|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
الإهداءات | |
•₪• زاوية حرة •₪• ● [ عـصارة ] فـكر وَ [ طرح ] حـر لـِ/ شتى المواضيع العامـه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
بين طيبة القلب وحماقة السلوك...
بين طيبة القلب وحماقة السلوك... خلق الله الأشياء كلها في الحياة ضمن موازين وقياسات... فالزيادة أو النقيصة تسبب المشاكل فيها. وهكذا حياتنا وأفعالنا وعواطفنا لا بد أن تكون ضمن موازين دقيقة، وليست خالية منها، فالزيادة والنقيصة تسبب لنا المشاكل. ومحور كلامنا عن الطيبة فما هي؟ الطيبة: هي من الصفات والأخلاق الحميدة، التي يمتاز صاحبها بنقاء الصدر والسريرة، وحُبّ الآخرين، والبعد عن إضمار الشر، أو الأحقاد والخبث، كما أنّ الطيبة تدفع الإنسان إلى أرقى معاني الإنسانية، وأكثرها شفافية؛ كالتسامح، والإخلاص، لكن رغم رُقي هذه الكلمة، إلا أنها إذا خرجت عن حدودها المعقولة ووصلت حد المبالغة فإنها ستعطي نتائج سلبية على صاحبها، كل شيء في الحياة يجب أن يكون موزوناً ومعتدلاً، بما في ذلك المحبة التي هي ناتجة عن طيبة الإنسان، وحسن خلقه، فيجب أن تتعامل مع الآخرين في حدود المعقول، وعندما تبغضهم كذلك وفق حدود المعقول، ولا يجوز المبالغة في كلا الأمرين، فهناك شعرة بين الطيبة وحماقة السلوك... هذه الشعرة هي (منطق العقل). الإنسان الذي يتحكم بعاطفته قليلاً، ويحكّم عقله فهذا ليس دليلاً على عدم طيبته... بالعكس... هذا طيب عاقل... عكس الطيب الأحمق... الذي لا يفكر بعاقبة أو نتيجة سلوكه ويندفع بشكل عاطفي أو يمنح ثقة لطرف معين غريب أو قريب... والمبررات التي يحاول إقناع نفسه بها عندما تقع المشاكل أنه صاحب قلب طيب. الطيبة لا تلغي دور العقل... إنما العكس هو الصحيح، فهي تحكيم العقل بالوقت المناسب واتخاذ القرار الحكيم الذي يدل على اتزان العقل، ومهما كان القرار ظاهراً يحمل القسوة أحياناً لكنه تترتب عليه فوائد مستقبلية حتمية... وأطيب ما يكون الإنسان عندما يدفع الضرر عن نفسه وعن الآخرين قبل أن ينفعهم. هل الطيبة تصلح في جميع الأوقات أم في أوقات محددة؟ الطيبة كأنها غطاء أثناء الشتاء يكون مرغوباً فيه، لكنه اثناء الصيف لا رغبة فيه أبداً.. لهذا يجب أن تكون الطيبة بحسب الظروف الموضوعية... فالطيبة حالة تعكس التأثر بالواقع لهذا يجب أن تكون الطيبة متغيرة حسب الظروف والأشخاص، قد يحدث أن تعمي الطيبة الزائدة صاحبها عن رؤيته لحقيقة مجرى الأمور، أو عدم رؤيته الحقيقة بأكملها، من باب حسن ظنه بالآخرين، واعتقاده أن جميع الناس مثله، لا يمتلكون إلا الصفاء والصدق والمحبة، ماي دفعهم بالمقابل إلى استغلاله، وخداعه في كثير من الأحيان، فمساعدة المحتاج الحقيقي تعتبر طيبة، لكن لو كان المدّعي للحاجة كاذباً فهو مستغل. لهذا علينا قبل أن نستخدم الطيبة أن نقدم عقولنا قبل عواطفنا، فالعاطفة تعتمد على الإحساس لكن العقل أقوى منها، لأنه ميزان يزن الأشياء رغم أن للقلب ألماً أشد من ألم العقل، فالقلب يكشف عن نفسه من خلال دقاته لكن العقل لا يكشف عن نفسه لأنه يحكم بصمت، فالطيبة يمكن أن تكون مقياساً لمعرفة الأقوى: العاطفة أو العقل، فالطيّب يكون قلبه ضعيفاً ترهقه الضربات في أي حدث، ويكون المرء حينها عاطفياً وليس طيباً، لكن صاحب العقل القوي يكون طيباً أكثر من كونه عاطفياً. هل الطيبة تؤذي صاحبها وتسبب عدم الاحترام لمشاعره؟ إن الطيبة المتوازنة المتفقة مع العقل لا تؤذي صاحبها لأن مفهوم طيبة القلب هو حب الخير للغير وعدم الإضرار بالغير، وعدم العمل ضد مصلحة الغير، ومسامحة من أخطأ بحقه بقدر معقول ومساعدة المحتاج ... وغيرها كثير. أما الثقة العمياء بالآخرين وعدم حساب نية المقابل وغيرها فهذه ليست طيبة، بل قد تكون -مع كامل الاحترام للجميع- غباءً أو حماقة وسلوكاً غير عقلاني ولا يمت للعقل بصلة. إن المشكلة تقع عند الإنسان الطيب عندما يرى أن الناس كلهم طيبون، ثم إذا واجهه موقف منهم أو لحق به أذى من ظلم أو استغلال لطيبته، تُغلق الدنيا في وجهه، فيبدأ وهو يرى الناس الطيبين قد رحلوا من مجتمعه، وأن الخير انعدم، وتحصل له أزمة نفسية أو يتعرض للأمراض، لأن الطيّب يقدم الإحسان للناس بكل ما يستطيع فعله، ويقدّم ذلك بحسن نية وبراءة منه، فهو بالتالي ينتظر منهم الرد بالشكر أو المعاملة باللطف على الأقل... صحيح أن المعروف لوجه الله، ولكن من باب: من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، لذلك يتأذى عندما يصدر فعل من الشخص الذي كان يعامله بكل طيب وصدق. هل الطيبة والصدق من علامات ضعف الشخصية؟ الكثير من الناس يصف طيب القلب بأنه ضعيف الشخصية، لأنه يتصف بعدم الانتقام ممن ظلمه، والصفح عنه عند رجوعه عن الخطأ، وأنه لا يحب إيقاع الآخرين بالمشاكل؛ لأنه مقتنع أن الله سيأخذ له حقه. والحقيقة هي أن الصدق والطيبة وحسن الظن بالآخرين ليست ضعف شخصية، بل هي من الأخلاق الراقية وهي تزيد صاحبها سمواً وجمالاً روحياً، وليس من المعيب أن يمتلك الإنسان الطيبة بل العيب في من لا يُقدّر هذه الطيبة ويعطيها حقها في التعامل بالمثل. فالمشكلة الأساسية ليست في الطيبة، إنما في استغلال الآخرين لهذه الطيبة، نتيجة لعدم عقلنة قراراتنا والاعتماد على عواطفنا بشكل كلي. فالصدق والطيبة حسب المنطق والعقل، ولها فوائد جمة للنفس ولعموم أفراد المجتمع، فهي تحصين للشخص عن المعاصي، وزيادة لصلة الإنسان بربه، وتهذيب للنفس والشعور بالراحة النفسية، فالصادق الطيب ينشر المحبة بين الناس، وهذا يعزّز التماسك الاجتماعي وتقويته من سوء الظنون والحقد، وهذا التعامل أكّدت عليه جميع الشرائع السماوية، ولو تأمّلنا تاريخ وأخلاق الأنبياء والأوصياء لوجدنا كل ما هو راقٍ من الأخلاق والتعامل بالطيبة والصدق... |
24-Aug-2021, 11:14 PM | #4 |
|
رد: بين طيبة القلب وحماقة السلوك...
طرح مميز
يعطيك الف عافيه |
|
30-Aug-2021, 12:28 PM | #6 |
|
رد: بين طيبة القلب وحماقة السلوك...
أخونا الفاضل / سلطان الزين ..
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته قلمـــــك فضيع وجــــــذاب وجميل وطرحــــك أجمــل وأنتقائـــــــــــــــــك لهـــذا الطرح أروع ومهم للغـــاية وهـــادف وبالتالي نتمنى أن يســـــتمر هـــــذا العطــاء فــي مســــــــاره الصحيــــح والهـــــادف والمنشــــود والمطلــــــوب. نعم وجدت نفسي واقفاً هنا ، بل تائهـــاً هنا لإسـتنشق وأتنفس مـــــن عبير أحرفك وطرحك فما بالك ذاك الطيف ، أنا هنـا أجــاذب الونـــــات بين أحرفك وأســـــــــــطرك فـــزرت هـــذا المكــــــان وتجولت بين ارجاءه وأركانه وأنحاءه فكل حرف هنـا جمعتنا به الأيام من غير ميعاد فرُب صدفة خيـــر من ألف ميعاد. نعـــــــــم تعطـــــــرت صـــــــفحتك بجماليــــــة وجــــــــــود مقامك قبل طرحــــك ، فتهت وتدودهــــــــت بين أســــــــــــطرك فمالـــــــــــــــــــي لا أرى الطــــــــــيف إن كان هنا من الحاضرين أو أن كان هناك مع الغائيبين. نعم هــــــــــــذا ( جُهــــد يُســـــــــتحق الشــــــــــــــــــــــــكر عليـــــــــــــه ) وهـــــــــذا بحد الذات عالم كله أنوار. أســــــــــأل الله العلـــــــــي العظيم لمقامك الرضــــــى والصحة والعافــــــــية وطولة العمر ياعذب الصفات ياكل الوجود داخل قافلة أحاسيس الليل. مــــــــــــــــــــــع خالــــــص أمتنانــــــي وودي قبل شـــكري ، ثـــــم إحترامــــــــــــي قبل تقديري ، ممــــــــــزوج بباقـــــــــات مـــــــــــــــن الــــــــورد والياســـــــــــميــن والمســــــك والعنبر ، ثم يلــــــــي ذلك لا خـــــــلا ولا عــــدم وختامهـــــــــــــــــا في حفظ الرحمن،،،،،،،،،،،، أعجابي + تقييمي + على رأســـي أخــــــــــوك : ليل - مر من هنـــــــــا |
|
31-Aug-2021, 11:29 PM | #7 |
|
رد: بين طيبة القلب وحماقة السلوك...
راق لي طرحك الجميل و المميز
تسلم الأنامل يعطيك ربي العاافيةة .. تحيتي.. |
|
22-Nov-2023, 06:00 PM | #8 |
|
رد: بين طيبة القلب وحماقة السلوك...
طرح مميز سلمت يمناك الله يعطيك الف عافيه |
التعديل الأخير تم بواسطة حـُـلم ; 22-Nov-2023 الساعة 06:05 PM
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القلب هو القلب♥والقبر صندوق العمل .. | سليدا | نفحات ايمانيه | 14 | 06-Nov-2024 06:25 PM |
كيف تصنع ولداً متعبا، وكيف تصنع ولداً منضبط السلوك ؟ | همس الاحساس | • الحمل والولادة , عالم الطفل | 12 | 12-Oct-2024 12:51 PM |
القلب | الباز الذهبي | •₪• زاوية حرة •₪• | 9 | 26-Dec-2023 08:12 PM |
وجع القلب | نوران العماري | نآي شاعر ( من قلم العضو سبق نشره) | 9 | 24-Nov-2023 06:40 PM |
طيبة القلب | سلطان الزين | •₪• زاوية حرة •₪• | 6 | 22-Nov-2023 05:58 PM |