تدبر سورة آل عمران (3) - منتديات أحاسيس الليل

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ إعلانات احاسيس الليل ) ~
 
   

فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى


الإهداءات



 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-Mar-2022, 10:18 AM
نزف القلم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 52
 تاريخ التسجيل : Jun 2021
 فترة الأقامة : 1253 يوم
 أخر زيارة : 10-Oct-2024 (01:27 PM)
 المشاركات : 1,312 [ + ]
 التقييم : 7187
 معدل التقييم : نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
تدبر سورة آل عمران (3)



والقلب الذي تشرَّب العلم بالله، ومعرفة أسمائه وصفاته ونِعمه وآلائه لا يحتمل أن يمكث طويلًا تحت وطأة المعاصي، أو يطول عليه الأمد في رجس الخطيئة..
فما أن يُذَكَّر بمولاه حتى يُسارع للاستغفار والتوبة والأوبة إلى رحابه لأنه يعلم جيدًا {أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [التوبة من الآية:1044]..
وأنه لا يغفر الذنوب إلا هو فيكون مِمَّن قال الله فيهم: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:135].
**************
دماءٌ طاهرةٌ زكيةٌ تلك التي سالت على وجهه..
سالت من تلك الرباعية المكسورة في فمٍ طالما كان يلهج بذكر مولاه والدعوة إلى سبيل رضاه..
اختلطت تلك الدماء بدماء ذلك الجرح الغائر الذي غُرِسَت فيه حلقات المِغفَر المعدني الذي يرتديه..
بيده الشريفة مسح الدماء عن وجهه..
لم يرجف قلبه لمنظر الدماء، ولا ارتعدت نفسه خوفًا على مصيره، ولم يشغله مآل تلك الجروح النازفة..
شيءٌ آخر.. ذاك الذي كان يشغله في تلك اللحظة!
شىءٌ يُعَد فرعًا لمشاعر الحرص التي بلغت درجةً كادت تذبحه وفيها وجَّهه ربه قائلًا: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء:3]..
ولعل تلك المشاعر اختلطت بحزنٍ أسيف وهو يشهد مقابلة دعوته بذلك البغي ومجازاة حِرصه بهذا النكران العنيف..
- «كيفَ يُفلِحُ قومٌ خضَّبوا وجهَ نبيِّهِم بالدَّمِ وَهوَ يَدعوهم إلى اللَّهِ؟!»..
- «كيف يُفلِحُ قومٌ شَجُّوا نبيهم وكسروا رباعيته وأدموا وجهه وهو يدعوهم إلى ربهم؟!»..
(الحديثَين رواهما البخاري).
هكذا تساءلَ في عجب
هل يُفلِحُ أناسٌ واجهوا الإحسان بالجحود والنكران وقابلوا دعوة الرحمن بالسيف والسنان؟
سؤالٌ منطقيٌ وطبيعيٌ في مواجهة تلك الجرائم الشنيعة التي اقترفوها في حقه بأبي هو وأمي..
لكن الإجابة كانت درسًا لا يُنسى..
درسًا لكل صاحب رسالة ولكل من تحمَّل تكاليف البلاغ وواجهته المصاعب والأهوال في ذلك السبيل..
{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128]..
هكذا قضى الملك..
وهكذا بين وحكم..
{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}..
لست أنت من ستقضي في مصيرهم أو تعلم مآلهم..
نعم هم ظالمون معتدون..
هم مجرمون لدماء نبيهم سفَّاكون..
لكن ما يُدرِيك لعل الله يتوب عليهم..
يا إلهي
مع كل هذا الجُرم الذي اقترفوه وتأتي تلك الكلمة
يتوب عليهم؟
بعد أن قتلوا سبعين من صناديد الصحابة وأدموا وجه سيد ولد آدم وآذوه؟
نعم، إذا شاء الله..
ولعله يُعذِّبهم..
هذا في عِلمه ومن شأنه..
لست أنت -على قدرك ومنزلتك- من ستحكم في أمرهم أو تفصل في مآل مصيرهم..
حقك في الدنيا محفوظ وإن لصاحب الحق مقالًا..
وظلمهم مُتقرِّرٌ معلومٌ وقد بيَّنه الله في غير موضع..
لكن يبقى المصير بيده لا بيدك..
ويظل في النهاية البلاغ مهمتك والهداية بغيتك والقاعدة ماثلة أمام عينيك لا تتغيَّر ولا تتبدَّل..
{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}.
*****************
{وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء} [آل عمران من الآية:140].
فمداولة الأيام بين الناس سُنةٌ كونية لا تتبدَّل، ودوام الحال من المحال وقد ذكرت حِكمٌ كثيرة لتلك المداولة في آل عمران منها: (التمحيص، واختبار الصدق، واتخاذ الشهداء)..
لكن مع كل تلك الحِكم ومع التداول الذي تنتقل به الأحداث من النقيض إلى النقيض ويعلو فيه أحيانًا أهل الجور والبغي والإفساد - تظل القاعدة التي لا تتبدَّل ولا تتغيَّر وينبغي أن تظل ماثلة أمام عين الموحِّدين راسخةً في صدورهم..
قاعدة: {وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران من الآية:140].
د. محمد علي يوسف



 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نفحات قرآنية .في سورة آل عمران نزف القلم أحاسيس القران وعلومه 11 23-Mar-2024 01:36 PM
تدبر سورة آل عمران (4) نزف القلم أحاسيس القران وعلومه 6 30-Nov-2023 09:55 PM
أصحاب العقول فى سورة آل عمران فرح أحاسيس القران وعلومه 17 24-Nov-2023 11:15 PM
سورة آل عمران (هدف السورة: الثبات) نزف القلم أحاسيس القران وعلومه 9 24-Aug-2023 05:19 PM


الساعة الآن 01:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009