جميعنا نعلم أنّ الحياة مليئة بالتقلّبات، والقدرة على البقاء متفائلاً على الدوام ستساعدك على تجاوز الكثير من الأوقات الصعبة. لكن كثيرون من يجهل ما يعنيه التفاؤل حقًا. إنّه في الواقع لا يتعلّق برؤية أقواس قزح أو فراشات ملوّنة في كلّ مكان حولك، وإنما يتيح لنا التعلّم من المواقف حولنا، والعثور على الإيجابيات مهما كانت بسيطة ورؤية الفرص الجديدة في كلّ الأوقات مهما كانت صعبة.
غالبًا ما يُنظر للتفاؤل على أنّه فطرة يولد بها الشخص وتنمو معه، لكنه في الحقيقة ليس سوى مهارة مكتسبة يمكن لأيّ كان أن يطوّرها ويتمتّع بآثارها الإيجابية. فما هي هذه المهارة؟ ما هي أهميّتها؟ وهل هناك وسائل تساعدك على اكتسابها؟ هذا ما سنتطرّق للحديث عنه في هذا المقال،
تعبّر مهارة التفاؤل عن مقدرة الشخص على التحلي بالأمل والثقة بنتائج الموقف مهما بدا صعبًا. حيث يستطيع الشخص المتفائل أن يستخرج الجوانب الإيجابية من مختلف أنواع المواقف. ويميل دومًا للإيمان بأنّ هذا الموقف الصعب سينجم عنه نتائج إيجابية أكثر من إيمانه بأنّ النتيجة ستكون سلبية. حينما تكون متفائلاً، ستختلف طريقة تعاملك مع الأمور من حولك: ستتقبّل حقيقة أنّك لا تستطيع السيطرة على كلّ موقف من حولك، وأنّك بدلاً من ذلك قادر على التحكّم في طريقة تفكيرك وتعاملك مع هذه المواقف. حينما تواجهك مشكلة معيّنة، ستركّز على الأرجح على سبل حلّها، بدلاً من محاولة التحكّم في المشاعر والعواطف الناجمة عنها. سوف تنظر إلى العقبات التي تواجهك على أنها نتيجة لظروف وعوامل محدّدة وليست بسبب أنّ العالم كلّه يقف ضدّك.
ما هي أهمية التفاؤل؟ يؤمن المتفائلون بحقيقة أن أيّ موقف من حولنا يمكن أن يتغيّر، ممّا يمنحهم القدرة على المُضي قدما إلى الأمام. ليس هذا وحسب، إذ يوجد العديد من الروابط المهمّة ما بين التفاؤل والصحّة الجيدة، فقد أظهرت دراسات متنوعة أجريت على مدار السنوات أنّ السلوك المتفائل قد يقود إلى: زيادة الالتزام بالسلوكيات الصحيّة الأخرى كالتمارين الرياضية، والغذاء المتوازن. تجنّب العادات غير الصحيّة والسلوكيات الضارّة كالتدخين مثلاً. رفع جودة النوم. تعزيز القدرة على التعامل مع التوتر والعوائق في الحياة. توسيع شبكة المعارف، نظرًا لأن الأشخاص بشكل عام يفضّلون قضاء الوقت مع المتفائلين بدلاً من المتشائمين.