شهر رمضان ووقفة مع النفس .. قلمي

عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: ( آمين آمين آمين قال يارسول الله انك حين صعدت المنبر قلت آمين أمين أمين قال: ان جبريل أتاني فقال : من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله ...... ) [ رواه الحاكم وصححه الألباني ] حديث شريف كنت أقرأه وأسمعه مراراً ويوجس قلبي خيفة ورهبة !! كيف نصوم ونصلي ونعبد الليل بكرة وعشية ثم لايغفر لنا !!؟ أجل أحبتي هناك من يصوم ويصلي ويذكر الله ولكن ليس له الا التعب والاجهاد من الصوم فهو يغضب لاتفه الاسباب يسب ويلعن ويكذب ويغتاب ويمشي بالنميمة ولايحفظ بصره عن ماحرم الله ولكنه صائم صائم عن ماذا ؟! عن الطعام والشرب فقط !! اذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والحرام والمأثم ودع أذى الناس وليكن عليك وقار وسكينة في يوم صومك ولاتجعل يوم فطرك وصومك سواء لقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ان رمضان هو النفحة الالهية الكبرى التى منحها الله لعباده في كل عام ليتوبوا ويغسلوا ذنوبهم ويتطهرون من الرجس والخطايا والذنوب مهما عظمت ففي شهر رمضان فرصة كبيرة لأن يمحوها الله عز وجل بعد اعلان التوبة وعدم العودة لما حرمه الله تعالى فليتوب العاصي ويفيق الغافل ويتذكر الناسي ويزداد الذين آمنوا ايمانا وتقربا لله عز وجل فينبغي لكل مؤمن لبيب أن لا يغفل في هذا الشهر، بل يتأهب فيه لاستقبال شهر رمضان بالتطهر من الذنوب والتوبة عما فات وسلف فيما مضى من الأيام، فيتضرع إلى الله تعالى في شهر شعبان، ويتقرب إليه بالطاعات ويُسارع إلى فعل الخيرات ونبذ التفرقة والخلافات والمشاحنات والبغضاء والحث والمواظبة على صلة الرحم والتودد الى الأهل والصحبة الكرام من الأهل و الجار حاسب نفسك على ما اقترفته من ذنوب خلال الـ 11 شهر منذ رمضان الماضي.. فلا تدخل رمضان الجديد إلا وقد تبت من ذنوب العام.. نقِّ قلبك ونظفه مما شابه من شهوات وشبهات تُب إلى الله مما نظرت له عينك بالحرام واستمعت له أذنيك وامتدت اليه يديك وسارت نحوه قدميك.. هاهي أيام الخير والبركة من رمضان تهب على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب تطبب القلوب وتنعش النفوس إذ تسلسل مردة الشياطين في هذا الشهر الكريم وتخمد نيران الشهوات بالصيام وينعزل سلطان الهوى فلم يبق للعاصي عذر، ويرتفع نداء الحق عاليا: يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي يا شموس التقوى والإيمان اطلعي يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي يا قلوب الصائمين اخشعي هيا لنبدأ فنحن الآن فى انتظار ضيف مُبارك يا ثواب من أحسن ضيافته هذا الضيف لا يود الطائعون مفارقته لأنه يقربهم من الله بوعظه لهم وكسر شوكة شيطانهم عليهم فأنعم به من ضيف كريم مبارك ان نفحات الخير ودفع العطايا في هذا الشهر الكريم أكثر من أن تعد وتحصى فهو شهر الخير والرحمة والمغفرة والعتق من النيران قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، في شهر رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار ويصفد مردة الشياطين وعصاة الجن ويكفي أن فيه ليلة القدر التي جعل الله ثواب العبادة فيها أفضل من ثواب ألف شهر العبادة تعادل 83 سنة وثلاثة أشهر الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال مخبرا عن ربه: ( يقول اللّه تبارك وتعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ( ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) فهل هناك بعد عطايا الله سبحانه عطايا وجزايا !! فهيا بنا لاستقبال هذا الشهر الفضيل أحسن استقبال اغتنموا تلك الفرصة أحبتي أسأل الله أن يبلغني رمضان و إياكم ، وأن يجعلنا فيه من العتقاء من النار ومن المقبولين وأن يختم لنا بخير ان شاء الله وأن يجمعنا مع الحبيب محمد –صلى الله عليه وسلم- في دار مقامته إن الله على كل شئ قدير. قلمي

حـُـلم ,hmsraqi ,مسگ و 2 آخرون معجبون بهذا

غَيْم ..! ,عزف منفرد