|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
|||||||
|
|||||||
الفاتحة والثبات على الإيمان واليقين
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاةُ والسلام على مَنْ بعثهُ الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، أما بعد: ففي ختام هذه الدروس المختصر لأعظم هدايات آيات سورة الفاتحة: يجدر - أيها الأخوة - أنْ نختم هذه الدروس بأعظم الوصايا في زمن الفتن والمحن، وذلك بالثبات على الإيمان واليقين، والقرآن العظيم من أعظم المثبتات عند تلاطُم الفتن، وتتابع المحن، وكثرة التسرب في الإيمان، وضعف اليقين في الناس. وكون القرآن مثبتًا للقلوب منصوصٌ عليهِ في آياتهِ الكريمة؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [النحل:102]، وسنقف – أيها الكرام - إجمالًا على بعضِ صور التثبيت في القرآن: فمنها: الإخبارُ بأنَّ الملك ملك الله، وأنَّ الأمر أمرهُ سبحانه، فلا يخرج شيءٌ عن إرادتهِ وقدرهِ، ﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴾ [الأعراف:54]، عندها يمتلئ قلب المؤمن إيمانًا ويقينًا وثقةً في محبة الله للمؤمنين، فهو وليُّهم ومولاهم وناصرهم، فلا مكان في قلوب المؤمن للخوف والحزن واليأس والقنوط والإحباط، ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج:78]. ومن صور التثبيت في القرآن:ما تضمنهُ من أنَّ ابتلاء أهل الإيمان سُنَّة ماضية؛ لتمحيص القلوب وتنقية الصفوف من المنافقين وطُلاب الدنيا، فلا يبقى إلا مَنْ صدق مع الله، ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت:2]. ومن صور التثبيت في القرآن:ما تضمنهُ من ذِكر وعد الثابتين على الإيمان، وذلك بطمأنينة القلب في الدنيا والجزاءِ العظيم في الآخرة، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:97]. أيها الكرام، مما ينبغي لنا أنْ نعلمهُ أنَّ الوسائل المعينة على الثبات نوعان: وسائلٌ تزيد في الإيمان واليقين، فسورة الفاتحة جاء فيها طلب الهداية إلى الصراط المستقيم، والمسلمُ في كل صلاةٍ لا بد أنْ يدعو ربهُ جَلَّ وَعَلَا بهذه الدعوة ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة:6]، فإذا هداك الله وإلى صراطهِ زاد إيمانُك، ورسَخ يقينُك، وكان ثباتك على الدين، فاللهم إنَّا نسألك الثبات. والنوع الثاني من الوسائل المعينة على الثبات:معرفة الوسائل العاصمة للعبد من الوقوع في الفتن، فمَنْ يتحلَّى بالصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله نجا من الفتن، فبالصبرِ واليقين تُنال الإمامة في الدين، وصدق الله إذ قال: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر:10]. فإذا جمع العبدُ مع الصبر اللجوءَ إلى الله، والتضرع إليهِ، وذلك الاستعادة بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، عصَمه الله ونجاهُ من الفتن، صحَّ عن النبيّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهُ قال: «تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن». فإذا لازم العبد الدعاء والصدق في مراقبة الله وحفظهِ،وابتعد بعقلهِ وجسدهِ وروحهِ عن مواطن الفتن، فلا يتعرَّض لها، ولا لشيءٍ من أسبابها، فعندها والله يصفو الحال لهذا القلب، فيذوق طعم الإيمان ويثبت على طاعة الرحمن. اللهم إنَّا نسألك يا ذا الجلال والإكرام لنا ولإخواننا المسلمين الثبات على الدين، والعصمة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين. محمد بن سند الزهراني
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الاستشفاء بسورة الفاتحة | همس الاحساس | نفحات ايمانيه | 28 | 23-Nov-2024 11:06 AM |
أسماء سورة الفاتحة | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 12 | 16-Nov-2024 04:38 AM |
الفاتحة وشرط الإخلاص | نواف | أحاسيس القران وعلومه | 16 | 30-Jan-2024 05:49 PM |
فضائل سورة الفاتحة ' | عشق | أحاسيس القران وعلومه | 14 | 13-Dec-2023 08:07 PM |
سورة الفاتحة | سلطان الزين | أحاسيس القران وعلومه | 24 | 21-Sep-2023 04:33 PM |