سورة الفاتحة - منتديات أحاسيس الليل

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ إعلانات احاسيس الليل ) ~
 
   

فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى


الإهداءات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 26-Feb-2023, 07:29 PM
سلطان الزين متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Blanchedalmond
 رقم العضوية : 47
 تاريخ التسجيل : Jun 2021
 فترة الأقامة : 1259 يوم
 أخر زيارة : اليوم (12:59 PM)
 الإقامة : المدينة المنورة
 المشاركات : 100,844 [ + ]
 التقييم : 62645
 معدل التقييم : سلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond reputeسلطان الزين has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

اوسمتي

افتراضي سورة الفاتحة



سورة الفاتحة
مقدمة السورة
أسماء السورة:

ثبتَت لسورة الفاتحة عدَّةُ أسماء، وهي:
1- فاتحة الكِتاب .
2- أمُّ القرآن .
3- أُمُّ الكِتاب .
4- السَّبْع المَثاني .
5- القُرآن العظيم .
6- سورة الحَمْد .
الأدلَّة:
1- عن عُبادةَ بن الصَّامتِ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((لا صلاةَ لِمَن لم يقرأْ بفاتحةِ الكِتاب )) .
2- عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: ((كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُخَفِّفُ الرَّكعتَينِ اللَّتَينِ قبلَ صلاةِ الصُّبحِ، حتى إني لأقولُ: هل قرَأ بأمِّ الكتابِ؟! )) .
3- عن أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((أمُّ القُرآنِ هي السَّبْع المثاني، والقرآنُ العَظيم )) .
4- عن أبي سَعيدِ بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: ((مرَّ بي النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأنا أُصلِّي، فدَعاني فلم آتِهِ حتى صلَّيتُ، ثم أتَيتُ فقال: ما منَعك أن تأتيَ؟ فقلتُ: كنتُ أُصلِّي، فقال: ألم يقُلِ اللهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ؟! ثم قال: ألَا أُعَلِّمُك أعظمَ سورةٍ في القرآنِ قبلَ أن أخرُجَ منَ المسجدِ؟ فذهَب النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليخرُجَ منَ المسجدِ فذَكَّرتُه، فقال: الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ هي السَّبعُ المَثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه )) .

فضائلُ السُّورةِ وخصائصُها:

لسورةِ الفاتحة فضائلُ كثيرة، وخصائصُ عظيمة، وردَت في السُّنَّة النبويَّة؛ منها:
1- أنَّها نور، ولم يُؤْتَها نبيٌّ قبل محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم
عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما، قال: ((بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، سمِع نقيضًا من فوقه؛ فرفَع رأسَه، فقال: هذا بابٌ من السَّماء فُتِح اليوم، لم يُفتح قطُّ إلَّا اليوم، فنزل منه مَلَك، فقال: هذا ملَكٌ نزل إلى الأرض، لم ينزلْ قطُّ إلَّا اليوم، فسلَّم، وقال: أبشِرْ بنورَينِ أوتيتَهما، لم يُؤتَهما نبيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تَقرأ بحرفٍ منهما إلَّا أُعطيتَه )) .
2- أنَّه بقِراءتها تحصُل المناجاةُ في الصَّلاة بين العَبدِ وربِّه
عن أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((مَن صلَّى صلاةً لم يقرأْ فيها بأُمِّ القرآن، فهي خداجٌ -ثلاثًا- غير تمام، فقيل لأبي هُرَيرَة: إنَّا نكونُ وراءَ الإمام، فقال: اقرأْ بها في نفسِك؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بَيني وبَين عبدي نِصفين، ولعَبدي ما سأل، فإذا قال العبدُ: الحمدُ لله ربِّ العالَمين، قال الله تعالى: حمَدني عَبدي، وإذا قال: الرَّحمن الرَّحيم، قال الله تعالى: أثْنَى عليَّ عبدي، وإذا قال: مالِك يومِ الدِّين، قال: مَجَّدني عبدي، (وقال مرَّة: فوَّض إليَّ عبدي)، فإذا قال: إيَّاك نعبُدُ وإيَّاك نستعين، قال: هذا بَيني وبَين عبدي، ولعَبدي ما سأل، فإذا قال: اهدِنا الصِّراطَ المستقيمَ صِراطَ الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالِّين، قال: هذا لعَبدي، ولعبدي ما سألَ )) .
3- أنَّه لا صَلاةَ لِمَن لم يقرأْ بها
عن عُبادةَ بنِ الصامتِ رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((لا صَلاةَ لِمَن لم يقرأْ بفاتحةِ الكِتابِ )) .
4- أنها رقيةٌ شافيةٌ بإذن الله تعالى
عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه، قال: ((انطلَق نفرٌ من أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في سَفرةٍ سافروها، حتى نزَلوا على حيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم فأَبَوْا أن يُضيِّفوهم، فلُدِغ سيِّد ذلك الحيِّ، فسَعَوا له بكلِّ شيءٍ، لا ينفعه شيءٌ، فقال بعضُهم: لو أتيتم هؤلاءِ الرهطَ الذين نزلوا؛ لعلَّه أن يكون عند بعضهم شيءٌ، فأتوْهُم، فقالوا: يا أيُّها الرهط، إنَّ سيِّدنا لُدِغ، وسَعَينا له بكلِّ شيءٍ، لا ينفعُه؛ فهل عند أحدٍ منكم من شيءٍ؟ فقال بعضهم: نعَمْ، واللهِ إني لأرقي، ولكن واللهِ لقدِ استضفناكم فلم تُضيِّفونا! فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلًا، فصالَحوهم على قَطيعٍ من الغَنم، فانطلق يتْفُل عليه، ويقرأ: الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ، فكأنَّما نشِط من عِقال، فانطلَق يمشي وما به قَلَبَةٌ ، قال: فأوْفوهم جُعلَهم الذي صالحُوهم عليه، فقال بعضُهم: اقسِموا، فقال الذي رقَى: لا تَفعلوا حتى نأتيَ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فنذكُرَ له الذي كان، فننُظرَ ما يأمرُنا، فقدِموا على رسولِ الله، فذكروا له، فقال: وما يُدريك أنَّها رُقيةٌ؟! ثم قال: قد أصبتُم، اقسِموا، واضرِبوا لي معكم سهمًا، فضحِكَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم )) .

بيان المكي والمدني:

سورةُ الفاتحة سورةٌ مكيَّة، نزلت قبل الهِجرة .
بدليل قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِى وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر: 87] .
وجاء عن أبي سَعيدِ بن المُعلَّى رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((... هي السَّبْعُ المثاني، والقرآنُ العظيم الذي أُوتيتُه )) .
فهذه الآية التي ورَد فيها ذِكر السَّبع المثاني، مكيَّةٌ بالإجماع، وقد جاء النصُّ من النبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام، بكون السَّبع المثاني هي سورةُ الفاتحة؛ فلزِم من ذلك أن تكون سورةُ الفاتحة مكيَّة .
ومن الأدلة على مكِّيتها كذلك، أنَّ الصلاة لا تصحُّ إلا بها، وقد شُرعت الصلاة بمكة، أي قبل الهجرة .

مقاصد السُّورة:

مِن أهمِّ مقاصدِ سورة الفاتحة:
1- التعريف بالمعبودِ تبارَك وتعالى.
2- بيان طَريقِ العبوديَّة.
3- بيان أحوال النَّاس مع هذا الطَّريق .

موضوعات السُّورة:

عرَضتِ السُّورةُ لعددٍ من الموضوعات الرئيسة، وهي:
1- صفات الله عزَّ وجلَّ.
2- اليوم الآخر.
3- إِفراد الله تعالى بالعبادة، ومن ذلك: الاستعانة، والدُّعاء.
4- التعريف بالصِّراط المستقيم؛ طريقِ المهتدين.
5- تجنُّب طريق الغاوين من المغضوبِ عليهم والضالِّين.

مناسبة افتتاح القرآن بسورة الفاتحة:

افتَتح الله سبحانه كتابه بهذه السورة؛ لأنَّها جمَعتْ مقاصد القرآن، ولأنَّ فيها إجمالَ ما يحويه القرآن مفصلًا؛ فجميع القرآن تفصيل لِمَا أجملتْه، وفي ذلك براعة استهلال؛ لأنَّها تنزل من سور القرآن منزلَ دِيباجة الخطبة أو الكتاب .



 توقيع : سلطان الزين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 26-Feb-2023, 07:30 PM   #2


سلطان الزين متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 47
 تاريخ التسجيل :  Jun 2021
 أخر زيارة : اليوم (12:59 PM)
 المشاركات : 100,844 [ + ]
 التقييم :  62645
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blanchedalmond

اوسمتي

افتراضي رد: سورة الفاتحة



سورة الفاتحة
الآيات (1-7)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

المعنى الإجمالي:

يخبر الله تعالى عباده بأنَّ الحمد الكامل مستحقٌّ له وحده، ويرشدهم بما أخبر إلى أن يُثنوا عليه، ويمجِّدوه، ويَحمَدوه بجميع المحامِد التي لا يستحقُّها إلَّا هو، ذو الرَّحمة والمُلك، كما يُرشدهم سبحانَه إلى إفرادِه بالعبادة والاستعانة، وطلبِ الهِداية منه وحْده للطَّريق الواضحة التي لا اعوجاجَ فيها؛ طريق الذين أنعم الله عليهم، لا طريق اليهود المغضوب عليهم، ولا طريق النَّصارى الضالِّين.

غريب الكلمات:

رَبِّ: الرَّب: السيِّد، والمالِك، والمصلِح، والصَّاحب، والمربِّي، والخالِق، والمعبود، وأصله: إصلاح الشيء والقيام عليه .
الصِّراط: الطَّريق .

مشكل الإعراب:

1- قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ: (إيَّا) ضمير نصْب منفصل، مبني على السكون في محل نصب، مفعول به مقدَّم لـ(نعبد)، ولو تأخَّر عن عاملِه لاتَّصل به، فقيل: نعبدك، والكاف حرف خطاب لا محلَّ له، وقيل: الكاف هو الضمير، و(إيَّا) جيء بها؛ لتعتمد عليها الكاف .
2- قوله: غَيرِ: مجرورٌ على البَدل مِن (الذين)، أو على النَّعت لهم، باعتبار (الذين) نكرة؛ لأنَّ (غير) في الأصل نكرة وإن أُضيفت إلى معرفة؛ لأنَّها لا تدلُّ على شيء معيَّن. ومَن قرأ (غيرَ) بالنصب؛ فهي إمَّا حال، أو منصوب على إضمار (أعْني) .

تفسير الآيات:

الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ (1).
هذا خبرٌ من الله عزَّ وجلَّ فيه حمدَ نفسه الكريمة، وفي ضمنه إرشادٌ لعبادِه بأن يحمدوه سبحانه وتعالى .
الْحَمْدُ لله.
أي: جميعُ المحامد للمعبود تبارك وتعالى، لا يستحقُّها إلَّا هو وحده سبحانه، وهو حمدٌ دائم ومستمر.
والحَمْدُ: هو وصفُ المحمود سبحانه بالكَمال، مع محبَّته، وتعظيمِه جلَّ وعلا .
و(الله): اسمٌ ثابتٌ له سبحانه، يتضمَّن صِفةَ الألوهيَّة له عزَّ وجلَّ . ومعناه: المألوه، أي: المعبود .
رَبِّ العالمين.
أي: هو السيِّد، والمالِك، والمدبِّر لجميع العالَمين، وهم كلُّ مَن سِوى اللهِ تعالى، مِن جميع أصناف المخلوقاتِ في كلِّ مكانٍ وزمان .
كما قال تعالى: قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ [الشعراء: 23-28] .
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2).
مُناسبة الآية لِمَا قبلها:
لَمَّا جاء وصْفُ الله سبحانه نَفْسَه بالرُّبوبيَّة، التي تَعني أنَّه السيِّد، المالك، المعبود الذي له مطلق التصرُّف في عِباده، والتي قد يُفهم منها معنى الجبروت والقهر؛ جاء وصفُه بالرَّحمة بعدها؛ لينبسطَ أملُ العبد في العفو إنْ زلَّ، ويَقْوَى رجاؤه إنْ هفَا .
وأيضًا لما وصف الله تعالى نفسه بالربوبية بيَّن أن تربيته تعالى للعالمين ليست لحاجة به إليهم، كجلْب منفعة، أو دفْع مضرة، وإنما هي لعموم رحمته وشمول إحسانه .
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2).
هما اسمانِ مشتقَّان من الرَّحمة على وجه المبالَغة، ورحمن أشدُّ مبالغةً من رَحيم؛ وذلك لأنَّ (رحمن) على وزن فعلان، وهذه الصيغة تفيد الكثرة والسعة ، فالرَّحْمَن: ذو الرَّحمة الواسِعة لجميع خلقه، والرَّحِيم: ذو رحمةٍ خاصَّة، يختصُّ بها عبادَه المؤمنين .
قال الله تعالى: يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ [العنكبوت: 21] ، وقال سبحانه: وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [الأحزاب: 43] .
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (3).
مُناسبة الآية لِمَا قبلها:
لما وصف تعالى نفسه بالرَّحمة، وكان هذا قد يؤدِّي بالعبد إلى غلَبة الرَّجاء عليه؛ نبَّه بصفة الملْك ليوم الدِّين؛ ليكون العبد من عمله على وَجَل، وليعلمَ أنَّ لعمله يومًا تظهر له فيه ثمرته من خيرٍ وشر .
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (3).
القراءات ذات الأثر في التفسير:
في قوله تعالى: مَالِكِ قِراءتان:
1- مالِك بالألف مَدًّا، وهو: المتصرِّف بالفِعل في الأشياء المملوكةِ له .
2- مَلِك بغير ألف قَصْرًا، وهو: المتصرِّف بالقول أمرًا ونهيًا في مَن هو مَلِكٌ عليهم .
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (3).
أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ هو المتصرِّف في جميع خلْقِه بالقول والفِعل .
كما قال تعالى: وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لله [الانفطار: 17-19].
وكما قال سبحانه: إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ [مريم: 40] .
وقال أيضًا: لِمَنِ المُلْكُ اليَوْمَ لله الوَاحِدِ القَهَّارِ [غافر: 16] .
يَوْمِ الدِّينِ.
أي: يوم الجَزاء والحِساب .
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (4).
أي: قولوا: إيَّاك نَعبُد وإيَّاك نستعين .
والمعنى: لا نعبُد إلَّا أنت، متذلِّلين لكَ وحْدَك لا شريكَ لك، ولا نستعين إلَّا بك وحْدَك لا شريكَ لك .
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5).
مناسبة الآية لما قبلها:
لما ذُكِرَت العبادة والاستعانة بالله تعالى وحده، جاء سؤال الهداية إلى الطريق الواضح؛ فبالهداية إليه تصح العبادة، فمن لم يهتد إلى السبيل الموصلة لمقصوده لا يصحُّ له بلوغ مقصده .
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5).
أي: قولوا: اهدِنا الصِّراطَ المستقيم .
والمعنى: دُلَّنا على الطَّريق الواضِح الذي لا اعوجاجَ فيه، ووفِّقنا لسلوكه، وثبِّتنا عليه .
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (6).
مُناسبة الآية لِمَا قبلها:
لَمَّا كان في الآية السابقة طلبُ الهِداية إلى أشرفِ طَريق، ناسَب ذلك سؤالَ أَحسنِ رفيقٍ ، فقال تعالى:
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ.
أي: طريق الذين أَنعمَ الله تعالى عليهم بالهِداية إلى الصِّراط المستقيم، وهم الذين علِموا الحقَّ وعمِلوا به؛ امتثالًا لِمَا أمَر الله عزَّ وجلَّ، واجتنابًا لِمَا نهى عنه سبحانَه، بإخلاصٍ لله تعالى، ومتابعةٍ للرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وهم المذكورون في قوله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [النساء: 69] .
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7).
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ.
أي: إنَّ مِن صفات الذين أَنعم الله تعالى عليهم، أنَّهم ليسوا كاليهود، ومَن سلَك طريقتَهم في ترْك العمل بالحقِّ بعد معرفته .
فأخصُّ أوصاف اليهود، الغضبُ، كما قال الله تعالى فيهم: مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ [المائدة: 60] ، وقال سبحانه أيضًا: فَبَاؤُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ [البقرة: 90] .
وعن عَديِّ بن حاتمٍ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((المغضوب عليهم: اليهود)) .
ولا الضَّالِّينَ.
أي: إنَّ من صِفات الذين أنعمَ الله تعالى عليهم، أنَّهم ليسوا كالنَّصارى، ومَن سلك طريقتَهم ممَّن جهِلوا الحقَّ، فعبَدوا الله تعالى بغير عِلم .
فأخصُّ أوصاف النصارى الضلال، كما قال سبحانه: قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ [المائدة: 77] .
وعن عديِّ بن حاتم رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ولا الضالين: النَّصارى)) .

الفوائد التربويَّة:

1- أنَّه لما كان أوَّلُ السُّورة مشتملًا على الحمد لله، وتمجيده، والثناء عليه، وآخرُها مشتملًا على الذمِّ للمعرضين عن الإيمان به، والإقرار بطاعته- دلَّ ذلك على أنَّ مَطلع الخيرات، وعُنوان السعادات، هو الإقبالُ على الله عزَّ وجلَّ، ومطلعَ الآفات، ورأس المخالفات، هو الإعراضُ عنه سبحانه، والبعدُ عن طاعته .
2- أنَّ الله تعالى مستحقٌّ للحَمدِ الكامِل، ومختصٌّ به من جميع الوجوه؛ ولذا ينبغي على العبد أن يستشعرَ بأنَّ كلَّ قضاءٍ لله تعالى، فهو محمودٌ عليه جلَّ وعلا .
3- أنَّ رُبوبية الله عزَّ وجلَّ مبنيَّةٌ على الرحمة الواسعة للخَلق الواصلة؛ لأنَّه تعالى لما قال: ربِّ العَالَمِينَ كأنَّ سائلًا يسأل: (ما نوعُ هذه الربوبية؟ هل هي ربوبيَّة أخْذ، وانتقام؛ أو ربوبيَّة رحْمة، وإنعام؟) فقال تعالى: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
4- أنَّ في قوله: مالِكِ يَومِ الدِّين حثَّ الإنسانِ على أنْ يعملَ لذلك اليوم الذي يُدان فيه العاملون .
5- قوله تعالى: إيَّاكَ نَعبُدُ تبرؤ من الشرك، وقوله: وإيَّاكَ نَستعينُ تبرؤ من الحول والقوة، وتفويض إلى الله عز وجل. وهذا المعنى في غير آية من القرآن، كما قال تعالى: فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [هود: 123] قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا [ الملك: 29] رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا [المزمل: 9] ؛ لذا قال بعض السلف: الفاتحة سرُّ القرآن، وسرُّها هذه الكلمة: إيَّاكَ نَعبُدُ وإيَّاكَ نَستعينُ .
6- تربية المسلم على اللُّجوء إلى الله عزَّ وجلَّ، ومِن ذلك استعانتُه به على العبادة، ودعاؤه دومًا أن يَهديَه الصِّراطَ المستقيم .

الفوائد العلميَّة واللَّطائف:

1- في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2] ، تقديم وصْفِ الله تعالى بالألوهيَّة على وصفه بالربوبية؛ وهذا إمَّا لأنَّ (الله) هو الاسمُ العَلَم الخاصُّ به، والذي تتبعه جميع الأسماء؛ وإمَّا لأنَّ الذين جاءتهم الرُّسُل يُنكرون الألوهيَّة فقط؛ ولأن اسم الله تعالى دالٌّ على كونه مألوهًا معبودًا، تؤلِّهه الخلائق محبَّةً وتعظيمًا وخضوعًا، وفزعًا إليه في الحوائج والنَّوائب، وذلك مستلزمٌ لكمال ربوبيَّته ورحمته .
2- في قوله تعالى: يَوْمِ الدِّينِ إثباتُ البَعث والجزاء .
3- إيثار ذِكر إلهيته سبحانه وربوبيته ورحمته وملكه في أوَّل الفاتحة على ذكر سائر الصِّفات؛ لأن هذه الصفات الأربع مستلزمة لجميع صفات كماله عزَّ وجلَّ .
4- في قوله عزَّ وجلَّ: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ تفصيلٌ بعد إجمال؛ فقولُه تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ مُجمَل، وقوله تعالى: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مفصَّل. وفائدتُه: أنَّ النفسَ إذا جاء المُجمَل تترقَّب، وتتشوَّف للتفصيل والبيان، فإذا جاء التفصيلُ ورَد على نفسٍ مستعدَّة لقَبوله، متشوِّفة إليه .
5- إسنادُ النِّعمة إلى الله تعالى وحْدَه في هِداية الَّذين أنعم عليهم؛ لأنَّها فضلٌ محضٌ من الله .
6- قدَّم المغضوب عليهم على الضالِّين؛ لأنَّهم أشدُّ مخالفةً للحقِّ من الضالِّين؛ فإنَّ المخالف عن علم يصعُب رجوعُه، بخلاف المخالِف عن جهل ، ولأنَّ أخص الموصوفين بـالمَغضُوبِ عَلَيهِمْ هم اليهود وأخص الموصوفين بـالضَّالِّينَ هم النصارى واليهود سابقون على النصارى في الزمن .

بلاغة الآيات:

1- حُسن الافتتاح، وبراعة المطلَع والاستهلال لكتاب الله عزَّ وجلَّ بهذه السُّورة العظيمة، التي اشتملتْ على مقاصِد هذا الكتاب كلِّه، كما افتتح السُّورة نفسَها بجوامع الحَمْد والشُّكر والثَّناء؛ فإن كان أولها بسم الله الرحمن الرحيم- على قول مَن عدَّها منها- فناهيك بذلك حسنًا؛ إذ كان مطلعها، مفتتحًا باسم الله، وإن كان أولها الحمد لله؛ فحمد الله والثناء عليه بما هو أهله، ووصفه بما له من الصِّفات العليَّة أحسنُ ما افتتح به الكلام .
2- قوله: الْحَمْدُ لله جملة اسمية، وهي تدلُّ على ديمومة الحمْد واستمراره وثباتِه . والألف واللام في الْحَمْدُ للاستغراق [67] الاستغراق: في اللغة الاستِيعابُ، والإحاطة والشُّمول. واصطلاحًا: هو استيفاء شيء بتمام أجزائه وأفراده، بحيث لا يخرج عنه شيءٌ. ومن أدواته المشهورة: اللَّام الجنسية أو الحقيقيَّة. والاستغراق قِسمان: حقيقي، وعرفي، فالحقيقي: أن تراد حقيقة الشيء الشائعة في الأفراد، دون النظر إلى الدَّلالة على عُمومٍ أو خصوص، ولا يصحُّ أنْ يُستعمل بدلَ اللام كلمة (كلّ)، مثل قوله: وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ [الآية: 30]؛ فالمراد حقيقة الماء وماهيته، وليس كُلَّ أنواع الماء. والقرينَةُ هي الواقعُ المشاهد. والاستغراق العرفي: أن تُراد الحقيقة في ضِمن جميع الأفراد التي يتناولها اللفظُ بحسب العُرْف، ومنه: قوله: وَخُلِقَ الإنسان ضَعِيفاً [الآية: 28]، أي: وخُلق كلُّ فرد من أفراد جنس الإِنسان ضعيفًا، والواقع يشهد لإِرادة هذا الاستغراق. ، فتعمُّ كلَّ أنواع الحمد. وقيل: لتعريفِ الجنسِ، ومعناه: الإشارة إلى ما يَعرِف كلُّ أحدٌ أنَّه هو الحمد.
واللام في قوله: لله تُفيد: الاستحقاق [69] اللام الواقعة بين ذات وذات من شأنها أن تُملَك، تكون للمِلك، كالدار لزيد؛ فإنْ أُضيفت إلى مَن لا يملك، فاللام للاختصاص، كالمِفتاح للدار، وأمَّا اللام الواقعة بين معنًى وذات فهي للاستحقاق، كالحمد لله، وبعضُهم يستغني بالاختصاص عن ذِكر الملك والاستحقاق. ، والاختصاص، أي: الحمد كله مستحقٌّ لله تعالى، وخاصٌّ به سبحانه دون مَن سواه.
3- في قوله: مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ تخصيص اليوم بالإضافة؛ إمَّا لتعظيمه وتهويله، أو لتفرُّده تعالى بنفوذ الأمر فيه، وانقطاع العلائق بين الملَّاك والأملاك حينئذٍ بالكليَّة.
4- في قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ نواحٍ بلاغيَّة عديدة
ففيه تقديمٌ وتأخير؛ حيث قدَّم المفعول به في قوله (إِيَّاكَ)، وهو يُفيد القصرَ. والاختصاص، أي: لا نعبُد غيرَك، ولا نستعين بسواك، وهو أيضًا للتَّعظيم والاهتمام؛ لأنَّ العرب تقدِّم الأهم.
وقُدِّمت العبادة على الاستعانة؛ لأن العبادة من أسباب حصول الإعانة وإجابة الحاجة، وأيضًا لكون العبادةِ هي المقصودة والغاية من الخلق، والاستعانة وسيلةٌ إليها، ولتتوافق رؤوس الآي. قال ابن القيم: (وتقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل، إذ العبادة غاية العباد التي خلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها، ولأن إِيَّاكَ نَعْبُدُ متعلق بألوهيته واسمه الله وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ متعلق بربوبيته واسمه الرب فقدَّم إِيَّاكَ نَعْبُدُ على إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ كما قدَّم اسم الله على الربِّ في أول السورة، ولأنَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ قسم الربِّ، فكان من الشطر الأول، الذي هو ثناء على الله تعالى؛ لكونه أولى به، وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قسم العبد، فكان من الشطر الذي له، وهو اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ إلى آخر السورة)..
وفيه التفات من ضمير الغَيبة إلى ضمير الخِطاب، ولو جرى الكلام على الأصل لقال: إياه نعبد، وهذا التفنُّن في الكلام والعدول من أسلوب إلى آخر من عادة العرب؛ لأنَّ فيه تحسينًا للكلام، وتنشيطًا للسامع، وإيقاظًا له؛ فيكون أكثرَ إصغاءً للكلام، وقد تختصُّ مواقعه بفوائد أخرى غير هذه، ومنها هنا: أنَّ الخطاب فيه استحضار للقُرب من الله تعالى، فكأنه لَمَّا أثنى على الله عز وجل، اقترب وحضَر بين يديه سبحانه.
وفيه تَكرار إِيَّاكَ، وهذا التَّكرار؛ لأنَّ الفِعلين مختلفان، فاحتاج كلُّ واحدٍ منهما إلى تأكيد واهتمام، فتَكراره للتأكيد على تَخصيصِه تعالى بكلِّ واحدة من العبادة والاستعانة، وإبراز الاستلذاذِ بالمناجاة والخِطاب.
والمجيء بنون الجَمْع في قوله نَعْبُدُ ونَسْتَعِينُ؛ قيل لأنَّ المقام لَمَّا كان عظيمًا لم يستقلَّ به الواحد؛ استقصارًا لنفسه، واستصغارًا لها، فالمجيءُ بالنون لقصد التواضُع لا لتعظيم النَّفْس، وقيل: يجوز أن تكون للتعظيم، كأنه قيل للعبد: إذا كنت في العبادة فأنت شريف، وجاهك عريض، فقل: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، وإذا كنت خارج العبادة فلا تقل: نحن ولا فعلنا وغير ذلك، وقيل: لأنَّ المقام مقام عبودية وافتقار إلى الربِّ تعالى، وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته. أي: نحن معاشر عبيدك مُقرُّون لك بالعبودية، وهذا كما يقول العبد للملك المعظَّم شأنه: نحن عبيدك ومماليكك، وتحت طاعتك، ولا نخالف أمرك؛ فيكون هذا أحسنَ وأعظمَ موقعًا عند الملك من أن يقول: أنا عبدك ومملوكك؛ ولهذا لو قال: أنا وحدي مملوكك، استدعى مقته، فإذا قال: أنا وكل مَن في البلد مماليكك وعبيدك وجند لك، كان أعظمَ وأفخمَ؛ لأنَّ ذلك يتضمَّن أن عبيدك كثيرٌ جدًّا، وأنا واحد منهم، وكلنا مشتركون في عبوديتك والاستعانة بكَ، وطلب الهداية منك.
5- في قوله: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ
اهْدِنا فِعل أمر، لكن المقصود به الالتِماس والدُّعاء، لا حقيقةَ الأمر؛ لأنَّه طلبٌ من الأدنى - وهو المخلوق - إلى الأعْلى - وهو الخالِقُ سبحانه.
تعدية الفِعل اهْدِنا بنفسِه، وعدَم تعديته بحَرْف الجَرِّ في قولِه سبحانه: اهْدِنا الصِّراطَ المستقيمَ؛ لأجلِ أن يتضمَّن طلبُ الهداية: هِدايةَ العِلم، وهداية التَّوفيق.
6- في قوله: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
تصريحٌ بعد إبهام، وتفصيلٌ بعد إجمال، وفائدتُه تشويق النَّفس، وتهيئتها؛ لتتلقَّى التفسير والتفصيل، فيكون أعونَ على الفَهم، وهذا الأسلوب له من الفائدة مثل ما للتوكيد المعنوي، وأيضًا فيه تقرير حقيقة هذا الصراط، وتحقيق مفهومه في نفوسهم، فيحصل مفهومه مرتين: فيحصل له من الفائدة ما يحصُل بالتوكيد اللفظي.
وفيه أيضًا توكيدٌ؛ إذ صِرَاطَ الَّذِينَ... بدلٌ من الصِّراطَ المستقيمَ؛ والبدل على نيَّة تَكْرار العامل، كأنَّه قال: اهدِنا الصِّراط المستقيم، اهدِنا صراطَ الذين...، ففيه تثنيةٌ وتكرير، وإشعارٌ بأنَّ الطريق المستقيم بيانُه وتفسيرُه: صراط المسلمين؛ ليكونَ ذلك شهادةً لصراط المسلمين بالاستقامةِ على أبلغ وجهٍ وآكدِه، ويجوز أن يكون صِراَطَ الَّذِينَ عَطفَ بيان، وفائدتُه حينئذٍ الإيضاح.
7- في قوله: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ بعد قوله: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ التفات أيضًا، حيث صرَّح بالخِطاب عند ذِكر النِّعمة، ثم قال: غير المغضوب عليهم، فزَوَى لفظ الغضب عن الله تعالى؛ أدبًا ولُطفًا، وهذا غايةُ ما يصل إليه البيان.
8- في قوله: رَبِّ العَالَمِينَ يَوْمِ الدِّينِ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ وَلَا الضَّالِّينَ، وقوله: الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تناسُب الفواصِل، وتوافُق رُؤوس الآي، وهو من حسن الكلام، وممَّا تتشنَّف به الأسماع، وقدْ حسُن لاختلافِ الفِقرات في مَعانيها، مع اتِّفاقها في حُروفها الأخيرة.


 
 توقيع : سلطان الزين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة سلطان الزين ; 26-Feb-2023 الساعة 07:32 PM

رد مع اقتباس
قديم 26-Feb-2023, 09:12 PM   #3


* السلطان * غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 263
 تاريخ التسجيل :  Feb 2022
 أخر زيارة : 02-Oct-2024 (10:38 AM)
 المشاركات : 189,423 [ + ]
 التقييم :  154198
لوني المفضل : Brown

اوسمتي

افتراضي رد: سورة الفاتحة



جزاك الله خير


 
 توقيع : * السلطان *

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 27-Feb-2023, 08:20 AM   #4


الحر متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 293
 تاريخ التسجيل :  Apr 2022
 أخر زيارة : يوم أمس (09:15 AM)
 المشاركات : 609,614 [ + ]
 التقييم :  302992
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Gray

اوسمتي

افتراضي رد: سورة الفاتحة



متصفح متميز جزاك الله خير الجزاء
لا عدمنا جديدك


 
 توقيع : الحر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 27-Feb-2023, 11:23 AM   #5


غَيْم..! متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (01:41 PM)
 المشاركات : 875,344 [ + ]
 التقييم :  472949
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : White

اوسمتي

افتراضي رد: سورة الفاتحة



جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك ..


 
 توقيع : غَيْم..!

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 28-Feb-2023, 03:44 AM   #6


N@gh@m متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14
 تاريخ التسجيل :  May 2024
 أخر زيارة : اليوم (03:46 AM)
 المشاركات : 498,224 [ + ]
 التقييم :  232042
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Purple

اوسمتي

افتراضي رد: سورة الفاتحة





 
 توقيع : N@gh@m

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 28-Feb-2023, 08:13 AM   #7


مسگ متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Apr 2021
 أخر زيارة : اليوم (05:00 AM)
 المشاركات : 18,435 [ + ]
 التقييم :  134005
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : White

اوسمتي

افتراضي رد: سورة الفاتحة



جزاك الله خير الجزاء.


 
 توقيع : مسگ

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 28-Feb-2023, 01:01 PM   #8


سلطانة الزين متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 83
 تاريخ التسجيل :  Jul 2021
 أخر زيارة : اليوم (02:04 AM)
 المشاركات : 72,044 [ + ]
 التقييم :  51727
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Mediumspringgreen

اوسمتي

افتراضي رد: سورة الفاتحة



جزاك الله كل الخير


 
 توقيع : سلطانة الزين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 28-Feb-2023, 08:28 PM   #9


عاشق الغيم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 361
 تاريخ التسجيل :  Sep 2022
 العمر : 24
 أخر زيارة : 10-Mar-2023 (02:08 AM)
 المشاركات : 8,836 [ + ]
 التقييم :  26681
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سورة الفاتحة



جزاك الله كل خير
طرحت فأبدعت كتب الله لك أجر هذا الطرح
دمت في حفظ الله ورعايته


 
 توقيع : عاشق الغيم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 01-Mar-2023, 02:11 AM   #10


ورد الياسمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29
 تاريخ التسجيل :  Jun 2021
 أخر زيارة : 10-Oct-2024 (12:15 AM)
 المشاركات : 9,048 [ + ]
 التقييم :  18849
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي رد: سورة الفاتحة



جزاك الله الخير
و بارك فيك


 
 توقيع : ورد الياسمين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسماء سورة الفاتحة نزف القلم أحاسيس القران وعلومه 12 16-Nov-2024 04:38 AM
فضائل سورة الفاتحة ' عشق أحاسيس القران وعلومه 14 13-Dec-2023 08:07 PM
سورة الفاتحة (هدف السورة: شاملة لأهداف القرآن) نزف القلم أحاسيس القران وعلومه 13 24-Aug-2023 05:18 PM
من عجائب الفاتحة وقاعدة التعايش مع القران الجرح أحاسيس القران وعلومه 16 23-Jul-2023 05:17 AM
حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الصلاة وطن عمري أحاسيس القران وعلومه 15 01-Jul-2023 02:56 AM


الساعة الآن 01:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009