حديث ماء الرجل وماء الأنثى وعلم الأجنة يشهدان لمحمد صلى الله عليه وسلم بالوحى والرسالة:
كيف ومتى عرف العلماء مما يخلق الولد؟ ومن المسؤل عن تحديد نوع الجنين؛ الرجل أم الأنثى؟ الثابت فى تاريخ العلوم الطبية لم يكتشف العلم أن العلم لم يكشف أن الإنسان يخلق من نطفة أمشاج من أخلاط الرجل والمرأة إلا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. عندما تمكن هيرتوج سنة 1875م من ملاحظة عملية تلقيح الحيمنوي "الحيوان المنوي" للبييضة. وتم تأكيد ذلك سنة 1883م حينما تمكن فان بندن من إثبات أن الحيمنوي والبييضة يساهمان بالتساوي في تكوين البييضة الملقحة. وجاءت سنة النبى تعطي حقائق عجز العلم أن يصل إليها إلا بعد قرابة ألف عام مرت علي أقوال محمد صلي الله عليه وسلم.وتلك حقائق ثلاث من أحاديث النطفة في السنة المشرفة.
أولا: خلق الإنسان من كل من نطفة الذكر ونطفة الأنثي معا: روي الإمام مسلم بسنده: "أن يهوديا مر بالنبي صلي الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت قريش: يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي فقال لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي فقال يا محمد مم يخلق الإنسان؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة فقال اليهودي: هكذا كان يقول من قبلك. "أي من الأنبياء". وحتى نهاية القرن الثامن عشر كان الجدل دائرا حول مسئولية البيضة وحدها أم مسئولية الحيموني وحده عن الخلق العام للجنين.
ثانيا: لا يشارك كل ماء الرجل وكل ماء المرأة في الخلق. روي الإمام مسلم بسنده أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (ما من كل الماء يكون الولد وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه). والعلم أثبت أن حيوانا واحدا من بين عدد من نوعه يتراوح ما بين 400-700 مليون يظفر ببيضة واحدة من ماء الأنثي ليتم التلقيح فى الظروف العادية.
ثالثا: نطفة الرجل مسئولة عن تحديد نوع الجنين. أورد الإمام مسلم في صحيحه في باب صفة مني الرجل والمرأة بسنده عن ثوبان مولي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: كنت قائما عند رسول الله صلي الله عليه وسلم, فجاء حبر من أحبار اليهود, وسأل النبي صلي الله عليه وسلم عن عدة مسائل حتي قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان. قال فماينفعك إن حدثتك؟ قال اسمع بأذني قال: جئت أسألك عن الولد, قال: "ماء الرجل أبيض وماء الأنثي أصفر, فإذا علا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله, وإذا علي مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله", فقال اليهودي لقد صدقت وإنك لنبي ثم انصرف فذهب. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ومالي علم بشيء منه حتي أتاني جبريل). ولايزال العلم يجري وراء هذا الحديث ليعانق ما جاء به. فهل يكون معني العلو في الحديث الغلبة والسبق, بمعني أنه إذا غابت أو سبقت الحيمنويات التي تحمل علامة الذكورة واي "y " الحيمنويات التي تحمل شارة الأنوثة إكس "x" ولقحت البيضة كان الناتج ذكرا. أم أنه إذا سبقت الثانية الأولي نتج عن البيضة الملقحة أنثي. أو أنه إذا تغلبت قاعدية ماء الرجل علي حامضية ماء الأنثي أعطت فرصة لتعلو الحيمنويات الذكرية فيكون الجنين ذكرا ويكون العكس صحيحا.
أ.د/ حسني حمدان