الجدَّة القاتِلة !

ليوناردا جنجولي الجدَّة التي صنعت بجثث ضحاياها الكيك والصابون!

أبصرت ليوناردا النور عام 1894 في بلدة صغيرة تُدعى مونتيلا بالقُرب من مدينة نابولي الإيطالية؛ كانت ولادتها ثمرة تعرض أمّها للاغتصاب على يد أحد رُعاة الماشية، فأجبرها أهلها على الزواج مِن مغُتصبها، بعد ظهور بوادر الحمل عليها دَرءًا للفضيحة!

مِمَّا جعل مشاعر الأم تجاه ابنتها يشوبها الكثير من الفُتور والنُّفور، وتأزَّمت العلاقة أكثر بين الأم وأبنتها بعد موت والدها وزواج الأم برَجُل آخر، فأصبحت (ليوناردا) وحيدة منبوذة حتَّى مِن قِبَل أشقائها وشقيقاتها، وانعكس ذلك كله على صحتها ونفسيتها!

ذاع صِيت (ليوناردا) بسبب جرأتها وسُوء سُمعتها؛ ففي عام 1917 تزوجت لكن الزواج لم يُحسِّن من سلوكها كثيرًا، بلْ ربما زادها شراسة ومشاكسة، فسُجِنت أكثر من مرة مما اضطرها للانتقال إلي بلدة "كوريجيو" بشمال إيطاليا؛ وهناك تبدلت أحوالها كثيرًا، حيث افتتحت دُكانًّا صغيرًا لبيع الملابس والخردوات، واكتسبت شعبية كبيرة لدى السكان الذين لم يكونوا يعلمون شيئًا عن ماضيها، فكُل ما عرفوه عنها هو أنها سيدة طيبة ومثابرة، وزوجة وأم محترمة، وربة بيت مدبرة تصنع الصابون في المنزل، وتعُد كعكًا لذيذًا، ولها دراية بقراءة الكف والطالع والوصفات السحرية!

عُرِف عن (جنجولي) شدة حبها لأبنائها وحرصها الكبير عليهم، ولهذا فأن دخول إيطاليا للحرب العالمية الثانية صار بمثابة الكابوس بالنسبة لها، فأصبحت مرعوبة من أن يتم استدعاء ابنها الأكبر (جوزيف) للخدمة في الجيش، وكان ذلك بمثابة ناقوس الخطر لـ (جنجولي) التي قرَّرت بأن الوقت قد حان لتقديم أُضحِية بشرية من أجل إنقاذ ولدها المحبوب حسب اعتقاده، فبدأت سلسلة جرائمها!

حرصت على اختيار ضحاياها بعناية كبيرة من بين النِّساء المترددات عليها لتساعدهن في حل مشاكلهن من خلال ما عُرف عنها من قراءة الكف والتنجيم وما أشاعته عن نفسها من أنها ذات نفوذ ولها علاقات خارج البلدة!

توالت ضحايا ليوناردا اللائي كانت تخدرهن وتستولي علي مدخراتهن ثم تقطع أوصالهن وتصنع من دمائهن الكعك، وباقي أجسادهن تحولها ببراعة لصابون ذاع صيته وتكالب علي شراءه سكان بلدتها جميعًا!

ومن المذهل أن كل هذه العملية لم تكن تستغرق منها سوى 12 دقيقة فقط!

لم يفتضح أمرها إلاَّ بعد قتلها لمغنية تُدعى (فيرجينيا كاجوبو)، والتي كانت تتمتَّع بقدر من الشُّهرة والجمال، والتي لجأت إليها كعرَّافة لتساعدها في العودة إلى أيام مجدها، فانتهى بها المطاف إلى قِدر الصابون بعد أن سلبتها جنجولي جميع مدخراتها!

اختفاء المغنية دفع الشرطة للبحث بجدية أكبر وحامت الشكوك حول ليوناردا بعد مشاهدات للضحية وهي تدخل بيتها.

وبتهديدها بتوجيه تهمة الاختطاف إلى ابنها جوزيف، انهارت واعترفت بكل شيء!

شغلت محاكمة ليوناردا جنجولي الرأي العام الإيطالي بأسره، وطغت أخبارها لفترة على أخبار المعارك المحتدمة في جبهات القتال!

ثُم حُكِم عليها بالسجن لمدة 33 عام!

وفي النهاية ماتت وحيدة في المصحة العقلية عام 1970 ودُفِنت في مقبرة الفقراء والمُشرَّدين في بوزولي؛ ولم يسأل عنها أولادُها التي ادَّعت أنها تقتل لحمايتهم!

حـُـلم ,الجرح ,عطر المساء و 2 آخرون معجبون بهذا

الحر ,غَيْم..!