|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
محاكاة ..
عندما تعيش في عالم هُلامي ، لا يوجد فيه صُلب إلا أنت ، عليك أن تغادر ، لقد عشت في العالم الذي أكتبه ، حاولت العودة إلى البداية ، لكني لم أصل ابداً ،الكثير من ذاكرتي إختفت على الطريق ، فقدت شيئاً من داخلي ، لكن قلبي لا زال هنا ، حيث اللقاء الأخير ، الذي تشبثت به كثيرًا أُحدثني : كان عليك في ذلك اللقاء الأول ، أن تغمض عيونك ، وتضع سدادة في أُذنيك وتشعل الكثير من السجائر ، حتى لا تشم رائحة الأجواء ، ثم تقفل راجعاً دون الإلتفات ورائك ربما تطهرت ذاكرتك من اللحظات الموؤودة ، وكان لك سببا وجيهاً ، أن لا تصبو لشيء كان في الماضي . ثم قالت : فاض بي عجزك وقلة حيلتك ، ضقت ذرعاً من مواربة نفسك خلف أبواب الغياب ويحك ،إعتق ذاتك ، قد صبأت عنكَ والله ، ألم تسأم جلدها وتوبيخها ؟ هكذا يخبرني السطر الأخير في رسالتها الأخيرة الوحيدة ،بعد عامين من الإنتظار والإحتضار على الأرصفة الخاوية ، كأنها كانت ناطعة، تقرأ السطر الاول بإقتضاب ، ثم تُغادرها القراءة عنوة ، ويحكِ ،بَعضُ الآلام لا تَطالها الُّلغة، ويَبقى الصّمت نديماً لخيبات، تَتنقل بنا كبالون هواء ،تتحكم فيه الرياح ،لا يملك قراراً نافذاً بتحديد مَصيرُه ،بعيداً عن الفّواجِع . هذا هو الأسبوع الحادي عشر من العام الجديد ،أوشك على الإنصراف ،وأنا لا زلت أتفنن في اختلاق الأعذار التي تمنحني سبلاً للمضي في وَعدي الذي أخبرتكِ بين عامين ،أَلا أُخيب ظنك ,وأنا العاشق الذي أرّداه الغياب ،وتحاملت عليه المسافات ثم جَرّدته الأقلام من حرفٍ يستر لهفته ،هذا التحايل مميت ،يقتل رغبتي حين أنظر في المرآة ،وأراني شاحب الشوق إليك كل يوم أذهب عند ذلك المنحدر ،أجلس طويلاً , أُلقي الحصى كما كنتِ تفعلي ،أردت أن أُخبرك، يوم أمس تدحرجت حصاة حتى استقرت في القاع ، ليتك كنتِ هناك قد فرحت كثيرًا والله . جيد أّلا تشتهي أكثر مما ترغب ، وألا تكتفي وأنت في حالة عَوز ، عندما تنهال عليك الأحلام ، إختبر إمكانياتك ، أفرك عينك لتعلم أنك تتغذى على الخيال ، قف ثم وازن قدراتك ، وأعلم أن حالة الزهد التي إدعيت فيها الإكتفاء حرمان ، وشهوتك المفرطة كانت شراهة ، ولذة خيالك أضغاث ... هكذا كنت أُعاقبني عندما يستحوذ عليَّ اليأس ، أضع ورقة على الطاولة ، أسّتَل قلماً من جيبي وأتلو نافلتي عدت لأُخبرك يا رفيقة ، أنني رجل تمزقه أستار الغياب ، وتنهشه تقاسيم الرغبة ، رجل إستأثر بقلبه عن حلم موشوم حَول صدره الى صاعقة ألغام، يكتظ بفيلق كامل من التفاصيل .. أنت عندما تتألم عليك أن تتقنه ، عليك أن تتشظى مع خيباتك ، مثلما تشظت أحلامك عقب الإستيقاظ ، لا أحد آثر أن يهبك عمق روحي كما دأبت ، ولا شيء يستحق المواصلة إلا التوقف ، حتى محتويات المكان أتقنت تأبين عزلتي إلاك ، كما ليل يشيح بوجهه عن مقعد فارغ في غرفة تضج بالصمت ، والخيوط والخطوط ،وسرير يعزف فيه الزنبرك مقطوعة يغازل فيها وجه السقف عيون طارئة في الجدران ، تسكنها طيوف الغرباء ووحشة العتبات , لا أحد توغله الصمت ك أنا ، لا أحد إستباحه جوع الكلام كما فعلت ، لا أحد أحبك بطريقتي . ..,, مع خالص حبي وتقديري ..,,
آخر تعديل الكابتن يوم
17-Mar-2022 في 12:11 AM.
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|