|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
||||||||
|
||||||||
وسائل تعين العبد المؤمن علي تجنب سوء الظن
سوء الظن يعني بحسب تعريفات عدد من الفقهاء وأهل العلم يعني امتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس؛ حتى يطفح على لسانه وجوارحه، ويظهر هذا بشكل واضح في الهمز واللمز والطعن والعيب والبغض، ببغضهم ويبغضونه، ويلعنهم ويلعنونه، ويحذرهم ويحذرون منه.
وقد اجتهد الفقهاء في تعريف سوء الظن حيث قال ابن كثير: سوء الظن "هو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله".. وكذلك عرف ابن القيِّم: "سوء الظن: هو امتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس؛ حتى يطفح على اللسان والجوارح".ومن جانبه عرفه الماوردي: "سوء الظن: هو عدم الثقة بمن هو لها أهل". كيف حذرالإسلام من سوء الظن؟ وقد حذر الإسلام من سوء الظن حيث قال سبحانه وتعالي في سورة الحجرات": يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ " وفي نفس السياق قال ابن كثيرمبررا نهي الإسلام عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله؛ لأن بعض ذلك يكون إثمًا محضًا، فليجتنب كثير منه احتياطًا". ووفي نفس السياق قال السعدي: "نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين، فــ "إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"، وذلك كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة، وكظن السوء، الذي يقترن به كثير من الأقوال، والأفعال المحرمة، فإن بقاء ظن السوء بالقلب، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك، بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي، ويفعل ما لا ينبغي، وفي ذلك أيضًا، إساءة الظن بالمسلم، وبغضه، وعداوته المأمور بخلاف ذلك منه" وقد اجتهد الكثير من الفقهاء والعلماء في وضع روشتة للتخلّص من سوء الظنّ حيث أوجبت علي المسلم ان يتحرّي الخير في نواياه وفي أقواله وأفعاله، وإن وقع المسلم باعتقاد الشرّ فلا بدّ له من عدم العودة إليه، إلا أنّ ذلك يتطلّب القيام بعدّة أمورٍ، استشعار العبد عِظم ذنب سوء الظن وقبحه، مع استشعار ما يترتّب عليه من العقوبة، وعدم تحمّله لها، ومن وسائل التغلب علي سوء الظن كذلك التزام تقوى الله -عزّ وجلّ- باعتبارها بوابة سحرية لإغلاق باب سوء الظنّ، والتقوى تعرف بأنّها جعل وقايةٍ وحمايةٍ بين وقوع العبد بالذنب خوفاً من الله تعالى والخشية منه، تقوي الله والتخلص من سوء الظن من وضعوا روشتة التخلص من سوء الظن شددوا علي أنّ استشعار خطورة الذنب تتحقّق بتذكّر الموت وما يكون بعده من الحساب والجزاء. تأويل ما يقال من الكلام ويحدث من الأمور تأويلاً خيّراً طيّباً، وبل وورد في ذلك قولٌ لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول فيه: "لا تظنّن بكلمةٍ أخرجت من صديقك شراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً"، حيث إنّ الأصل في أفعال المؤمن وأقواله النيّة الحسنة، فلا يجوز اعتقاد الشرّ دون أيّ دليلٍ أو برهانٍ، وبذلك تغلق طرق الشيطان في الإيقاع بين الناس، ومن وسائل مواجهة سوء الظن بالناس الصبر والتحمّل؛ أي تحمّل أفعال وأقوال مسيء الظنّ وما يصدر عنه؛ ليقدر المسلم على تحمّل الصعوبات والمشاق، اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عندما صبر وتحمّل ما قيل عن زوجته عائشة -رضي الله عنها- حتى تمّت براءتها من الله عزّ وجلّ، كما يجب ضبط النفس بعدم الستجابة لأهوائها وغرائزها التي تريدها، ولا يغيب عن وسائل مواجهة سوء الظن كذلك ضبط النفس عند الوقوع في الابتلاءات والمحن، والرضا بقضاء الله تعالى وقدره، والصبر على الطاعات الواجبة على المسلم لله سبحانه، وخاصّةً الصلوات الخمس منها. من سبل التخلص من سوء الظن ضرورة التأكد من الشخص المشكوك في أمره ، فلا يجوز الحكم على أيّ شخصٍ دون التأكد ممّا صدر عنه من كلامٍ والتأكد من قصده، فيجب على من سمع عن غيره كلاماً خاطئاً أن يصارح من صدر منه الكلام، دون إساءة الظنّ بالشخص الذي صدر عنه الكلام. التوكّل على الله عزّ وجلّ، وإحسان الظنّ به، والثقة بما عنده وبالمقادير التي قدّرها لعباده، حيث إنّ ذلك من واجبات العبد المسلم، حيث قال الله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، والتوكّل على الله تعالى يبدو حاضرا ضمن سبل مواجهة سواء الظن فالتوكّل على الله يظهر في أشكال مختلفة منها في تحقيق وتحصيل حوائج الدنيا، والتوكّل على الله في دفع المكروهات والمصائب الدنيويّة. الأمربالمعروف وتجنب سوء الظن ومن المهم الإشارة هنا إلي أهمية الحرص على إزالة الشكوك، فالواجب على المسلم أن يجنّب نفسه شكوك الناس به، ويتحرّز من وضع نفسه في مواطن الشكّ، وأن يُقدِم على الاعتذار والتوضيح والتبرير عند الحاجة. الصحبة الصالحة التي تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر تعد من الوسائل الجاد ةفي المعاونة علي التخلص من سوء الظن مصداقا لقوله تعالي : "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" ولا يغيب عنا في هذا السياق ترك تتبع عورات الناس وعيوبهم كسبيل مهم للتخلص من سوء الظم كما جاء في سورة الحجرات :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بين أشواك سوء الظن وزهور حسن الظن | وطن عمري | •₪• زاوية حرة •₪• | 13 | 28-Jan-2024 04:41 PM |
كل يرى الناس بعين طبعه | سلطان الزين | •₪• يحكى أن •₪• م | 5 | 18-Jan-2024 08:09 PM |
بالألوان تغدو الحياة اكثر جمالاً | سليدا | •₪• زاوية حرة •₪• | 10 | 30-Dec-2023 04:34 PM |
شبيه الظبي | سلطان الزين | • •₪• نــاي شــاعر •₪• | 6 | 28-Dec-2023 08:18 PM |
أمور تعين على تهذيب النفوس وتزكيتها ..! | غَيْم..! | نفحات ايمانيه | 16 | 24-Nov-2023 04:28 PM |