|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
شقائق الرجال
الحمد لله... النَّاس في أصل الخِلْقَة سواء، فالرِّجال والنِّساء متساوون في النَّشأة والأصل؛ فكلُّ النَّاس لآدم، وآدم خُلِقَ من تراب، فالكلُّ سواء؛ رَحِمٌ واحدة، ونَفْسٌ واحدة، وماءٌ واحد، يخرج من بين الصُّلب والتَّرائب، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1].
«وفي الإخبار بأنَّه خَلَقهم من نَفْسٍ واحدة، وأنَّه بَثَّهم في أقطار الأرض، مع رجوعهم إلى أصلٍ واحد؛ لِيَعْطفَ بعضُهم على بعض، ويرفقَ بعضهم على بعض»[1]. فالله تعالى نبَّه على أنَّه خَلَقَ جميع النَّاس من آدم - عليه السلام، وأنَّه خَلَق منه زوجَه حوَّاءَ، ثم انتشر النَّاس منهما، كما قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189]؛ أي: ليألفها ويسكن إليها، وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، فلا أُلْفَةَ بين روحين أعظم ممَّا بين الزَّوجين[2]. «ولو أنَّه تعالى جَعَل بني آدم كلَّهم ذكوراً، وجعل إناثَهم من جنسٍ آخَرَ من غيرهم من جانٍّ أو حيوان، لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج... إذاً من تمام رحمته ببني آدم أنْ جَعَلَ أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهنَّ مودَّة: وهي المحبَّة، ورحمة: وهي الرَّأفة، فإنَّ الرَّجل يُمْسِك المرأة إمَّا لمحبَّته لها أو لرحمةٍ بها، بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجةٍ إليه في الإنفاق، أو للألفة بينهما، وغير ذلك»[3]. أيها الإخوة الكرام.. إنَّ الحقيقة القرآنية الواضحة في خلق حواء ﴿ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾ [النساء: 1] فهي من النَّفْس الأُولى فِطْرَةً وطَبْعاً، خَلَقَها الله لتكون لها زوجاً، فلا فارق بينهما في الأصل والفطرة، إنَّما الفارق في الاستعداد والوظيفة. ولقد تاهت البشريَّة طويلاً، حينما جرَّدت المرأة من كلِّ خصائص الإنسانيَّة، ومن حقوقها فترةً من الزمان، متأثِّرةً بتصوُّرٍ سخيفٍ لا أصل له، فلمَّا أرادت معالجةَ هذا الخطأ الشَّنيع أطلقت للمرأة العَنان، ونسيت أنَّها إنسان خُلِقَت لإنسان، ونَفْسٌ خُلِقَت لنفس، وشَطْر مُكَمِّلٌ لِشَطْر، وأنَّهما ليسا فَرْدين متماثلين، إنَّما هما زوجان متكاملان[4]. معشر الفضلاء.. هناك آيات كثيرة تُؤكِّد وحدة النَّشْأة والأَصْل، فالله تعالى لم يُطْلِع أحداً على خلق السَّماوات والأرض، ولا على خلق أحد من البشر، فمسألة أصل الخلق وأصل النَّشأة إذاً ليست مثار ادِّعاء من أحد، ولا مجال جدال يخوض فيه أحد، فهي غيب لا يمكن لأحد من البشر أن يدَّعي العلم به، ومصداق ذلك قول المولى تبارك وتعالى: ﴿ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ [الكهف: 51]. وعلى هذا - إخوتي الكرام - فنظريَّات بداية الخَلْق، وتطوُّره، وفَرَضِيَّات جنس المرأة، وأصلها والتي انتشرت في الكتابات القديمة لا أصلَ لها، ولا دليلَ عليها، ولا برهان. بل ليس هناك مصدر نَطْمئنُّ إليه، ونثق به كلَّ الثِّقة غيرَ القرآنِ العظيم؛ لأنَّه من لدن حكيم خبير ﴿ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]. وهناك آيات كثيرة تُقرِّر وحدة النَّشأة والأصل، ومنها قوله تعالى: ﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ﴾ [الزمر: 6]. وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون: 12 - 14]. فالمُلاحظ هنا: أنَّ كُلاً من الرَّجل والمرأة استويا في مراحل التَّكوين من نطفةٍ، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظام، ثم تُكسى العظام باللَّحم، إلى أن يتكوَّن جنيناً كاملَ الخلْقَة ويخرج إلى الحياة، فالقرآن الكريم يُبيِّن بوضوح لا لبسَ فيه المراحل التي يمرُّ بها الجنس الإنساني - ذكوراً وإناثاً - في أطوار تكوينه الأُولى، ولم تأت آيةٌ واحدة تُبيَّن اختلاف تكوين الرَّجل عن المرأة داخل الرَّحم. وبناءً عليه: لا ينبغي أن يتميَّز الرَّجل عن المرأة، أو تتميَّز المرأة عن الرَّجل في أصل الخِلْقَة، فهي مساواةٌ عادلة[5]. ويؤكِّد النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم على المساواة العادلة بين النِّساء والرِّجال في أصل الخِلْقَة بقوله: «إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ»[6]. والشَّقائق: جمع شقيقة، ومنه: شقيق الرَّجل، وهو أخوه لأبيه وأمِّه، والمعنى: أنَّ النِّساء نظائر الرِّجال وأمثالهم في الخَلْق والطِّباع، فكأنهنَّ شُقِقْنَ من الرِّجال، وحوَّاءُ خُلِقَت وشُقَّت من آدم عليه السلام[7]. أيها الإخوة الكرام.. وفي الوقت الذي يقرِّر فيه الإسلام: أنَّ الرَّجل والمرأة مخلوقان من جوهرٍ واحد، وهو التَّراب، نرى الفلسفات الأُخرى: تنظر إلى المرأة على أنَّها رجس، أو أنَّها لا روح فيها، وأنَّ روحها شيطانيَّة أو روح شِرِّيرة كما كان الرُّومان يقرِّرون ذلك في (القرن السَّادس)؛ لأنَّها من خَلْقِ إله الشَّر في حين خُلِقَ الرَّجل - في اعتقادهم - من قِبَل إله الخير
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-Jun-2022, 09:03 PM | #2 |
|
رد: شقائق الرجال
اسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
وَ يجعل الفردوس الأعلى سكنك تقديري لك |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-Jun-2022, 11:11 PM | #3 |
|
رد: شقائق الرجال
إنتقاء جميل
يعطيك العافية |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-Jun-2022, 12:36 AM | #4 |
|
رد: شقائق الرجال
جزاك الله خير الله يعطيك العافية
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-Jun-2022, 02:23 AM | #5 |
|
رد: شقائق الرجال
جزاك الله خيرا ولاحرمك الأجر
بوركت وطرحك الطيب |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-Jun-2022, 10:42 AM | #6 |
|
رد: شقائق الرجال
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك .. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-Jun-2022, 03:58 PM | #7 |
|
رد: شقائق الرجال
حضور راقى .... سلمتم لروعه الاطلاله الرائعه لقلبكم السعادة . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-Jun-2022, 01:12 AM | #8 |
|
رد: شقائق الرجال
جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْر . . .
وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِيمَا قَدَّمَتْ دُمْتُ بِرِضَى اَللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَفَضْلِهِ |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-Jun-2022, 05:42 PM | #9 |
|
رد: شقائق الرجال
جزاك الله كل الخير
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-Jun-2022, 02:58 PM | #10 |
|
رد: شقائق الرجال
حضور راقى .... سلمتم لروعه الاطلاله الرائعه لقلبكم السعادة . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الاعتذار من شيم الرجال | السيف | • •₪• نــاي شــاعر •₪• | 9 | 14-Oct-2024 09:41 PM |
بنت الرجال | السيف | نآي شاعر ( من قلم العضو سبق نشره) | 8 | 14-Feb-2024 04:51 PM |
صناعة الرجال | همس الاحساس | •₪• يحكى أن •₪• م | 10 | 29-Jan-2024 05:34 PM |
ذات الرداء الأحمر .. | مُهرسِنق | خوآطر من قلم العضو ( سبق نشره) | 21 | 15-Nov-2023 06:46 PM |
هل شقائق النعمان متماثلة جانبياً | فرح | آلحيوآنآت والنباتات وغرآئب آلمخلوقآت | 16 | 09-Jul-2023 06:11 PM |