|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
|||||||
|
|||||||
هدي النبي في صلاة الصبح
تتَّفق معظم الروايات -كما سنرى- على أن أطول صلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت صلاة الصبح؛ ولعل ذلك لأنها في أول اليوم، وقد أتى المـُصلِّي وهو في كامل نشاطه، آخذين في الاعتبار أن السُّنَّة النبوية تقضي بالنوم المبكر؛ فعَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ العِشَاءِ، وَالحَدِيثَ بَعْدَهَا»[1]. كما أن سكون الحال في هذا التوقيت الباكر يدعو للتدبُّر في القرآن، والخشوع في الصلاة، ولعلَّ صلاة الصبح جُعِلَت ركعتين فقط لتُعطِي الإمام فرصة الإطالة في القراءة دون إرهاقٍ للناس، والله أعلم بمراده. ما ورد عن قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح: بخصوص ما ورد عن قراءته صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة فكثير.. فعَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصُّبْحَ وَأَحَدُنَا يَعْرِفُ جَلِيسَهُ[2]، وَيَقْرَأُ فِيهَا مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى المِائَةِ»[3]. وأبو برزة رضي الله عنه هنا لم يُحَدِّد سورًا معينة؛ إنما كان يَهدِف إلى تقدير وقت القراءة، كما إنه لم يُحَدِّد قدر طول الآيات التي ذكرها، ويُفْهَم من ذلك أنه يقصد -على الأغلب- الآيات المتوسطة في الطول، مع عِلْمِنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ من القرآن كله؛ ولكن ما ذكره أبو برزة رضي الله عنه هو متوسط القراءة. أقصى ما ورد من طول القراءة في الصبح: ووردت تقديرات أخرى مهمَّة في رواية عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ رضي الله عنه، وهو صحابي جليل، وَصَفَ صلاة الصبح للنبي صلى الله عليه وسلم، كما وصفها لبعض الصحابة الكبار؛ وذلك لتقريب الصورة للأجيال التي ستلحق بهم؛ قال عبد الله بن السائب رضي الله عنه: «قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المُؤْمِنُونَ فِي الصُّبْحِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى، وَهَارُونَ[4]-أَوْ ذِكْرُ عِيسَى[5]- أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ». وَقَرَأَ عمر رضي الله عنه فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِمِائَةٍ وَعِشْرِينَ آيَةً مِنَ البَقَرَةِ[6]، وَفِي الثَّانِيَةِ بِسُورَةٍ مِنَ المَثَانِي، وَقَرَأَ الأَحْنَفُ رضي الله عنه بِالكَهْفِ فِي الأُولَى، وَفِي الثَّانِيَةِ بِيُوسُفَ -أَوْ يُونُسَ- وَذَكَرَ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ عُمَرَ رضي الله عنه الصُّبْحَ بِهِمَا، وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: بِأَرْبَعِينَ آيَةً مِنَ الأَنْفَالِ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِسُورَةٍ مِنَ المُفَصَّلِ، وَقَالَ قَتَادَةُ فِيمَنْ يَقْرَأُ سُورَةً وَاحِدَةً فِي رَكْعَتَيْنِ أَوْ يُرَدِّدُ سُورَةً وَاحِدَةً فِي رَكْعَتَيْنِ: «كُلٌّ كِتَابُ اللهِ»[7]. في الرواية السابقة يظهر من كلام عبد الله بن السائب رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينوي أن يُكمل في سورة «المؤمنون»؛ ولكنه توقَّف بسبب السعال، ولعلَّه كان سيتمُّها؛ لأن معظم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو قراءة السورة كاملة، إمَّا في ركعة واحدة أو في الركعتين، وسورة المؤمنون ثلاثة أرباع، فهذا قياس كبير، وهو أكبر قليلًا مما ذكره أبو برزة رضي الله عنه؛ حيث إن سورة «المؤمنون» مائة وثماني عشرة آية، ثم ذكر البخاري واحدةً من صلوات الصبح لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فبيَّن أنه صلَّى في الركعة الأولى فقط بنحو سبعة أرباع من سورة البقرة! وفي الركعة الثانية بسورة من المثاني[8]، والمثاني هي -على الأغلب- السور من يونس إلى الفتح؛ أي مثل يونس، أو يوسف، أو الشعراء، ومتوسطها من ثلاثة إلى أربعة أرباع، وجاء في رواية أخرى عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قال: «كَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِمِائَةٍ مِنَ الْبَقَرَةِ، وَيُتْبِعُهَا بِسُورَةٍ مِنَ المَثَانِي، أَوْ مِنْ صُدُورِ المُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ بِمِائَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ، وَيُتْبِعُهَا بِسُورَةٍ مِنَ المَثَانِي، أوْ مِنْ صُدُورِ المُفَصَّلِ»[9]. والمفصل من أول الحجرات إلى آخر القرآن، وصدور المفصل أي السور الأُوَل فيه؛ مثل: الحجرات، وق، والذاريات، ثم ذكر البخاري تقديرات أخرى مُقارِبة لما سبق في صلاة الأحنف بن قيس رضي الله عنه، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وقريبٌ مما سبق ما رواه أَبُو رَوْحٍ الْكَلَاعِيُّ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ فَقَرَأَ سُورَةَ الرُّومِ, فَتَرَدَّدَ فِي آيَةٍ, فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «إِنَّهُ يَلْبِسُ عَلَيْنَا الْقُرْآنُ أَنَّ أَقْوَامًا مِنْكُمْ يُصَلُّونَ مَعَنَا لَا يُحْسِنُونَ الْوُضُوءَ, فَمَنْ شَهِدَ الصَلَاةَ مَعَنَا فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ»[10]. وسورة الروم ستون آية، وهي قريبة في الحجم من سورة «المؤمنون». متوسط قراءة النبي في صلاة الصبح وجاءت روايات أخرى بقياسات أقل؛ فعَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رضي الله عنه عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «كَانَ يُخَفِّفُ الصَّلَاةَ وَلَا يُصَلِّي صَلَاةَ هَؤُلَاءِ». قَالَ: وَأَنْبَأَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِـ{ق وَالْقُرْآنِ}[ق: 1]، وَنَحْوِهَا[11]. وأكَّد ذلك قُطْبَةُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، فذكر أنه سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}[ق: 10][12]، وكلام جابر بن سمرة رضي الله عنه يُعطي الانطباع أنه اختار أن يذكر سماعه لسورة «ق» تحديدًا لأنها تُعتَبَر المتوسط الذي أراد ذكره؛ فمن المؤكَّد أنه قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا في صلاة الصبح، وكان يقرأ أطول من ذلك وأقصر، فكان هذا هو متوسط قراءته صلى الله عليه وسلم في رؤية جابر رضي الله عنه، كما يُعطي كلام جابر رضي الله عنه الانطباع الواضح أن الزيادة على هذا القدر من القراءة لم تكن معتادة في صلوات الرسول صلى الله عليه وسلم. ويبدو أن جابر بن سمرة رضي الله عنه كان مستاءً من تطويل الأئمة في زمانه، بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكرَّر عدم رضاه عن فعلهم في موقف آخر؛ فقد قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ كَنَحْوٍ مِنْ صَلَاتِكُمُ الَّتِي تُصَلُّونَ الْيَوْمَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُخَفِّفُ، كَانَتْ صَلَاتُهُ أَخَفَّ مِنْ صَلَاتِكُمْ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ الْوَاقِعَةَ وَنَحْوَهَا مِنَ السُّوَرِ[13]. فذكر جابر رضي الله عنه إنه وإن كانت صلاةُ التابعين تُشْبه صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت أقصر وأخفَّ، وضرب هنا مثالًا آخر لقراءته صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح غير مثال سورة «ق» ولكنه مقارِب؛ وهي سورة الواقعة. وقريبًا من تقدير جابر بن سمرة رضي الله عنه كان تقدير أُمِّ المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها؛ فعنها أنها قالت: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي قَالَ: «طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ». فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ البَيْتِ يَقْرَأُ بـ {الطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}[الطور: 1، 2][14]. وفي رواية أخرى حدَّدت أم سلمة رضي الله عنها الصلاة التي كان يُصَلِّيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقلت عنه أنه قال: «إِذَا أُقِيمَتْ صَلَاةُ الصُّبْحِ فَطُوفِي عَلَى بَعِيرِكِ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ»[15]. وسورة الطور قريبة في التقدير من سورتي ق والواقعة. أقل تقدير لقراءة النبي في صلاة الصبح: ثم تأتي تقديرات أصغر من ذلك بكثير؛ مثل ما جاء عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رضي الله عنه من «أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}[التكوير: 17]»[16]. أي سورة التكوير؛ بل وأقل من ذلك روى مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيُّ رحمه الله، أَنَّ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ}[الزلزلة: 1] فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا»، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا[17]. وسِرُّ تعليق الرجل أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعتد على تكرار السورة في الركعتين، وأقل من كل ذلك قرأ رسول الله بالمعوذتين فقط في إحدى صلوات الصبح؛ ولكن هذا كان في سَفَرٍ، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ لِي: «يَا عُقْبَةُ، أَلَا أُعَلِّمُكَ خَيْرَ سُورَتَيْنِ قُرِئَتَا؟» فَعَلَّمَنِي {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، قَالَ: فَلَمْ يَرَنِي سُرِرْتُ بِهِمَا جِدًّا، فَلَمَّا نَزَلَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ صَلَّى بِهِمَا صَلَاةَ الصُّبْحِ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّلَاةِ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «يَا عُقْبَةُ، كَيْفَ رَأَيْتَ؟»[18]. قراءة النبي في صلاة الصبح يوم الجمعة: كل ما مرَّ بنا من روايات كان في صلاة الصبح في أيِّ يوم من أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة، والذي كانت له قراءة خاصة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان يقرأ في فجر هذا اليوم بالسجدة، والإنسان؛ فعَنْ أبي هريرة رضي الله عنه «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ يَوْمَ الجُمُعَةِ بـ{الم تَنْزِيلُ}[السجدة: 1، 2] فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَفِي الثَّانِيَةِ: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا}[الإنسان: 1]»[19]. هذا معظم ما ورد عن قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح، وبعض ما كان يقرؤه الصحابة رضي الله عنهم، وهي تعطينا انطباعًا نسبيًّا عن مقدار ما كان يقرؤه في المتوسط. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب ما يكره من النوم قبل العشاء، (543)، واللفظ له، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها وهو التغليس، وبيان قدر القراءة فيها، (647). [2] يَعْرِفُ جَلِيسَهُ؛ أَيِ الَّذِي بِجَنْبِهِ، فَفِي رِوَايَةِ الْجَوْزَقِيِّ مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ شُعْبَةَ: «فَيَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى جَلِيسِهِ إِلَى جَنْبِهِ فَيَعْرِفُ وَجْهَهُ». وَلِأَحْمَدَ: «فَيَنْصَرِفُ الرَّجُلُ فَيَعْرِفُ وَجْهَ جَلِيسِهِ». وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: «فَيَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ جَلِيسِهِ الَّذِي يَعْرِفُ فَيَعْرِفُهُ». وَلَهُ فِي أُخْرَى: «وَنَنْصَرِفُ حِينَ يَعْرِفُ بَعْضُنَا وَجْهَ بَعْضٍ». انظر: ابن حجر: فتح الباري 2/22، وكل هذا يعني أن القراءة كانت طويلة نسبيًّا حتى ظهر النور وصار سهلًا على كل رجل أن يتعرَّف على مَنْ يجاوره، ولا بد أن يؤخذ في الاعتبار أن المساجد والطرق كانت مظلمة في هذا التوقيت. [3] البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت الظهر عند الزوال، (516)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها وهو التغليس، وبيان قدر القراءة فيها، (647). [4] أي عند قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ}[المؤمنون: 45]. [5] أي عند قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}[المؤمنون: 50]. [6] أي عند قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}[البقرة: 120]. [7] ذكر البخاري كل ما سبق في ترجمة باب الجمع بين سورتين في ركعة، والقراءة بالخواتيم، وبسورة قبل سورة، وبأول سورة، في كتاب الأذان، وروى مسلم، حديث عبد الله بن السائب t مسلم: كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، (455)، وقال ابن حجر: وَقَرَأَ عُمَرُ إِلَخْ وَصله ابن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِمِائَةٍ مِنَ الْبَقَرَةِ... قَوْلُهُ: «وَقَرَأَ الْأَحْنَفُ». وَصَلَهُ جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ لَهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: «صَلَّى بِنَا الْأَحْنَفُ» فَذَكَرَهُ... قَوْلُهُ: «وَقَالَ قَتَادَةُ» وَصَلَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَقَتَادَةُ تَابِعِيٌّ صَغِيرٌ يُسْتَدَلُّ لِقَوْلِهِ وَلَا يُسْتَدَلُّ بِهِ؛ وَإِنَّمَا أَرَادَ الْبُخَارِيُّ مِنْهُ قَوْلَهُ كُلٌّ كِتَابُ اللهِ فَإِنَّهُ يُسْتَنْبَطُ مِنْهُ جَوَازُ جَمِيعِ مَا ذُكِرَ فِي التَّرْجَمَةِ. انظر: ابن حجر: فتح الباري 2/257. [8] قال ابن حجر: الْمَثَانِي قِيلَ: مَا لَمْ يَبْلُغْ مِائَةَ آيَةٍ أَوْ بلغَهَا. وَقِيلَ: مَا عَدَا السَّبْعَ الطِّوَالَ إِلَى الْمُفَصَّلِ. قِيلَ: سُمِّيَتْ مَثَانِيَ لِأَنَّهَا ثَنَّتِ السَّبْعَ، وَسُمِّيَتِ الْفَاتِحَة السَّبع الْمَثَانِيَ لِأَنَّهَا تُثَنَّى فِي كُلِّ صَلَاةٍ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي}[الحجر: 87] فَالْمُرَادُ بِهَا سُورَةُ الْفَاتِحَةِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. انظر: ابن حجر: فتح الباري 2/257، وقيل: هِيَ الَّتِي تَزِيدُ آيَاتُهَا عَلَى الْمُفَصَّلِ وَتَنْقُصُ عَنِ الْمِئِينَ. وَالْمِئُونَ: هِيَ السُّوَرُ الَّتِي تَزِيدُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عَلَى مِائَةِ آيَةٍ. انظر: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 1/114، وللمزيد انظر: الطبري: جامع البيان 17/129-141، والماوردي: النكت والعيون 1/26، والبغوي: معالم التنزيل في تفسير القرآن 3/64، 65. [9] ابن أبي شيبة: المصنف 1/312 (3563). [10] النسائي: كتاب افتتاح الصلاة، القراءة في الصبح بالروم (1019)، وأحمد (15914)، واللفظ له، وقال شعيب الأرناءوط: حديث حسن. وقال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد 1/241، وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: «وهذا إسناد حسن، ومتن حسن». انظر: ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 6/329. [11] مسلم: كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، (458). [12] مسلم: كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، (457). [13] أحمد (21033)، وقال شعيب الأرناءوط: صحيح لغيره وهذا إسناد حسن. وابن حبان (1823)، والحاكم (875)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي، وابن خزيمة (531)، وحسنه الألباني، انظر: التعليقات الحسان 3/316. [14] البخاري: كتاب التفسير، سورة والطور، (4572)، ومسلم: كتاب الحج، باب جواز الطواف على بعير وغيره واستلام الحجر بمحجن ونحوه للراكب، (1276). [15] البخاري: كتاب الحج، باب من صلى ركعتي الطواف خارجًا من المسجد، (1546). [16] مسلم: كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، (456)، والنسائي (11651)، وأحمد (18755). [17] أبو داود: أبواب تفريع استفتاح الصلاة، باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين (816)، والبيهقي: السنن الكبرى، (4192)، وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح. انظر: خلاصة الأحكام 1/389، وقال ابن حجر: رواته موثقون. انظر: ابن حجر: نتائج الأفكار 1/435، وصححه الألباني، انظر: أصل صفة صلاة النبي ﷺ 2/435. [18] أبو داود: جماع أبواب فضائل القرآن، باب في المعوذتين (1462)، والنسائي (7848)، وأحمد (17430)، والحاكم (877)، وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 5/203 (1315). [19] البخاري: كتاب الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة فجر الجمعة، (851)، ومسلم: كتاب الجمعة، باب ما يقرأ في الجمعة، (880).
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من رحمته خفف النبي صلاة الجماعة بسبب بكاء طفل | عشق | قسم الرسول مع حياة الصحابة | 15 | 11-Nov-2024 06:49 AM |
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم | فضيلة الشيخ د/ عزيز فرحان العنزي | سلطان الزين | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 7 | 14-Sep-2023 09:50 PM |
شرح صفة صلاة النبي ﷺ بشرح واضح مُيَسَّر الشيخ د.عثمان الخميس | سلطان الزين | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 8 | 14-Sep-2023 09:50 PM |
أهلًا بوجه الصبح | عشق | • •₪• عذب الحروف لـ الشعر المنقول •₪• | 11 | 19-Jul-2023 11:27 PM |
قلبي شرب من مبسمك لذّة الصبح / أهداء للاخت نور الايمان | وشاح | ريشة ابداع بتصاميم الأعضاء الحصرية | 17 | 08-Feb-2022 06:16 PM |