|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
||||||||
|
||||||||
فوائد من تفسير سورة طه
فوائد من تفسير سورة طه
١- قال تعالى: [وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ (٩) إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (١٠) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣) (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (١٤) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ (١٥) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ (١٦) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ (١٧) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ (١٨) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ (١٩) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ (٢٠) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ (٢١) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ (٢٢) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (٢٣) اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (٢٤) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (٢٩) هَارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢) ] - استخدام أسلوب القرآن : عبَّر الله عن الزوجة هنا في قضية موسى بكلمة الأهل وهو أفضل ما يُعبَّر به عن الزوجة في قضايا الائتلاف , في المحاكم والقضاء وشؤون الحقوق يُقال زوج وزوجة , بعض الصحابة والصحابيات لمّا سألهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عائشة في حادثة الإفك ماذا قالوا ؟ قالوا يارسول الله أهلك ولا نعلم إلاّ خيراً .. ما قالوا زوجتك , وأنا أعرف بعض من حولنا إذا أراد أن يكتب رمزاً لهاتف جوال زوجته في الجوال يكتب (الأهل) اتباعاً للقرآن , لا يكتب أم فلان ولا عبارات مبالغ فيها , أنا أريد أن أذهب إلى أهلي , سأوصل أهلي , اتصل بي أهلي , فالقضية ليست قضية حساسية مفرطة ممن حولنا لا , القضية في المقام الأول أن مما يفتح به الله عليك في فهم القرآن أنك تحاول استخدام أسلوب القرآن . - "لعل" في القرآن: "لعل" للترجِّي , وهي في القرآن على بابها إلاّ في موضع واحد في سورة الشعراء قال الله ـ جلّ وعلا ـ {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ*وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} هنا ليست للترجِّي , وإنما بمعنى: كأنكم تخلدون أو كأنما تخلدون . - الذين حولك أحوج ما يكونون إلى الأمن : الإنسان إذا أُعطي الأمن يعُطي القدرة على العطاء , أما إذا شعر الإنسان بالخوف فإنه يكون غالباً غير قادر على العطاء قال الله ـ تعالى ـ في حق أهل الكفر : {فَأَجِرْهُ} أي أشعِره بالأمن {حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} لأنه لن يستطيع أن يسمع كلام الله ويفقهُه عنك وهو خائف وجِل. - إذا دخل الإنسان أو اتصل فليُعرِّف بنفسه: لما أراد الله أن يُربي هذا النبي المُكلم ـ عليه السلام ـ خاطبه بقوله {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} وعرَّفه بالمقام {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} ولهذا أحيانا تتلقى مكالمة مجهولة المصدر فلا يحسن أن تتعامل معها بانفعال ولا بعجلة وإنما من حقك على من اتصل بك أن تعرِف من هو قبل أن تعرف مقامك وليس من الأدب ما يشيع عند بعض الناس أنه إذا اتصل من غير عمد سوء يقول : ماعرفتني , فيضعك للإحراج في أن تصبح يذهب همك في البحث عن شخصيته , وإنما الإنسان إذا دخل أو إذا اتصل أو طرق باباً وغلب على ظنه أن من أمامه لا يسمعه أو لا يعلمه أن يُعرِّفه بنفسه . نختم على هذه القضية بشاهد عظيم من السنة ( فالنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وجبريل أرفع الخلق , فلما استفتحا باب السماء جبريل يطرق يقول له الخازن من أنت ؟ يقول أنا جبريل ، أومعك أحد ؟ يقول نعم معي محمد ) قال العلماء : فاستئذان جبريل مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رغم أنهما أرفع مقاماً من صاحب المحل ـ خزنة السماء ـ يدل على أن الإنسان يجب عليه أن يستأذن ويُعرِّف بنفسه ولو كان داخلاً على من هو أقل منه . - إذا أراد الله شيئاً هيأ أسبابه: ومن أعظم ما يجعلك أن تقف على الحق وتثبت عليه علمك اليقيني به ، لكن ينبغي عليك أن تعلم أنك بشر ضعيف تحتاج إلى ما يقوّيك والله ـ جلّ وعلا ـ قادر على أن يُثبِّت موسى بين يدي فرعون من غير تجربة لكن موسى لما وقف ذلك الموقف وانقلبت العصا حية وهو يرى، واليد أُدخِلت وخرجت بيضاء وهو يرى انتهى من مقام التجربة فآمن هو بقضيَّته، فلما آمن بقضيته واقتنع بقدرته كان يسيراً عليه أن يقف واثقاً من نفسه متمكِّناً من قوله مُظهراً لدليله أمام فرعون. ونبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ غُسل قلبه ومُليء إيماناً وحكمة وتجاوز السبع الطباق وعُرج به ورأى من آيات الله الكُبرى حتى بعد ذلك إذا حَدّث عن الجنّة والنّار يُحدِّث عن شيء هو مؤمن به كل الإيمان يعرفه حق المعرفة، فمن دعا إلى الله ولم يتسلَّح بالعلم القلبي والإدراكي لا يكون قادراً على الثبات كغيره ولو سمع شبهة تشكك في الجنّة أو في النّار، أو تُخبر بعدم قيام البعث ، أو كلمة يُلقيها من يُلقيها على عواهنها فتقع منه موقعاً يجعله يُحجم عن الدعوة، فحتى الذين منَّ الله عليهم بالهداية من خلال موقف إيماني كالذي يرى مصرعاً لأحد، أو يمُرّ على جنازة، أو يرى قبراً هذا محمود يكون سبباً في الهداية لكنه لا يكفي، لابد أن يُسقى ذلك بعلم بالله ـ جلّ وعلا ـ حتى يكون ثبات على الدِّين لأن أثر ذلك الموقف العارض لا يلبث أن ينجلي إن لم يُسقى برحيق العلم والمعرفة والتفكُّر في مخلوقات الله. - إذا أراد الله بعبد خيراً ومُضيّا في الطريق قلَّبه ـ جلّ وعلا ـ في أمور الدنيا والأهوال والنوازل والابتلاءات وغيرها ، يراها حتى يشتد عوده، ويثبت جنانه، ويصبح على بيِّنة من ربه وهو يدعوا إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ. - أن الإنسان ضعيف لولا إعانة الله ـ جلّ وعلا ـ له: وقد ورد في الحديث القدسي أن الله ـ جلّ وعلا ـ قال لموسى : ( يا موسى سلني ملح عجينتك , سلني علف دابتك , سلني شسع نعلك ) فالمؤمن وأي أحدٍ فقير إلى الله من كل وجه، والعطايا الإلهية إليك بقدر عظيم إظهار فقرك إلى الله ـ جلّ وعلا ـ فلا تدخلن مقاما ولا تجلسن على كرسي ولا تتصدرن في موضع وأنت تظنّ أنك وصلت إليه بحولك وقوتك، فإذا كان الكليم يقول : {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي*وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} ويسأل الله الإعانة تلو الإعانة، والأمر تلو الأمر، لكن المهم أن لا تسأله غير الله ـ جلّ وعلا ـ وأن تلجأ إلى الله ـ جلّ وعلا ـ في حاجتك. - الخوف جبلِّي في الإنسان ولا يُعيّر الإنسان بالخوف: وقد قال الله ـ جلّ وعلا ـ عن موسى في آية أُخرى : {إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ} ، {قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ}، ومع هذا طمأنه الله . فثمّة أمور جبِّلية تنشأ في بني آدم لا تضر لكن العبرة بما استقر عليه القلب. - من أراد الله الاحتفاء به وإكرامه سيسخِّر الله له من الجند ما يعلمه وما لا يعلمه ذلك المؤيد المنصور . - أسلوب الأخذ والعطاء في إقناع الغير أمر محمود: خاصة في التربية، فمن دُونك من الطلاب أو الابناء، ومن تريد إقناعه الوصول إلى الغايات الذي تريد إيصالها إليه عن طريق الحوار والأخذ والعطاء والتساؤلات والبدء من الأشياء المتفق عليها إلى الأشياء المختلف عليها أمر محمود في الطريقة، ثم إن إشعار من أمامك بمحبتك له وإجلالك له والانطلاق من أشياء تتفقون عليها من أعظم أسباب قبول ذلك الطرف أو الغير أو المحب الذي تريد أن توصله إلى برِّ الأمان، فمن أعظم أسباب الوصول إلى قلبه إتباع مثل هذه الطرائق . - {خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى} قول الله ـ جلّ وعلا ـ {وَلا تَخَفْ} هذا نوع من الاطمئنان أعطاه الله ـ جلّ وعلا ـ موسى قبل أن يأخذ العصا، وهذا يأتي في التربية حتى الذين تريد أن تربيهم على الحق لا تقطع أملهم في المكافأت، أو لا تُظهر تخليك عنهم تماماً وتقول : لا، أنا أريد أن أربيهم، أنا أريد أن يصل للحق بنفسه ، يحسُن أن يكون هناك ثمة شيء يسير من الإعانة كما أعان الله كليمه موسى بقوله {خُذْهَا وَلا تَخَفْ}. - الإمام الحق في الدين: لا يسمى إماماً في الدين من ابتغى بعلم أو بأي أمر آخر أحداً غير الله ولو حظ نفسه، لكن الإمام في الدين الحق من ابتغى بعلمه الله ـ جلّ وعلا ـ وحده ولم يستشرف ولم يشرئب عنقه لغير عطايا الرب تبارك وتعالى، فما أتاه من الدنيا يتحرز منه . - أكثر الله من ذكر قصص موسى عليه السلام في عدة مواطن والسبب في ذلك أنه عالج أشد بني إسرائيل أعظم المعالجة. ٢- قال تعالى: [اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (٤٢) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (٤٣) فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (٤٤) قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى (٤٥) قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (٤٦) فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (٤٧) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٤٨) قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى (٤٩) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (٥٠) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى (٥١) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لّا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى (٥٢) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (٥٣) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى (٥٤) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (٥٥) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (٥٦) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (٥٧) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنتَ مَكَانًا سُوًى (٥٨) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (٦٠) قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (٦١) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (٦٢) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (٦٣) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (٦٤) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (٦٥) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (٦٦) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (٦٧) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى (٦٨) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (٦٩) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (٧٠) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (٧١) قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٧٢) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (٧٣) إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى] - موسى ليس أول الرسل إلى أرض مصر بل دلّ القرآن على أن هناك رسلا قبله ومنهم يوسف عليه السلام قال الله -جلّ وعلا- على لسان مؤمن آل فرعون (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ) أي من قبل موسى. - (قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لّا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى) هذه تُعلم المرء كيف يُجادل الآخرين وأن من يُجادلك يحاول أحيانا أن يُخرجك من الشيء الذي تُجيده إلى الشيء الذي لست متمكنا فيه فلا تُمكّنه من مُراده وإنما عُد به إلى الجادة التي تُحسنها لأن الإنسان إذا تكلم بالشيء الذي لا يعرفه إنما تنكشف سوءته وتظهر عورته . - من أخطائنا في التعبير اليوم أننا نُطلق كلمة "سائر" بمعنى "كُل" وإنما بمعنى "بقية" فأنت تقول : نجح فلان وفلان وأخفق سائر الطلاب ، أي باقي الطلاب وليست بمعنى "كُل" ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- عدد أولا أربعا ثم قال (فضل عائشة على سائر النساء -أي البقية من غير الأربعة - كفضل الثريد على سائر الطعام) فالثريد غير داخل في داخل الطعام . - الّلهج بذكر الله يُعين على تحقيق كل مرغوب ويُدفع به كل أمر مرهوب ولهذا قال الله قبل أن يبعثهما ، قبل أن يُسمّي لهما إلى من تذهبان قال -جلّ وعلا- (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي*اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) . - النعمة نعمتان : / نعمة خلق وإيجاد / نعمة هداية وإرشاد فمن حيث الترتيب الزمني فإن نعمة الخلق والإيجاد قبل نعمة الهداية والإرشاد ، ومن حيث كونها نعمة وفضل ومِنّة فإن نعمة الهداية والإرشاد أعظم من نعمة الخلق والإيجاد . - أعظم فائدة أنهُ لا يُخلّد في النار إلا من كذّب وتولى (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى). وكُلُ من يُريدُ أن يتخذ منهجاً لمعرفة عقائد الناس يجبُ عليهِ أن يستصحب هذا الأصل قبل أن يُجازف في تكفير الناس . -لا تبدأ أحد بنقاش: (قَالَ بَلْ أَلْقُوا) من الخير لك أن لا تبدأ أحد بنقاش حتى لا تشعُر بالغلبة وإنّما أطلُب من غيرك أن يعرض ما عنده حتى لا يكون ما عندك القصدُ بهِ العلو على الناس. - من طرائق القرآن أن الله إذا أفرد وجعل مُقابل الإفراد جمع دلّ ذلك على فضيلة المُفرد قال الله (عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ) "الظُلمات والنور" فأفرد النور وجمع الظُلمات وأفرد اليمين وجمع الشمائل ليُبين فضل النور وفضل اليمين مُقابل الظُلمات ومُقابل الشمائل . - (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) نفيٌ قاطع كُلي لا استثناء فيه أن الساحر لا يمكن أن يُفلح أبداً ، وأكبر الدلالة على أن السحرة لا يُفلحون أنهم أفقر الخلق. - لا ييأس أحد من هداية أحد: (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) قال ابنُ عباس -رضي الله تعالى عنهما- فيما نُقل عنه "كانوا أول النهار كفرةً سحرة وأصبحوا أخر النهار شُهداء بررة" ولهذا لا ييأس أحد من هداية أحد ، ولا يدري أحد أين الخواتيم. - لمّا ذلّوا أنفسهم وسجدوا أورثهم الله بذالك السجود الذي سجدوهُ له عزة وإباء ومنعة فلمّا هدّدهم فرعون لم يكُن مُبالون بتهديدهِ. - السجود من أعظم ما ينال به العبد عظيم اليقين . - ما عند الله خير وأبقى: مهما أُعطي الإنسان من الدنيا ينبغي عليه أن يستحضر هذا الأمر العظيم وأن ما عند الله خيرٌ وأبقى حتى لا يُفتن بما أعطاهُ الله جل وعلا في الدُنيا(وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى). - تُستدرُ رحمة الله -جل وعلا- ويُستجلب ما عنده من الفضل والإحسان بكثرة الثناء عليه و انكسارِ العبد بين يديه. - إن العاجز حقاً من لم يجد ألفاظا ولا كلماتٍ يُعبرُ بها عن مسكنتهِ وانكسارهِ بين يدي الرب تبارك وتعالى. - قول البعض "إن الكلمات تقصُر وأن العبارات تعجز" خطأ محض وخطأ عظيم فإذا وسعت ألفاظ العربية مدح الرب -جل وعلا- فمن باب أولى تسع مدح غيرهِ. ٣- قال تعالى: [يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (٨٠) كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (٨١) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (٨٢) وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى (٨٣) قَالَ هُمْ أُولاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (٨٤) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (٨٥) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي (٨٦) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (٨٨) أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا (٨٩) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (٩٠) قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (٩١) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩٣) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (٩٥) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (٩٦) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (٩٧) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (٩٨) كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا (٩٩) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (١٠٠) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلا (١٠١) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (١٠٢) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا (١٠٣) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا (١٠٤) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (١٠٥) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (١٠٦) لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا (١٠٧) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا (١٠٨) يَوْمَئِذٍ لّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا (١٠٩) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (١١٠) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (١١١) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا (١١٢) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا] - (وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) "هوى" في القرآن وردت بمعنى السقوط قال الله -جل وعلا- (أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ). - (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) الآية لا تعني الحصر فإن الرب -جل وعلا- قد يغفرُ من غير ما سببٍ من العبد . - ذكر الله -جل وعلا- هنا أعظم أسباب غفران الذنوب وعليه فعلى الإنسان وهو يعملُ العمل الصالح لا بُد أن يجعل في نفسهِ مُستصحباً أنهُ يُريدُ بالعمل الصالح غُفران الذنوب. - لما كان المرء لا يحملُ فوق كاهلهِ شيئا أشد عليهِ من ذنبهِ علّق الله -جل وعلا- جوائز فضائل الأعمال بغُفران الذنوب. - الصالحين لا يخشون ولا يؤرقهم شيء أعظم من أنهم يسألون الله -جل وعلا- غُفران ذنُوبهم . - غُفران الذنوب من أعظم ما يطلبهُ العبد ُ من ربهِ. - الإسلام عني كثيراً بالعقل البشري فمناط التكليف العقل لكن لا تقوم الحجة بالعقل وحده. - استقر موسى في أرض مصر طويلاً قبل أن يرحل ويترُكها إلى أرض التيهِ . - (قَالَ هُمْ أُولاء عَلَى أَثَرِي) قال بعضُ العُلماء: إن هذا الجواب غير مُطابق للسؤال ، كان ينبغي أن يقول أعجلني كذا وكذا ولا يقول إن قومي قريبوا عهد بي ، ولكن أحتار موسى في الجواب لأنهُ هاب مُعاتبة الله -جل وعلا- فلم يجد جوابا يخاطب به ربه . إذا صح هذا التأويل الذي أختاره بعض أهل العلم فحريٌ بنا أن يُقال إذا كان هذا النبيُ الكريمُ الذي لم يقترف ذنباً أصابه ما أصابه من الذهول لمّا عاتبه ربه فكيف بمن يلقى الله -جل وعلا- وقد عصاه وتجاوزا حدوده وانتهك حُرُماته. - (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) كُلّما كانت بُغية المرء أن ينال رضوان الله -جل وعلا- كان من أعظم الساعين في أسباب التوفيق. - أُسلوب القرآن إذا تكلم عن اللحم والدم والشيء المُجسم إذا كان مقروناً بالروح يُعبّر عنهُ بأنهُ جسم قالوا عن طالوت (بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) قال الله عن المُنافقين (تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ) .وإذا عبّر القرآن بالجسد فإنهُ يتكلم عن من لا روح فيهِ. - فُتن بنوا إسرائيل بالعجل فأخذوا يطوفون حولهُ ويتراقصون ومن هُنا أخذ بعض عُلماء أهل السُنة أن ما يصنعهُ بعض المتصوفة من التطواف والرقص لا أصل لهُ بل إنهُ مأخوذٌ عن العبادة الكُفرية لبني إسرائيل ولم يُنقل فيهِ أثرٌ صحيحٌ صريح عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- وكفى بعبادة النبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابهِ عبادة . - أن الله إذا أراد ضلالة أحد غشي على أبصارهِ وحرمهُ من استعمال عقلهِ و إلا يا أُخي ترى من المُحال أن يُقال أن قوماً يُنجيهُم الله ويرون البحر يبس وتمشي أقامهُم عليهِ ثُمّ بعد هذا كُلهِ يأتون إلى عجلٍ لهُ خوار يعبدونهُ من دون اللهِ ، هذا من أعظم الدلائل على أن المسألة لا ترجعُ إلى العقل وإنّما هي هداية من الله ونور يضعهُ الله -جل وعلا- في قلب من في قلب من يشاء . - أن الناس الذين ينصُرُ الله بهم دينهُ تختلف مشاربُهم ، تختلفُ قُدراتُهم . - أن الإنسان لا يُحاولُ أن يُصادم أصحاب الرئاسات وأن المركب الواحد لا يحتملُ أكثر من قائد ولا بُد للعاقل أن يتغاضى عن أمور إذا أراد للمركب أن تسير. - الذنوبُ والخطايا التي تكونُ للعبدِ -ولابُد منها- يجبُ أن تُوظف توظيفاً صحيحاً فلا يأتينّك أحد ينتهزُ فيك ماضيك وبعضَ خطاياك فيُوظفُك إلى ما يشاء وما يبتغي وما يُريد من باب أن ذلك كفّارةً لما قدّ عملّت ، وإنما الإنسانُ يعلم أن الذنوبَ والمعاصي ليس لها إلا التوبة . - (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) فالإيمان مُتلازم مع العمل الصالح . ٤- قال تعالى: [وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (١١٥) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى (١١٦) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (١١٧) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى (١١٨) وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى (١١٩) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لّا يَبْلَى (١٢٠) فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (١٢١) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (١٢٢) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (١٢٥) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (١٢٦) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (١٢٧) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى (١٢٨) وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (١٢٩) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (١٣٠) وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٣١) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (١٣٢) وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى (١٣٣) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (١٣٥)] - (فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) قول الله (مِنَ الْجَنَّةِ) إحدى الأدلة على أن المقصودُ بها جنةُ عدن لأنهُ لا يستقرُّ في الذهنِ هُنا إلا جنةُ عدن. - المرأة تبعٌ للزوج : (فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) جاءت (فَتَشْقَى) بلفظ الإفراد وهذا يدلُ على أن المرأة تبعٌ للزوج وأن الإنسان -الرجُل- هو المُكلّف بالشقي ، فلم يقل الله فتشقيا لأن الرجُل هو الأصلُ في الكدّ. - أصول كُلُ خطيئة ثلاث : الكِبر والحسد والحرص . فالحِرص بابٌ للشهوات ، والحسد بابٌ للبغي ، والكِبر باب للبغي والشهوات وباب لردّ ما جاء الله -جل وعلا- به. - إبليس دخل على أبينا آدم -عليه السلام- من باب الحرص (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لّا يَبْلَى). - (فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا) وتُسمّى العورة سوءة لأنهُ يسوءُ المرءَ إظهارها ، الإنسان العاقل لا يرضى بظهُورها . - (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى) كلمة "أُولي النُهى" لم ترد في القرآن إلا مرتين كلاهُما في سورةِ طه . - (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا...) الآية ، التسبيح هنا الأظهر أنهُ بمعنى الصلاة. - ذكر في الآية أوقات الصلاة : (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) صلاة الفجر (وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) صلاة العصر (وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ) صلاةُ العشاء (وَأَطْرَافَ النَّهَارِ) للنهار طرفان بعد زوال الشمس عندما تتوسط في كبد السماء ، وعندما تجب وتسقُط -وقت الغروب- ، فالأُولى يتعلّقُ بها وقت صلاة الظُهر ووقت سُقُوطها يتعلقُ بهِ صلاة المغرب . - (لَعَلَّكَ تَرْضَى) هذهِ الصلوات سببٌ في رضوان الله عنك فإذا رضي الله عنك أرضاك. - من أعظم ما يحولُ بين العبدِ وبين ربهِ النظر في ملذّات الدُنيا . - ذكر الله إعجاز القرآن في سورة طه في ثلاث مراحل : / ذكرهُ في أول السورة (طه*مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) / وذكرهُ قبل النهايات (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا) / وذكرهُ هنا (أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى) في الثلاث المواضع ذكر الله -جل وعلا- القرآن ليُبين رفيع قدرهِ وعظيم شرفهِ . - ذكر الله -جل وعلا- في هذهِ السورة إجمالاً خبر كليمه موسى ونبيه آدم -عليهما الصلاة والسلام- ولم يذكُر الله في هذهِ السورة قصّة أحدٍ من الأنبياء غيرِ موسى وغيرِ آدم والعجيب أنهُ ليس في القرآن سورة اسمُها سورة موسى رغم أن موسى -عليهِ السلام- ذُكر في أكثر من موضع وهذا إن صحّ التعبير يدخُل في ما قُلناه سابقاً إن الله -جل وعلا- لا يُعطي أحدا كُل شيء. ذكر يونس لأنه عاتبه عتاباً شديداً فسُمّيت سورة باسم يونس [ واضح]، ذُكر موسى كثيراً في القرآن لكن لم تُسمَّ سورة باسمهِ -عليهِ السلام- سُمّي نبيُنا -صلى الله عليه وسلم- سُميت سورة باسمه سورة مُحمد تُسمّى أحياناً سورة القتال. طبعا إذا قُلنا طبعا تسمية القرآن هذه تسمية توقيفية مبنية على فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فهي مبنية -يعني- على أمر اللهِ من حيث الجُملة لكن عموماً ثمّة ملحوظات يقعُ عليها المرء تُبين كيف أن الله -جل وعلا- يُوازن بين عبادهِ والله يقول (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ) والمقصود: أن حتى الناس لو تأملتهُم تجد من أُعطي عافية ومال يُحرم من أشياء أُخر قد لا تظهرُ لك ومن أُعطي قلّة مال قد يُعطى أولاد، وقد يوجد أحدٌ عنده أموال يتمنى الولد، وقد يُوجد مُبتلىً لكنّهُ يُعطى أُمور أُخر غير التي فيها بلاءُهُ، وقلّما ترى عبد إلا وفيهِ أثر نعمة وأثر ابتلاء -لا نقول نقمة- يبتليهِ اللهِ -جل وعلا- بها فإن لم يُحسنِ التعامُل مع ذلك الابتلاء انقلب إلى نقمة ، وإن أحسن التعامُل انقلب إلى عافية ورفع درجات . - من كان قلبه مُعظِما لله، من كان قلبه مُعلّقا بالله فاز بجائزة (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) . - الغاية من خلقنا أن تعترف قلوبنا بخالقها وتُذعِن له وتعبده وحده. - القلب هو مقام التحاكُم وموطنُ العبادة وهو موضع محبة الله وبُغضه عند أهل الكُفر ، وطاعته ومعصيته عند العُصاة ، فكل الأمور مُعلّقة بمدى اتصال الخلق بالخالق وما الجوارح إلا شواهد ودلائل وقرائن على مدى اتصال القلب بالخالق . [/center][/QUOTE]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
15-Jan-2022, 04:08 PM | #2 |
|
رد: فوائد من تفسير سورة طه
يعطيك الف عااافيه
وجزاااك الله خير الجزاااء.. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
15-Jan-2022, 04:25 PM | #3 |
|
رد: فوائد من تفسير سورة طه
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
15-Jan-2022, 07:01 PM | #4 |
|
رد: فوائد من تفسير سورة طه
جزاك الله خير ..
وجعله في ميزان حسنااتك.. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
15-Jan-2022, 09:08 PM | #5 |
|
رد: فوائد من تفسير سورة طه
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
15-Jan-2022, 09:23 PM | #6 |
|
رد: فوائد من تفسير سورة طه
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
15-Jan-2022, 09:23 PM | #7 |
|
رد: فوائد من تفسير سورة طه
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
16-Jan-2022, 01:04 AM | #8 |
|
رد: فوائد من تفسير سورة طه
جزاك الله خير
الله يعطيك العافيه |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
16-Jan-2022, 01:42 AM | #9 |
|
رد: فوائد من تفسير سورة طه
جزاك الله خير ، وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك وأثابك الله الجنه أن شاء الله تحياتي وتقديري |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
17-Jan-2022, 12:53 PM | #10 |
|
رد: فوائد من تفسير سورة طه
أسعدني حضوركم العطر
شكراً لتواصلك الجميل لروحكم جنائن الورد |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفسير سورة النصر | سلطان الزين | أحاسيس القران وعلومه | 18 | 16-Nov-2024 04:42 AM |
تفسير سورة آل عمران (الآيات 100 : 101) | فرح | أحاسيس القران وعلومه | 12 | 08-Nov-2023 09:31 PM |
تفسير سورة الزلزلة | فرح | أحاسيس القران وعلومه | 23 | 08-Nov-2023 09:29 PM |
فوائد سورة الفتح | MR.HMoOoD | أحاسيس القران وعلومه | 13 | 18-Sep-2023 12:56 AM |
تفسير سورة الأعراف | سلطان الزين | أحاسيس القران وعلومه | 8 | 24-Aug-2023 05:22 PM |