|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
|||||||
|
|||||||
قوت القلوب
القلوب بأنوارها الإيمانية لا بضرباتها العضلية، ونور*القلوب*هو محك الإيمان وهمّ أهل الإحسان، فبنور القلب تضيء الحياة كلها، ولما كانت الحكمة من أجل مفاتيح استنارة*القلوب*حرص عليها الأخيار وتتبعها الفضلاء في كل زمان ومكان، فهي الكنز الثمين الذي تشد له الرحال ويبذل فيه الغالي والنفيس، فسعادة القلب المستنير لا يعدلها سعادة، وهداية*القلوب*أعظم هداية، فاللهم نور بالحق قلوبنا، وثبتنا على الحق المبين.
أجمل خريطة للدنيا هي التي رسمها مهندسي الحكماء الذين يعرفون الفرق الحقيقي بين العمران والخراب، وبين متين الأساس ومن شيد على شفا جرف هار .. مهندسون خبرتهم منبثقة من التجارب، وبصيرتهم استنارت من مشكاة الحكمة، وهم أجدر الناس على وصف الطريق، وتحديد علاماته وعقباته. يقول ابن الجوزي: من تفكر في عواقب الدنيا، أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر. ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه، ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [الأحزاب:37]. تغلبك نفسك على ما تظن، ولا تغلبها على ما تستيقن. أعجب العجائب: سرورك بغرورك، وسهوك في لهوك، عما قد خبئ لك. تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم، وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم. لقد أراك مصرع غيرك مصرعك، وأبدى مضجع سواك - قبل الممات - مضجعك. وقد شغلك نيل لذاتك، عن ذكر خراب ذاتك: كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى ... ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر! فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم ... محاها مجال الرّيح بعدك والقبر! كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده، حتى نزل!. [أي نزل إيمانه ودرجته] وكم شاهدت والي قصر، وليه عدوه لما عُزل!. فيا من كل لحظة إلى هذا يسري، وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري ... كيف تنام العين وهي قريرة ؟ ... ولم تدر من أيّ المحلين تنزل؟"[صيد الخاطر، لابن الجوزي] فقوله –رحمه الله-: (وكم شاهدت والي قصر، وليه عدوه لما عُزل!) .. فهذا من نكد الدنيا، فالنفس تفرح بالمنصب ولما يعزل صاحبها تحس بمرارة أضعاف لذة وفرحة يوم توليه. وخير الفرح: الفرح بالفضائل وإن زهد فيها الناس، وتكالبوا على الدينار والدرهم، واستعاضوا بالفاني عن الباقي، فمن لم يجد متعته في الخيرات فلن يجدها في الشهوات والملذات. قال ابن عباد صاحب الوزارتين: "ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة تعدل حلاوة الوزارة حتى حضرت مجلسا لأبي القاسم الطبراني وأبي بكر الجعابي فدارت بينهما مناظرة، فكان الطبراني يغلبه بحفظه والجعابي يغلبه بدهائه، ولم يفصل لأحدهما علي الآخر، حتى قال أبي بكر الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي. قال له الطبراني: وما هو؟ قال: حدثنا أبو أحمد الحاكم حدثنا سليمان بن أحمد .. وساق حديثا .. فقال له الطبراني: أنا سليمان بن أحمد .. خذه مني عاليا! قال: فخجل الجعابي .. ووددتُ أنه لم تكن لي الوزارة، وأني فرحت كفرح الطبراني". ومن شؤم العبد أن يأتي ربه يوم القيامة وقلبه خال الوفاض من نور الإيمان، فأمثال هؤلاء في شدة من حسابهم كما كانوا في الدنيا في شدة شهواتهم، فظلمة القلب عُسرة لا تدانيها عسرة، وشدة لا تشابهها شدة. قال تعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [الرعد:18] قال إبراهيم النخعي: "سُوء الحساب: أن يحاسبَ الرجلُ بذنبه كلّه لا يغفر له منه شيء". قال الغزالي -رحمه اللّه تعالى-: وهذا إنما يرجى لعبد مؤمن، ستر على الناس عيوبهم، واحتمل في حق نفسه تقصيرهم، ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون، فهو جدير بأن يجازى بذلك.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كسر القلوب | سليدا | •₪• زاوية حرة •₪• | 4 | 25-Dec-2023 07:27 PM |
سرقة القلوب | الباز الذهبي | •₪• زاوية حرة •₪• | 10 | 25-Dec-2023 07:14 PM |
سر حياة القلوب | سليدا | نفحات ايمانيه | 7 | 25-Dec-2023 06:16 PM |
كسر القلوب | سليدا | •₪• زاوية حرة •₪• | 6 | 19-Dec-2023 07:43 PM |
كسر القلوب | الباز الذهبي | •₪• زاوية حرة •₪• | 6 | 19-Dec-2023 07:38 PM |