|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
مفهوم البركة في القرآن الكريم
البركة،معناها وفيم تكون، إن الله،عز وجل،هو الذي بيده الخير والنفع والضر،وهو يبارك في الأمور، ويجعل فيها البركة،
معنى البركة، هي النماء والزيادة،وكثرة الخير ودوامه، قال تعالى(أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ)النمل، والتبريك، الدعاء، والتبرك، استدعاء البركة واستجلابها، وطلب البركة لا يخلو من أمرين، الأول، أن يكون التبرك بأمر شرعي معلوم، مثل القرآن، قال الله تعالى(وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ)الأنعام، فمن بركته هدايته للقلوب، وشفاؤه للصدور وإصلاحه للنفس، وتهذيبه للأخلاق، إلى غير ذلك من بركاته الكثيرة، والثاني، أن يكون التبرك بأمر غير مشروع،كالتبرك بالأشجار والأحجار والقبور،والبقاع ونحو ذلك، فهذا كله من الشرك، والله،عز وجل،هو خالق البركة،وهو الذي يبارك في الأشياء، فالبركة، كلها من الله سبحانه وتعالى، وتبارك، أي باسمه يبارك في كل شيء،بكثر خيره وإحسانه إلى خلقه،ورحمته بهم،والبركة تكتسب وتنال بذكره، وقال الحسين بن الفضل، تبارك في ذاته وبارك من شاء من خلقه، وقال ابن عطية،معناه، عظم وكثرت بركاته ولا يوصف بهذه اللفظة إلا الله سبحانه وتعالى، فيم تكون البركة، أولاً،تكون البركة في الأمكنة والأزمنة والأشخاص،فالله،عز وجل، قد يبارك في بعض الأمكنة، ويجعلها مباركة، فبارك سبحانه في المسجد الأقصى وما حوله،فقال تعالى(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)الإسراء، قال الطبري،وقوله(الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)يقول تعالى ذكره،الذي جعلنا حوله البركة لسكانه في معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغروسهم،لأن البركة لا تفارقه، ثانياً،وبارك سبحانه،في أرض الشام، قال تعالى(وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)الأنبياء، قال الألوسي،ووصفها بعموم البركة، لأن أكثر الأنبياء عليهم السلام،بعثوا فيها، وانتشرت في العالم شرائعهم التي هي مبادىء الكمالات والخيرات الدينية والدنيوية، والمراد بالبركات، النعم الدنيوية من الخصب وغيره، وأسباب بركة المسجد الأقصى كثيرة كما أشارت إليه كلمة (حوله) منها، ما لحقه من البركة بمن صلى به من الأنبياء من داوود وسليمان،ومن بعدهما من أنبياء بني إسرائيل، ثم بحلول الرسول عيسى عليه السلام،وإعلانه الدعوة إلى الله فيه، ومنها، بركة من دفن حوله من الأنبياء، فقد ثبت أن قبري داوود وسليمان حول المسجد الأقصى، وأعظم تلك البركات حلول النبي،صلى الله عليه وسلم،فيه،وصلاته فيه بالأنبياء كلهم، قال تعالى(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ)القصص، وسبب البركة، حدوث أمر ديني فيها،وهو تكليم الله إياه وإظهار المعجزات عليه، ودعا صلى الله عليه وسلم،للمدينة بالبركة،فقال(اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلته بمكة من البركة) وبارك سبحانه بعض الأزمنة فجعلها مباركة، كليلة القدر،قال،عز وجل(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ)الدخان، يعني،الكتاب(القرآن الكريم)أنزلناه في ليلة القدر،وسميت مباركة لما فيها من البركة، والمغفرة للمؤمنين، وبارك سبحانه في بعض البشر، فجعل الأنبياء والمرسلين مباركين، قال تعالى،عن نوح(قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ)هود، قال البغوي،البركة ها هنا هي،أن الله تعالى،جعل ذريته هم الباقين إلى يوم القيامة، (وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ)أي،على ذرية أمم ممن كان معك في السفينة، يعني على قرون تجيء من بعدك، من ذرية من معك، من ولدك وهم المؤمنون،كل مؤمن إلى قيام الساعة، وقال عن عيسى عليه السلام(وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ)مريم، قال الألوسي،ومعنى إيتائه البركة، التي جعلها الله لعيسى، أنه كان معلماً مؤدباً حيثما توجه، وكل مؤمن فيه من البركة بقدر إيمانه، والبركة ببني آدم، وهي البركة التي جعلها الله،جل وعلا،في المؤمنين من الناس،وعلى رأسهم،سادة المؤمنين،من الأنبياء والرسل، فهؤلاء بركتهم بركة ذاتية،يعني،أن أجسامهم مباركة، ولهذا جاء في الحديث،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)صحيح البخاري، فهذه البركة التي أضيفت لكل مسلم، هذه البركة راجعة إلى الإيمان، وإلى العلم، والدعوة، وهذه البركة ليست بركة ذات، وإنما هي بركة عمل، وعليه فيكون معنى التبرك بأهل الصلاح هو، الاقتداء بهم في صلاحهم، والأخذ من علمهم والاستفادة منه وهكذا، وبارك في شجرة الزيتون، قال تعالى(يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ)النور،أي،من زيت شجرة مباركة،وأراد بالشجرة المباركة، الزيتونة، وهي كثيرة البركة، وفيها منافع كثيرة، لأن الزيت يسرج به، وهو أضوأ وأصفى الأدهان، وهو إدام، وبارك في ماء المطر، لأن فيه حياة لكل شيء، قال تعالى(وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا) ق، عن ميمون بن مهران، قال،خصلتان فيهما البركة، القرآن،والمطر، وتلا(وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا)،(وَ هَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ)الأنبياء، وقال عليه الصلاة والسلام،البركة في ثلاث، الجماعات،والثريد، والسحور، وفي رواية(إن الله جعل البركة في السحور،والجماعة) وقال عليه الصلاة والسلام(إن البركة وسط القصعة، فكلوا من نواحيها، ولا تأكلوا من رأسها) قال تعالى(تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَة)النور، أي،تحيون أنفسكم تحية(مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) وقال الضحاك،وجعل الله،عز وجل،فعل بعض الأمور جالبة،أو سالبة للبركة، فالإيمان والتقوى يجلب البركة، قال تعالى(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ)الأعراف، يعني،المطر من السماء،والنبات من الأرض، والاجتماع على الطعام جالب للبركة، فعن عمر،عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم،أنه قال(كلوا جميعاً،ولا تَفَرّقُوا،فإن البركة مع الجماعة) قال ابن بطال، الاجتماع على الطعام من أسباب البركة، وقد روى أبو داود،من حديث وحشي بن حرب(اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله يبارك لكم) وكلامه،عز وجل،مبارك أعظم البركة، قال تعالى(وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ)الأنعام، أي،كثير البركة، حساً ومعنى، لكثرة فوائده وعموم نفعه،وخيره، دائم منفعته، قال القشيري،بارك دائم باق،لما فيه من الخير الكثير، لأنه هداية ورحمة للعالمين، والقرآن مبارك، لأنه يدل علي الخير العظيم ، ولأن الله تعالى،قد أودع فيه بركة لقارئه،في الدنيا وفي الآخرة، وأسماؤه سبحانه وتعالى مباركة، قوله تعالى(تبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)الرحمن، فالله هو خالق البركة، والذي تجيء منه البركة، قال عليه الصلاة والسلام(البركة من الله) حكم التبرك بالبشر غير الأنبياء، من البدع المحدثة التبرك بالمخلوقين، قال ابن تيمية في تحريمه، التوسل بالأنبياء والصالحين،والتبرّك بهم،تحريمه التوسل بالأنبياء والصالحين بعد موتهم وفي حياتهم في غير حضورهم، والتبرك بهم وبآثارهم، وتحريمه زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام،للتبرّك فيقول في كتابه،أما الزيارة البدعية فهي التي يقصد بها أن يطلب من الميت الحوائج، أو يطلب منه الدعاء والشفاعة،أو يقصد الدعاء عند قبره لظن القاصد، فالزيارة على هذه الوجوه كلها مبتدعة لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم،ولا فعلها الصحابة لا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم،ولا عند غيره، وهي من جنس الشرك وأسباب الشرك، اللهم اجعلنا مباركين أينما كنا،وبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا وأوقاتنا وارزقنا البركة في كل شئ،وثبتنا على دينك، اللهم آمين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لفظ (ضلل) في القرآن الكريم | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 16 | 16-Nov-2024 04:41 AM |
لفظ (صحب) في القرآن الكريم | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 11 | 16-Nov-2024 04:40 AM |
تفسير القرآن الكريم | سلطان الزين | أحاسيس القران وعلومه | 19 | 11-Jun-2024 12:22 PM |
لفظ (خشع) في القرآن الكريم | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 9 | 24-Aug-2023 05:22 PM |
لفظ (وراء) في القرآن الكريم | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 6 | 19-Jul-2023 11:57 PM |