|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال القُرطبيُّ: (الْحُجْرَةُ: الرُّقعةُ من الأرضِ المحجورةِ بحائطٍ يُحوِّطُ عليها)[1].
وقد دلَّت اللغةُ على تسميةِ البُيوتِ النبويةِ بالْحُجَر، والْحُجْرَةُ فيما يتعلَّقُ ببيوتِ أزواجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم تُطلَقُ على شيئينِ يَنطبقُ عليهما التعريف اللغوي: أحدهما: البيت المتَّخذُ للسكنى بجميع مَنافعهِ يُسمَّى حُجرة، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحجرات 4]، و(الْحُجُرَاتُ: بضَمَّتينِ جَمْعُ حُجْرَةٍ بسُكونِ الجيمِ، والْمُرادُ: بُيُوتُ أزواجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم)[2] . الثاني: ما يُتخذُ غرفة للبيت يُسمَّى حُجرة، وقد جاءت أدلةٌ كثيرةٌ تُبيِّنُ أن الحجرةَ تُطلَقُ على الْجُزءِ الْمُخصَّصِ من البيتِ الذي يُعتَبَرُ الحجرة الواسعة، وتكونُ في مُقدِّمةِ البيتِ، فمِنْ ذلكَ: ما رواهُ ابنُ مسعودٍ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالَ: (صَلاةُ المرأةِ في بيتها أفضلُ من صلاتها في حُجرتها، وصلاتُها في مَخدَعِهَا[3]أفضلُ من صلاتها في بيتها)[4]. قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رَحِمَهُ اللهُ: (فبيَّن صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنه كلَّما كان المكان أستر لها فصلاتها فيه أفضل، فالمخدع أستر من البيت الذي يُقعد فيه، والبيت أستر من الحجرة التي هي أقرب إلى الباب والطريق)[5]. وعن (أُمِّ حُميدٍ امرأة أبي حُميدٍ الساعديِّ، أنها جاءتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ إني أُحبُّ الصلاةَ معكَ، قال: قد علمتُ أنكِ تُحبِّينَ الصلاةَ معي، وصلاتُكِ في بيتكِ خيرٌ لكِ من صلاتكِ في حُجرتكِ، وصلاتُكِ في حُجرتكِ خيرٌ من صلاتكِ في داركِ، وصلاتُكِ في دارِكِ خيرٌ لكِ من صلاتكِ في مسجدِ قومِكِ، وصلاتُكِ في مسجدِ قومِكِ خيرٌ لكِ من صلاتكِ في مسجدي، قال: فأمَرَت فبُنيَ لها مسجدٌ في أقصَى شيءٍ من بيتها وأظلَمِهِ، فكانت تُصلِّي فيهِ حتى لَقيَتِ اللهَ عزَّ وجلَّ)[6] . وعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: (كانت قراءةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رُبَّما يُسمعها مَن في الْحُجرةِ وهو في البيتِ) [7]. وعن داود بن قيس رَحِمَهُ اللهُ قال: (رأيتُ الْحُجُراتِ من جريد النخلِ مغشياً[8] من خارجٍ بمسُوحِ الشَّعْرِ[9] ، وأظنُّ عرضَ البيتِ[10] من باب الْحُجرة إلى بابِ البيتِ نحواً من ستِّ أو سبعِ أذرُعٍ، وأَحرِزُ[11] البيتَ الداخلَ عشرَ أذرُعٍ، وأظنُّ سَمْكَهُ[12] بين الثمانِ والسبعِ نحو ذلك، ووقفتُ عند باب عائشةَ رضي الله عنها فإذا هو مُستقبلُ المغرِبَ)[13] . قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية: (ولفظ الحجرة في هذه الآثار لا يُراد به جملة البيت كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحجرات 4]، بل يُراد ما يُتخذ حجرة للبيت عند بابه مثل الحريم للبيت، وكانت هذه من جريد النخل، بخلاف الْحُجَر التي هي المساكن فإنها كانت من اللَّبن)[14]. والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّمَ على نبيِّنا محمد وآله وصحبه. [1] الجامع لأحكام القرآن 16/310 للقرطبي. [2] فتح الباري بشرح صحيح البخاري 8/589 للحافظ ابن حجر. [3] (وهو البيت الصغير) شرح مشكاة المصابيح 4 /1131 للطيبي. وقال نشوان الحميري ت573: (الْمَخْدَع: كالبيت الصغير في جانب البيت يُخبَّأ فيه المتاع) شمس العلوم 3 /1731-1732. [4] رواه أبو داود 1 /426 ح570 (باب التشديد في ذلك)، وحسَّنه المحققان شعيب الأرنؤوط ومحمد بللي. [5] الرد على الإخنائي ص323-324 لابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ. [6] رواه الإمام أحمد 45/37 ح27090، وابن حبان ح2217، وقال ابن حجر: (وإسنادُ أحمدَ حَسَنٌ) فتح الباري 2 /349. [7] رواه الترمذي رَحِمَهُ اللهُ في الشمائل المحمدية ح322 (باب ما جاء في قراءة رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم)، وحسنه الألباني رَحِمَهُ اللهُ في مختصر الشمائل ح275. [8] (الغشاء: الغطاء وزناً ومعنى) المصباح المنير 2 /613. [9] (الْمِسْحُ: الكساءُ من شَعَرٍ) المعجم الوسيط «مَسَحَ» 2 /868. [10] عند أبي داود: (الحجرة) مكان: (البيت) كتاب المراسيل لأبي داود ح492 ص514 (ما جاء في البناء). [11] في المراسيل لأبي داود ص514 ح492: (حزرت)، والمعنى: (قدَّرته) المصباح المنير 1 /183 (الحاء مع الزاي وما يثلثهما). [12] (س م ك:.. و «سَمْكُ» البيتِ بالفتحِ سَقْفُهُ) مختار الصحاح ص132 للرازي. [13] رواه البخاري في الأدب المفرد ص120 ح451 (باب التطاول في البنيان)، وصحَّحه الألباني في صحيح الأدب المفرد ح451. [14] الرد على الإخنائي ص323.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
14-Aug-2021, 04:31 AM | #2 |
|
رد: التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
جزاك الله خيرا"
وجعلها في ميزان حسناتك بوركت الأيادي رعاك الله . |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
14-Aug-2021, 02:30 PM | #3 |
|
رد: التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
جزاك الله خير.
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
17-Aug-2021, 12:31 PM | #4 |
|
رد: التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
كل الشكر لهذا المرور الجميل
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
19-Aug-2021, 08:31 AM | #5 |
|
رد: التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
الف شكـــر لك
على الطرح الرائع اثابك الله الاجروالثواب وجزيت خيرا وجعله في ميزان حسناتك نزف القلم |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
21-Aug-2021, 05:00 AM | #6 |
|
رد: التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
جزاك الله خير الجزاء..
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
22-Aug-2021, 06:30 PM | #7 |
|
رد: التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
جزاك الله كل الخير
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
28-Aug-2021, 01:14 AM | #8 |
|
رد: التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
جزاك الله خير
في ميزان حسناتك يعطيك العافيه... |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
29-Aug-2021, 08:41 PM | #9 |
|
رد: التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
أخونا الفاضل / سلطان الزين ..
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته قلمـــــك فضيع وجميل وطرحــــك أجمل وأنتقائك للطرح مهم للغايــــــــــــة وهادف وبالتالي نتمنى أن يســـــتمر هذا العطــاء في مســــــــــاره الصحيـح والهـــــادف والمنشود والمطلــــــوب. نعــــــــــم إنـــه ( جهــــد يُســـــــــتحق الشــــــــــــــــــــــــكر عليـــــــــــــه ) اللــــــــه يجـــزاك خيـــر الجزاء ويكـــتب أجـــرك ويجعله فـــــــــــــــــي موازين حسناتك ويكـــثر مـــــــــــن أمثـــــالك ويرضـــــــى عليـــــــك. مــــــــــــــــــــــع خالص أمتناني وودي قبل شكري ، ثم إحترامـي قبل تقديري ، ممــــــــــزوج بباقات من الورد والياســـــــــــميــن والمسك والعنبر ، ثم يلي ذلك لا خلا ولا عدم وختامهــــــــــــا في حفظ الرحمن،،،،،،،،،،،، أعجابي + تقييمي + على رأســـي أخــــــــــوك : ليل - مر من هنـــــــــا |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
30-Aug-2021, 11:02 PM | #10 |
|
رد: التَّعْرِيفُ بحُجْرَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
جزاك الله خير ..
وكتب لك الاجر والثواب.. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اللهُ أكبرُ سَبْعًا..كلُّ عامٍ وأنتمْ بخير | محمد عبد الحفيظ القصاب | • •₪• نــاي شــاعر •₪• | 8 | 15-Dec-2023 06:26 PM |