|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
قراءة بلاغية في سورة الماعون (3)
قال تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 1 - 7].
سورة الماعون سورةٌ مكيَّة، انتَظَمتِ التَّنبيه على أمراضٍ اجتماعيَّة خطيرة، كثيرًا ما تحدُث ولا يتنبَّه الناس إليها، وقد تضمَّنت الحديث عن صِنفَيْن موجودَيْن في المجتمع الإنساني: المكذِّبين بالدِّين، والمرائين بأعْمالهم، والاثنان محلُّ مَذمَّةٍ، وموطن مَنقَصة، يلزَمُ المسلمَ غير المكذِّب بالدِّين الابتِعادُ عنهما، ولا بُدَّ من أنْ يتَخفَّف المجتمعُ المسلم بأسْره من هذين النَّمَطَيْن المخذِّلَيْن، والفريقين الساقطين، غير أنهما مصدرَا التخلُّف والرَّجعيَّة. ونُكمِلُ اليومَ بقيَّة السورة الكريمة. ♦ ﴿ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ ﴾ وردت الصلة جملةً اسميَّة؛ لبَيان أنَّ ذلك صار سُلوكًا له، دَأَبَ ودرَج علَيْه، فالمراءاة عندهم أصلٌ يتنقَّلون من رياءٍ إلى رياء؛ ومن ثَمَّ فلا إخلاصَ عندهم ولا إخبات، ولا خُشوع ولا خُضوع، وفي الآية إيجازٌ بالحذف؛ حيث حذف المفعول به لتذهَبَ النفس في تَصوُّره كلَّ مذهبٍ، فهم يُراؤُون كلَّ ما يمكن أنْ يُرَاءى: صغيرًا أم كبيرًا، عالمًا أو جاهلاً، ذكرًا أم أنثى، فهم في أعمالهم مُتخشِّعون لا خاشعون، وفي زُهدِهم المزعوم مُتزهِّدون لا زاهدون، يتصدَّقون؛ ليقول الناس: إنهم مِعطاؤون، كُرَماء سخَّاؤون، والمضارع ﴿ يراؤون ﴾ الذي يفيدُ الاستمرار يفضَحُهم بالغُدوِّ والرَّواح، في مَسائهم والصَّباح، في الحلِّ والترحال، وهكذا سائر الأعمال. ♦ ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾: جملةٌ فعليَّة بدَأتْ بالفِعل المضارع الذي يفيدُ الاستمرارَ بالمنع، فهم يتنقَّلون من منْع إلى منْع، ومن حِرمان لخيرهم عن الناس إلى حِرمان، ويمضون من بُخْلٍ إلى بُخْلٍ، وهم في ذلك على أفجَرِ قلب رجلٍ واحد، والماعون الشيء القليل من المعْن، وهو القلَّة، تقول العرب: "ما له مَعنَة، ولا سَعنَة"؛ أي: ما له قليلٌ ولا كثيرٌ من المال، قال المبرِّد والزجاج: "الماعون كلُّ ما فيه مَنفعَةٌ؛ كالفَأس والقِدر والدَّلو، وغير ذلك ممَّا يَنتفِعُ به الناس". فالماعون كنايةٌ عن صفةٍ، هي بُخلُهم، وانحِصارُ خيرِهم، ومنْع الناس مَنافِعَ ما عندهم، وفي الآية زجرٌ عن البُخل بهذه الأشياء القليلة، فالبُخل بها علامةُ نهايةِ الشحِّ، وبُلوغ النفس قمَّةَ الانحِطاط والخسَّة، وذلك مُخِلٌّ بالمروءة، مُسْقِطٌ لها، كما أنَّ في ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ جناسًا غيرَ تامٍّ، يتناسبُ مع عدَمِ تمام أخْلاقهم، ونُقصان آدَميَّتهم، وانحِطاط إنسانيَّتهم، ولعلَّ الأنينَ الحاصِلَ من السَّجع المتكرِّر في (النون) ما ينهضُ لكشفِ انطِباع الناس حولهم، ورأيهم فيه. نسأل الله تعالى أنْ يُبصِّرنا بكَمال الإسلام، وجَلال الإيمان، وسموِّ الأخلاق الحسَنَة؛ حتى نبتعدَ عن دَعِّ اليتيم، ونلتزمَ الحضَّ على إطعام المسكين، ونُسارِع بالحِفاظ على أداء الصَّلوات في مَواقِيتها بتَمامها وكَمالها، وأنَّ يَرزُقَنا الإخلاصَ وعدم الرياء، وأنْ نُعِين الناسَ كلَّ الناس بكلِّ ما نملك، وألاَّ نبخل أو نكتُم أيَّ معونةٍ عن أحدٍ، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه، والحمدُ لله ربِّ العالمين. د. جمال عبدالعزيز أحمد
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
14-Dec-2021, 12:46 PM | #2 |
|
رد: قراءة بلاغية في سورة الماعون (3)
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك وجعله في ميزان حسناتك تحياتي لك ولحضورك الجميل شكرا لك |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
14-Dec-2021, 02:47 PM | #3 |
|
رد: قراءة بلاغية في سورة الماعون (3)
كَلَ آلَشّـكَرَ وُآلَآمِـتُنٌآنٌ عَلَى رَوُعَة وُجَ ـمِـآلَيّهِ طٌـرَحً ـكَ
آحً ـتُرَآمِـيّ وُتُقَدُيّرَيّ |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
14-Dec-2021, 04:07 PM | #4 |
|
رد: قراءة بلاغية في سورة الماعون (3)
جزاك الله خير
الله يعطيك العافيه |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
20-Dec-2021, 06:44 PM | #5 |
|
رد: قراءة بلاغية في سورة الماعون (3)
يعطيك العافيه
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
22-Dec-2021, 07:48 PM | #6 |
|
رد: قراءة بلاغية في سورة الماعون (3)
جزاك الله خير ..
وجعله في ميزان حسنااتك.. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-Jan-2022, 12:36 PM | #7 |
|
رد: قراءة بلاغية في سورة الماعون (3)
طرح قيـم جزاك الله خيـر
جعلـه في ميـزان حسناتك |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-Jan-2022, 03:56 PM | #8 |
|
رد: قراءة بلاغية في سورة الماعون (3)
جزاك الله خير وبارك فيك
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
13-Nov-2023, 04:42 PM | #9 |
|
رد: قراءة بلاغية في سورة الماعون (3)
طرح قيم
جزاك الله خير الجزاء |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قراءة يقشعر لها البدن من سورة النحل للمقرئ خالد الجليل | نزف القلم | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 11 | 19-Nov-2023 06:52 PM |
قراءة بلاغية في سورة الناس (1) | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 10 | 13-Nov-2023 04:42 PM |
قراءة بلاغية في سورة الهمزة (1 /2) | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 7 | 13-Nov-2023 04:41 PM |
قراءة بلاغية في سورة المسد (1) | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 7 | 13-Nov-2023 04:41 PM |
قراءة بلاغية في سورة المسد (2) | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 7 | 13-Nov-2023 04:41 PM |