جديدك القادم تحياتي لك |
|
11-Oct-2022, 05:59 PM | #7 |
|
رد: زهرة البنفسج
-
شكراً لكم ولمروركم الراقي عطرتوا متصفحي بطلتكم البهية عبق الجوري لأرواحكم . |
|
10-Nov-2022, 03:27 PM | #10 |
|
رد: زهرة البنفسج
سَلَمِتْ أٌنآملِـگ عَلََى الـآنتقآء آلمميٍـز
لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل |
.
. . أشّد الألًم ..! حزنُ لا ( تستطيعُ ) الإّفصاحُ عَن أسُبابهً ..! وتكَتفيْ بقوَلُ | أشعَر ب ( الضْيق ولاّ أعَلمْ لمّا ) ..! رغَم أنكْ تعلمَ يُقينا مَا السبَب ..! ولكّنه لا يُحكُى ولا يُبكىَ .. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
زهرة البنفسج الأفريقي | مسگ | آلحيوآنآت والنباتات وغرآئب آلمخلوقآت | 17 | 26-Sep-2024 08:53 PM |
فخامة البنفسج في الديكور | البارونه | •₪• فـخـامـة مسكـن •₪•• | 15 | 02-Dec-2023 09:04 PM |
عبارات برائحة البنفسج ..! | غَيْم..! | •₪• زاوية حرة •₪• | 12 | 13-Nov-2023 05:41 PM |