♦ الآية: ﴿ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: طه (51)، (52).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: سأله فرعون عن أعمال الأمم الماضية وهو قوله: ﴿ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى ﴾ الماضية؟ فأجابه موسى عليه السلام بأن أعمالهم محفوظة عند الله، يجازون بها وهو قوله: ﴿ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ﴾ وهو اللوح المحفوظ ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي ﴾ لا يخطئ، ومعناه: لا يترك مَنْ كفر به حتى ينتقم منه ﴿ وَلَا يَنْسَى ﴾ مَنْ وحَّدَه حتى يجازيه.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قال فرعون: ﴿ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى ﴾، ومعنى البال: الحال؛ أي: ما حال القرون الماضية والأمم الخالية مثل قوم نوح وعاد وثمود فيما تدعونني إليه؛ فإنها كانت تعبد الأوثان وتنكر البعث.
قال موسى: ﴿ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ﴾؛ أي: أعمالهم محفوظة عند الله يجازي بها، وقيل: إنما رد موسى علم ذلك إلى الله؛ لأنه لم يعلم ذلك، فإن التوراة أنزلت إليه بعد هلاك فرعون وقومه.
﴿ فِي كِتَابٍ ﴾؛ يعني: في اللوح المحفوظ، ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي ﴾؛ أي: لا يخطئ، وقيل: لا يغيب عنه شيء ولا يغيب عن شيء، ﴿ وَلَا يَنْسَى ﴾ ما كان من أمرهم حتى يجازيهم بأعمالهم، وقيل: {لا ينسى}؛ أي: لا يترك الانتقام، فينتقم من الكافر، ويجازي المؤمن.