03-Jul-2021, 05:36 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 24 |
تاريخ التسجيل : Jun 2021 |
فترة الأقامة : 1274 يوم |
أخر زيارة : 04-Sep-2021 (01:30 PM) |
العمر : 31 |
المشاركات :
5,236 [
+
]
|
التقييم :
56602 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
كيف تميز بين الجدية المفرطة والجدية المطلوبة؟
من المهم أن تكون جاداً في حياتك, فمن دون بذل الجهود اللازمة لا يمكنك تحقيق
طموحاتك, ولكن لا يجوز أن تكون جديتك أكثر من اللازم, فالجدية للحياة مثل
الماء للزراعة, إذا زادت عن المقدار الطبيعي أفسدت الحياة.
تسأل كيف أميز بين الجدية المطلوبة, والأخرى الزائدة عن اللزوم؟
والجواب: إذا رأيت أنك تعامل كل شيء بالجدية, حتى كأن الحياة يجب
أن تؤخذ في كل تفاصيلها بحزم لا لين معه فهذه جدية مفرطة.
إن البعض يشعر بالضيق إذا تأخر أحد عن موعده معه ربع ساعة, ويثور إذا
توقفت سيارته في الزحام خمس دقائق, ويتوتر إذا ارتكب خطأ بسيطاً.
هذه الأمور تؤدي بالمرء الى فقدان التمتع بالحياة, وتسلبه النظرة السليمة الى الأمور.
إن المطلوب هو أن نأخذ جد الحياة بجد, وهزلها بالهزل, وما هو بين بين, بطريقة
بين ولعل أساس شعورنا بالتوتر والضيق يكمن في رغبتنا أن لا تختلف عما نتوقعه
وكأن الحياة هي قالب خاص لكل واحد منا, بينما الحياة تمضي بالطريقة التي أرادها الله لها
ولها معاييرها, وسجيتها, وطريقتها, ومن أراد التعامل الصحيح معها فإن عليه
أن يتأقلم معها, لا أن يتوقع أن تتأقلم هي معه.
وببساطة فإن بعض الضيق أو التوتر الذي نواجهه هو من صنع أيدينا, فنحن نضع تصورات
معينة للحياة, وحينما لا تتوافق الظروف مع تلك التصورات, تتحول الظروف الى صعوبات تواجهنا.
ولكي نعالج مشكلة الجدية المفرطة, فلا بد أولاً من الاعتراف بوجود مشكلة من هذا
النوع في حياتنا, وأن نقرر ثانياً تغيير طريقتنا في الحياة, وأن نحاول مسايرة الأمور كما هي.
والتعامل مع الأشخاص كما هم, وليس كما نريد نحن.
والخطوة الأهم تتمثل في تخفيض مستوى التوقعات, فإذا شعرت بالضيق
في المرة القادمة لأن الأمور ليست على ما يرام - كما تعتقد - فحاول
أن تتحرر من توقعاتك, وتخفف من جديتك.
ويقترح بعض الخبراء هنا أن تقضي يوماً واحداً من دون توقعات مسبقة
فمنذ الصباح لا تتوقع في ذلك اليوم أن يحترمك الناس
وأن يتعاملوا معك بودكبير, ولا تتوقع أن تنجز كل ما خططت لإنجازه
ولا أن تكسب لذة إضافية، وحتى ما يجب عليك أن تقوم به, أنجزه بروح جذلة
فبدل أن تحارب الحياة أرحل معها في رحلة.
ومع التمرين سوف تخفف الجدية التي تنهش وجودك.
|
|
|