( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ )
قوله تعالى: { يريدون أن يطفئوا نور الله } قال ابن عباس: يخمدوا دين الله بتكذيبهم، يعني: أنهم يكذبون به ويُعرضون عنه يريدون إبطاله بذلك.
قلتُ: وكذلك التشكيك في الأحاديث الصحاح ولوي الدليل ليوافق هواهم .
وكذلك تكذيب العلماء والطعن فيهم وعدم احترامهم وتوقيرهم .
والمراد بنور الله دين كماذكره أهل العلم:هو الإِسلام الذى ارتضاه. سبحانه - لعباده ديناً وبعث به رسوله، صلى الله عليه وسلم، وأعطاه من المعجزات والبراهين الدالة على صدقه، وعلى صحته ما جاء به مما يهدى القلوب، ويشفى النفوس، ويجعلها لا تدين بالعبادة والطاعة إلا لله الواحد القهار. وقيل المراد بنور الله حججه الدالة على وحدانيته - سبحانه –
وقيل المراد به، القرآن،
وقيل المراد به نبوة النبى - صلى الله عليه وسلم - وكلها معان متقاربة.
والمراد بإطفاء نور الله محاولة طمسه وإبطاله والقضاء عليه، بكل وسيلة يستطيعها أعداؤه، كإثارتهم للشبهات من حول تعاليمه، وكتحريضهم لأتباعهم وأشياعهم على الوقوف فى وجهه، وعلى محاربته. والمراد بأفواههم. أقوالهم الباطلة الخارجة من تلك الأفواه التى تنطق بما لا وزن له ولا قيمة. والمعنى يريد هؤلاء الكافرون بالحق من أهل الكتاب أن يقضوا على دين الإِسلام، وأن يطمسوا تعاليمه السامية التى جاء بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - عن طريق أقاويلهم الباطلة الصادرة عن أفواههم من غير أن يكون لها مصداق من الواقع تنطبق عليه، أو أصل تستند إليه، وإنما هى أقوال من قبيل اللغو الساقط المهمل الذى لا وزن له ولا قيمة.