أبحر في سفينة الرضا - منتديات أحاسيس الليل

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ إعلانات احاسيس الليل ) ~
 
   

فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى


الإهداءات



 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 26-Jun-2021, 12:33 PM
سليدا غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 24
 تاريخ التسجيل : Jun 2021
 فترة الأقامة : 1274 يوم
 أخر زيارة : 04-Sep-2021 (01:30 PM)
 العمر : 31
 المشاركات : 5,236 [ + ]
 التقييم : 56602
 معدل التقييم : سليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أبحر في سفينة الرضا



إن المرض من أقسى ما يُواجه الإنسانُ في حياته، يأتي إليه المرضُ فيتألَّم ويتوجَّع، ويلجأ إلى الله ويبكي، ويسأله الشفاءَ، بل يُريد شفاءً عاجلًا، يُريد عصًا سحريةً؛ ليُزيلَ بها آلامَ جسده، ويذهب إلى الكثير من الأطباء، ولا يَجد الدواء، والألمُ يشتدُّ عليه، ويبدأ اليأسُ يتسلَّل إلى قلبه، ولقد نسِي أن شفاءه بيد الله، فيتذكَّر أن لكل داءٍ دواءً عند ربِّ العباد، ولربما أرسَل إليك الله هذا المرض؛ لأنه أحبَّكَ، نعم أحبَّكَ، فأَسْمِعْه صوتَكَ الذي كانت تَهتزُّ له السماءُ، نعم أحبَّكَ، فبعَث إليك ابتلاءً؛ كي تُهروِلَ إليه، ويرتفعَ صوتُكَ عاليًا في سماء الليل المظلم؛ ليُنيرَ طريق دَرْبِكَ، أو تَزيد من شُكْره، أو تقوم الليل للمُناجاة، أو تُكثِر من الاستغفار، أو تَزيد من الصَّدَقة، فإذا كثُرت الابتلاءاتُ، فعليك أن ترضى، وتُحسِنَ الظنَّ بأن كلَّ أقدار الله فيها خيرٌ كثيرٌ، حتى وإن كان مرضُكَ شديدًا، فثِقْ أنك ستُؤجَر عليه، وأن ربَّكَ هو الشافي القادر على إرسال الأسباب؛ كي يَشفيَكَ من أي داءٍ، وسيُجبِر كَسْر قلبك... فقط عليك بالرِّضا، فإذا رضيتَ رضِي الله عنك.

كنتُ دومًا أرى فتاةً ذات ابتلاءات كثيرة، ومع كل ابتلاءٍ وابتلاءٍ ابتسامةُ رضا، وثقة أن الذي خلَق الداء قادرٌ على خَلْق الدواء، لم تتذمَّر يومًا أو تكون ذات وجهٍ عبوس، بل من شدَّة الرِّضا أشرَق وجهُها بنور ليس له مثيلٌ؛ فهي أحبَّتْ خالِقَها، وأحسنتِ الظنَّ، فكُوفِئتْ بالرِّضا والسكينة، وما أجمل القلبَ حينما يُزيَّن بالرِّضا! فلكلِّ شيءٍ تاجٌ، وتاجُ القلب الرِّضا؛ فتوجَّهتْ إلى الله بالدعاء والمناجاة، فأقبلَتْ بكلِّ عضوٍ منها إلى ربِّها، ولم تكنْ يومًا تعبَأُ بسخرية الآخرين، فرِضا ربِّها أعظمُ من أن تَلتفت إليهم، لقد أنشأتْ مِن قيام ليلها حِصنًا.

ومن الاستغفار أمانًا، ومن الشكر رضًا، لقد أقامت سدًّا منيعًا ضد شكوى النفس، والتذمُّر من أي ألَمٍ، نعم هو ألَمٌ شديد لا يستطيع التحكم به إلا ذو قلب غلَّفه الرضا وحبُّ الرحمن، وجعَل مِن آلامِه زيادةً في حسناته، وعُلوًّا في عباداته، نعم هي فهِمت الرسالة من الابتلاء.

وقرَّرت النجاة بسفينة الرضا، فكُوفِئتْ مِن ربِّ العباد، ورُزِقتْ حبَّ كلِّ مَن يَعرِفُها، إذا تحدَّثت ملَكت قلوبَ المستمعين، فكان لكلماتها عِطرٌ خاصٌّ، جعَلت الكثير يدخلون في عالم من الرضا، عالم إن أنت ملَكتَه يومًا، تذوَّقت طعمَ الحياة، وكنتَ أنت الرابح الفائز، ولكنهم ما زالوا يتساءلون: كيف لفتاةٍ في عُمرها أن تكون بمثل هذا الرضا والثبات؟! كيف تتحمل كل هذه الآلام؟! فأجابتْ ووجهُها يُشرق رضًا: لقد كان حبُّ ربي ورضاه عونًا وأمانًا لي، فأدركتُ أن سفينتي لن تُبحر من دونهما، فإن كنتَ صاحبَ ابتلاءٍ، وأَوْجَعتْك كثرةُ الأدواء.

فأبْحِر في سفينة مملوءة بالرضا، وستُكافأُ بكل ما رَضِيتَ به، فقط ثِقْ في خالقك، وأبْحِر في حِماه.



 توقيع : سليدا

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سفينة إسمها فتنة البحار البارونه السياحة وعجائب الدنيا 13 13-Dec-2023 06:46 PM


الساعة الآن 02:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009