تفسير قوله تعالى: { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم... } - منتديات أحاسيس الليل

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ إعلانات احاسيس الليل ) ~
 
   

فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى


الإهداءات


العودة   منتديات أحاسيس الليل > |[ :: القسم الأسلامي:: ]| > أحاسيس القران وعلومه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 27-Jul-2021, 11:29 AM
نزف القلم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 52
 تاريخ التسجيل : Jun 2021
 فترة الأقامة : 1256 يوم
 أخر زيارة : 10-Oct-2024 (01:27 PM)
 المشاركات : 1,312 [ + ]
 التقييم : 7187
 معدل التقييم : نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفسير قوله تعالى: { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم... }




قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 34 - 39].
قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34].
بيَّن عز وجل للملائكة فضلَ آدم عليهم بالعلم، ثم أمرهم بالسجود له؛ إكرامًا له واحترامًا، وعبودية لله عز وجل.
قوله: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ﴾؛ أي: واذكر يا محمد حين قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم، اذكر ذلك بنفسك واذكُرْه وذكِّر به قومَك، وهو صلى الله عليه وسلم إنما يذكر ذلك بتذكير الله عز وجل له بوحيه إليه.
وتكلَّم عز وجل عن نفسه بضمير العظمة "نا" في هذه الآية وما بعدها؛ لأنه العظيم سبحانه وتعالى.
﴿ اسْجُدُوا لِآدَمَ ﴾ أمر منه عز وجل للملائكة بالسجود لآدم؛ أي: اسجدوا لآدم إكرامًا واحترامًا له، وإظهارًا لفضله، وعبودية وطاعة لله عز وجل.
وذلك بعد أنْ خلَقَه الله تعالى وصوَّره ونفخ فيه من روحه، كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ﴾ [الأعراف: 11]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾ [الحجر: 28 - 30]، وقال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾ [ص: 71 - 73].
وهذه منَّة عظيمة مِنَ الله عز وجل على آدم وذريته؛ ولهذا ذكَّر الله عز وجل بها محمدًا وأمَّتَه، كما في حديث أنس رضي الله عنه: ((أنت آدم الذي خلَقَك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجَدَ لك ملائكته))[1].
والسجود في اللغة: الذلُّ والخضوع لله عز وجل.
وفي الشرع: السجود على الأعضاء السبعة تذلُّلًا وخضوعًا وتعظيمًا لله عز وجل، وهي الجبهة والأنف واليدان والركبتان وأطراف القدمين.
وقد يطلق السجود على الصلاة كلِّها، كما قال تعالى: ﴿ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ ﴾ [النساء: 102]؛ أي: إذا صلَّوا فليكونوا من ورائكم، بل قد يطلق السجود على ما هو أعم من ذلك، وهو الطاعة والانقياد لله عز وجل.
﴿ فَسَجَدُوا ﴾ الفاء للترتيب والتعقيب؛ أي: فبادَروا كلُّهم بالسجود امتثالًا لأمر الله عز وجل ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34]، كما قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الأعراف: 11]، وقال تعالى في سورة الحجر: ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 31]، وقال تعالى في سورة الإسراء: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ﴾ [الإسراء: 61]، وقال تعالى في سورة الكهف: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ [الكهف: 50]، وقال تعالى في سورة طه: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى ﴾ [طه: 116]، وقال تعالى في سورة ص: ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [ص: 74].
وقوله: ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ﴾ "إلا" أداة استثناء بمعنى "لكن"؛ أي: لكن إبليس أبى واستكبر، وعلى هذا فالاستثناء منقطع، ويجوز كون الاستثناء متصلًا.
وإبليس هو الشيطان، وهو أبو الجن، سمي بهذا الاسم؛ لأنه أبلس من رحمة الله؛ أي: أيس منها يأسًا لا رجاء بعده.
وبناءً على الاختلاف في كون الاستثناء متصلًا أو منقطعًا، اختلف أهل العلم هل إبليس من الملائكة أم لا؟ على قولين:
فذهب طائفة من أهل العلم إلى أنه من الملائكة؛ لأن الله استثناه منهم في هذه الآيات.
وذهب طائفة من أهل العلم إلى أنه من الجن، وليس من الملائكة؛ لقوله تعالى: ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ [الكهف: 50]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((خُلِق إبليس من نار، وخُلِق الملائكة من نور، وخُلِق آدم مما ذُكِرَ لكم))[2].
واعتبروا الاستثناء منقطعًا، قال الحسن: "ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصَلُ الجن، كما أن آدم أصل الإنس"[3].
قال ابن القيم: "والصواب التفصيل في هذه المسألة، وأن القولين في الحقيقة قول واحد، فإن إبليس كان مع الملائكة بصورته، وليس منهم بمادته وأصله، كان أصله من نار، وأصل الملائكة من نور، فالنافي كونه من الملائكة والمثبِت لم يتواردا على محلٍّ واحد"[4].
وقال ابن كثير[5]: "والغرض أن الله تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم، دخل إبليس في خطابهم؛ لأنه - وإن لم يكن من عنصرهم - إلا أنه كان قد تشبَّه بهم، وتوسم بأفعالهم؛ فلهذا دخل في الخطاب لهم، وذم في مخالفة الأمر".
وعلى هذا؛ فيجوز كون الاستثناء متصلًا أو منقطعًا.
﴿ أَبَى ﴾؛ أي: امتنع من السجود ﴿ وَاسْتَكْبَرَ ﴾ "استكبر" أبلغ من "تكبَّر"؛ لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى غالبًا، فالاستكبار: شدة الكِبر وغايته؛ أي استكبر عن الانقياد لأمر الله، وتكبَّر على آدم، فاستنكف عن اتباع الحق، وتعاَظَم على الخلق، كما قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ [الأعراف: 12، 13]، وقال تعالى في سورة الحجر: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الحجر: 32 - 35].
وقال تعالى في سورة الإسراء: ﴿ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 61، 62].
وقال تعالى في سورة ص: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [ص: 75 - 78].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((الكِبرُ بطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس))[6].
﴿ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾"كان" مسلوبة الزمان، تفيد تحقيق اتِّصاف إبليس بالكفر، فجمَعَ إبليس لعنه الله بين عدم الانقياد لفعل ما أمَر الله به من السجود لآدم، والاستكبارِ عن قَبول الحق واتباعه، والتعاظم على آدم وعلى الخلق، والكفر.
قال السعدي[7]: "وهذا الإباء والاستكبار نتيجة الكفر الذي هو منطوٍ عليه، فتبيَّنت حينئذٍ عداوته لله ولآدم، وكفرُه واستكباره".
[1] سبق تخريجه.
[2] سبق تخريجه.
[3] أخرجه الطبري في "جامع البيان" (1/ 539- 540).
[4] انظر "محاسن التأويل" (1/ 291).
[5] في "تفسيره" (1/ 110).
[6] أخرجه مسلم في الإيمان (9) والترمذي في البر والصلة (1999)- من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
[7] في "تيسير الكريم الرحمن" (1/ 73).
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم



 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير قوله تعالى: { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن...} نزف القلم أحاسيس القران وعلومه 14 16-Nov-2024 04:39 AM
تفسير قوله تعالى « فويل للمصلين » البارونه أحاسيس القران وعلومه 12 16-Nov-2024 04:37 AM
قوله صلى الله عليه وسلم المرأة عورة سلطان الزين قسم الرسول مع حياة الصحابة 10 11-Nov-2024 06:30 AM
اكسسورات لأجل أدم سليدا أهتمامات أدم 15 18-Oct-2024 06:26 PM
عظمة القلوب في زمن مليء بأصحاب الوجوه المتعددة الباز الذهبي •₪• زاوية حرة •₪• 5 25-Dec-2023 07:29 PM


الساعة الآن 01:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009