قصة - لعبة ُ الشطرنج - منتديات أحاسيس الليل

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ إعلانات احاسيس الليل ) ~
 
   

فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى


الإهداءات



•₪• يحكى أن •₪• م ● هنا واحة تحتضن ما أعجبكم من القصص والروايات والكتب والمقالات المنقولة ( كتابية أو فيديوهات )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-Sep-2023, 02:56 PM
* السلطان * غير متواجد حالياً
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 263
 تاريخ التسجيل : Feb 2022
 فترة الأقامة : 1017 يوم
 أخر زيارة : 02-Oct-2024 (10:38 AM)
 المشاركات : 189,423 [ + ]
 التقييم : 154198
 معدل التقييم : * السلطان * has a reputation beyond repute* السلطان * has a reputation beyond repute* السلطان * has a reputation beyond repute* السلطان * has a reputation beyond repute* السلطان * has a reputation beyond repute* السلطان * has a reputation beyond repute* السلطان * has a reputation beyond repute* السلطان * has a reputation beyond repute* السلطان * has a reputation beyond repute* السلطان * has a reputation beyond repute* السلطان * has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

اوسمتي

افتراضي قصة - لعبة ُ الشطرنج



قصة - لعبة ُ الشطرنج

-
أقفُ على الجسر ، منذ ساعة ، لا أفعلُ شيئاً ذا قيمة ، غير أنني أنفخُ من دخان الأرجيلة الإلكترونية. أنظرُ إلى المدينة المضاءة في الليل. تعبرُ بقربي سيارات مستعجلة و ينبعثُ صداها من البعيد. القمرُ أصابهُ الخسوف في كبد السماء، فتشقق نصفه الأسفل و تلاشى كأنما التهمهُ الليلُ الجائع بنهمِ العتمةِ . أمدّ يدي و أتحسسُ برودة العِقد الفضي في جيبي، ربما لأذكّر نفسي بالموعد بعد ساعة و نصف من الآن. اشتريتُ تذكرتين للحفلة الموسيقية أيضاً، درجتُ في الآونة الأخيرة أن أبتاعَ نسختين من أي شيء، كتابان ، علبتا نوتيلا ، تذكرتان لأي حفلة عامة تُقام، إلخ ...
تتهادى على خدي نسائمٌ لطيفة. جُل ما أشمه رائحة التمباك الذي يمتزج بالهواء حولي، أحتاجُ أن أهدأ ، المزيد من التوتر لا يفيد. أخبرتُ سيدة محترمة قبل فترة التقيتُ بها في مطعم وسط جمعٍ من الأصدقاء ، و بينما نحن نتجاذب أطرافَ الحديث ، أنه من عادتي أن أشربَ فنجاناً كبيراً من القهوة إذا استعصى عليّ النوم. ضحكتْ من قلبها ثم بادرتني قائلة ً: " لماذا كل هذا القلق إذن ؟". لا شيء ، إنه فقط مغمّس في لُب الأفكار و ينبضُ بالخوف. أمرٌ أعقد من أن يفسّر أو يُعلل.
مشيتُ بإتجاه سيارتي، رفعتُ ذراع المكبح الآلي و ضغطتُ على الدواسة فانزلقت السيارة على الإسفلت ثم اختفتْ داخل النفق. قررتُ أن أطلبَ قهوة سريعة في ستاربكس ، لن تطول جلستي هناك ، سأقرأ الفصل الأخير من " مذكرات من العالم السفلي " لدستويفسكي بإهتمام و ظني أنه ليس بالكبير. و لحسنِ الحظ ، عثرتُ على طاولة فارغةبعد أن وقفتُ أمام الموظف أجيلُ عيني في أنواع القهوة المكتوبة على العارضة في الأعلى. جلستُ على الكرسي و بيدي عبوة القهوة الساخنة. أفرغتُ جيبي من محتوياته ، العِقد الفضي المنحوت بكلمة " Love " و التذكرتان المُجعدتان و مفاتيح و بعض الصرافة المتبقية.
مررتُ بنظري على سطور الرواية ، كم شتتني هذه الرواية و أضاعت صوابي لكنها ممتعة لأي شخص يعتقد أنه لا يستطيع أن يبدأ في حياتهِ من جديد. الإحساس المفرط في ثنايا الرواية عن التعساء و المهانين في الحياة يبعثُ في النفس الأمل أن تشرع من جديد و أن تنضو عنها بذاءات الواقع و انحطاط القيم. و لهنية ، لم أدرك أن شخصاً ما يقف خلفي إلى اللحظة التي حطّ فيها كفهُ الثقيلة على كتفي و هزّني.
- فرصة حلوة ! ، كيفك ؟ ، يا رجل لو قلنا مليون ليرة !. و قهقه بوجهه المجدور ناثراً من فمه نشيشاً من البصاق.
- جداً مبسوط برؤيتك. مصادفة ، لدي موعد بعد ساعة تقريباً ، و قلتُ لنفسي لا بأس بفنجان قهوة سريع ممكن أن يوقظني قليلاً و أتنشط. أنتَ كيف حالك؟ ما أخبارك ؟.
- لا سلام و لا كلام ! ، قم ، الظاهر أنك أصبحت خامل بعد فترة غيابك. و بدأ يصيح كعادته ، و قمتُ لكي لا تحدث فضيحة بسببه ، إذْ بدأت بعض الوجوه في المقهى تتطلعُ نحونا بفضول و استغراب.
- طيب على الأقل خبّرني إلى أين ؟.
- يوجد لعبة شطرنج ساخنة فوق. الشباب يتراهنون و أريدك أن تظهر لهم مهارتك في اللعب. أنا أعرفك من أيام المدرسة !
- كل شيء تبخّر ، لم أعد أمارس اللعبة مثل قبل . عدا أنني مستعجل و الوقت يمضي بسرعة.
و حانتْ منه نظرة إلى رواية دستويفسكي المطروحة على الطاولة، فقال مستنكراً ساخراً يملؤه العجب:
- طبعاً يا سيدي ، الذي يقرأ دستويفسكي رأسه سوف تتبخر بحالها. ماذا تبقى منكم أيها الشباب المثقف الغير نافع !
و ضحكتُ لأجله ، بينما كان يجذبني من ذراعي و يدفع بي على الدرج بإتجاه الطابق الثاني.
ضجّ الجمعُ المتكوم حول الطاولات و قد بشّ بعضهم و جاؤوا يسلمون و يرحبون.
كانت الصالة مفتوحة من الجوانب و ذات سقف بإضاءة ناعمة تنبعثُ من مصابيح متدلية كعناقيد العنب.
هتفَ واحدٌ لا أعرفهُ من قبل:
- يا رجل صاحبك صدّع رأسنا بك و كأنك ماغنوس كارلسن بجلالة قدره.
و أضافَ آخر بقربه و هو يطرق بخاتمه على سطح الطاولة فيصدرُ صوتٌ كالخدش الحاد:
- يمين أحاسب عليه ، أنا الأول يا شباب ، لن يستغرق مني الأمر أكثر من خمس دقائق !
و جلستُ لا أدري ماذا أفعل، حقاً لقد نسيتُ كيف يجري اللعب ، فالأمر الذي لا تمارسه يَصعُب عليك مع مرور الأيام.
اختار الخصمُ الحجارة البيضاء و بدأ بالخطوة الأولى. رددتُ في رأسي ، الوزير له كل الحركات و في كل الإتجاهات، الحصان على صور حرف " L " ، أما القلعة ف ..
سحبَ كرسيه أكثر نحو جسده و أركى ساعديه فوق الطاولة و بدأ يزرّ عينيه بتركيز كبير نحو الرقعة.
- حرّك الفيل أكثر يا رامي، قطري يسار ..
- لا تتدخل. الرجاء ، اترك اللعبة نزيهة. انظر بصمت.
و جالتْ أصابعهُ تنقلُ القطع من جهة إلى جهة و أنا أحاول أن أتدارك الوضع قدر المستطاع. كان ماهراً في اللعب ، لديه فطنة و نباهة عالية.
أدركتُ أنني تورطتُ بالمشاركة و لكن للأسف متأخراً. التجأتُ لخطة دفاعية أخرج بها بأقل الخسائر. لدي فيل و حصان و ثلاثة جنود منقوصين و بحوزة الخصم.
رشفَ القليل من القهوة ، و قد تهيّأ لي أنه احتفظَ بها بين شفتيه و لم يبلعها. جحظت عيناه و راحت كفه مشعرة تستكمل اللعب ..
شمّر قميصه. سمعتُ بعض الشباب يحّمسونه بتأوهات صاخبة مزمجرة. قبضَ على وزيري بأصابعه على حين غرّة ، فاستهجنتُ ذلك ، و كأنما لم أدرك الذي حدث إلا عندما لمحتُ ابتسامة ساخرة تعلو شفتيه و هو يردد :
- كش كش ، أو إذا أحببت أحكي لها بالإنجليزية ! ، صحتين. يا سعيد كم أخذت وقت هذه اللعبة؟.
و قام من مقعده مزهواً يمشي فارداً كتفيه و يتباطأ بخطوته على الأرض.
مسحتُ عرقي بالمنديل. لم يكن لدي معلومة كم استغرقَ اللعب من مدة. و فجأة ًجاء الرد من سعيد الذي لا أعرفه:
- ساعة بالضبط يا أمير ! ، و شخر بفمه و جعلَ يغنيّ و يصفق.
- ساعة كاملة ؟ . ندهتُ بداخلي. نظرتُ إلى ساعة يدي. صحيح ساعة كاملة ، و الآن ماذا بوسعي أن أفعل؟.
رأيتُ صديقي ذاك الذي لقيني أول الأمر يمدّ إلي بالهاتف المحمول و يقولُ:
- على فكرة. جاءك اتصال و أنا ضغطتُ على زر الصامت. أكثر من مرة رنّ ..
- شكراً ! هذا الذي كان ينقصني ، بالضبط هذا هو !.
و جمعتُ أغراضي على عجلٍ و ركضتُ نحو السيارة. تصفحتُ مذكرة الهاتف بقلق. اتصالات كثيرة وصلتني من صديقتها. لقد احتفلتا معاً بعيد ميلادها، ضاع الموعد و حضرتي ألعب الشطرنج. حدستُ أن لا جدوى ترجى من الذهاب. صففتُ السيارة إلى جانب الطريق و شغّلتُ الأضواء الرباعية. في حالة اتصالي الآن سوف ترد " ش " علي و تتهمني أنني لا أقدّر و أضيع الفرص دائماً. كان الشوق يلتهب بداخلي فأجريتُ الإتصال لكن سرعان ما جاءني الرد بالفصل. انشغل الخط فجأة ً. نظرتُ إلى مؤقّت السيارة فألفيتهُ يشير إلى العاشرة و النصف. محظوظٌ جداً أنا ، لا داعي لكي أجرب ، خبِرتُ خيباتي ! . و أحسستُ بالإعتصار يمورُ داخلي بالألم. أمسكتُ الهاتف من جديد و عزيّتُ نفسي بالنظر إلى تلك العينين ، الوجه الذي يبستم كأنما يرتجف ، إلى ذلك الشلال المحرّم الذي أخافُ عليه من نفسي. و أتذكرُ أول يومٍ التقينا فيه ، و أتذكرُ يوم افترقنا بصمتْ. لم أقل لها وداعاً و لم تفعل هي. فقط سيارة بيضاء غابت في شارع المدينة و مضيتُ خلفها أبحثُ سنتين كاملتين دون هداية.
و ها هي تظهرُ من جديد تحتفلُ بعيد ميلادها، أتراها ابتسمتْ ؟ ، غابَ الفرحُ في عينيها و اختبأ في دغلٍ صغير من الكحلِ الكثيف حول الأحداق ؟. مالتْ برأسها على كتفها مثل زنبقة و زمّت شفتيها النديّتين مضمرة ًنابينِ أحسُ بهما ، في الماضي العزيز ، يسقطانِ عن صدري. ماذا بدرَ مني حتى ... ؟
و اهتزّ الهاتف على غير وعي مني. وصلتني رسالة من صديقتها.
" أين أنت ؟. نحن غادرنا الكافيه قبل قليل ، انتظرتُ تظهر يا باشا ! ، الغلطة غلطتي في النهاية .. سنتجه الآن إلى ملتقى الرصد ، إذا أحببت تعال ، هذا الشيء يرجع لك بالتأكيد ..
ملاحظة : أحاول أن لا أشعرها أنك ستكون معنا."
مضيتُ أحاول أن ألحق بهما. كيف سأصل الملتقى ؟ ، إذا سلكت هذا الجسر سوف أعلق في الأزمة، إذا اخترت النفق ، أيضاً سأعلق في الأزمة ! ..
حللتُ المكبح الآلي فانزلقتْ السيارة على الإسفلت من جديد.
صادفتني بعض الأزمات و لكن الذي أخّرني هو بُعد المسافة. وصلتُ أخيراً ، ركنتُ السيارة في أول فراغ موجود في منطقة الإصطفاف. حملتُ الأغراض بحرص مثل الذي يحمل رضيعاً بين يديه و نزلتُ أجيلُ بصري في كل مكان. العتمة تفردُ ثوبها الواسع على الأرجاء. لا بد أني مجنون ! ، منْ يستطيع أن يرى وجه فتاتين وسط هذا الظلام ؟. سأرفعُ الهاتف و أحاول أن أكشف. حشد ضخم من الهواة و المهتمين و الخبراء انضموا إلى فعالية رصد القمر. و المثير حقاً في الأمر أن بعض الأشخاص كانوا يلتقطونَ صوراً في العتمة بواسطة تقنية الفلاش، فكنتُ أتمهلني كي أتبينَ الوجوه ، ثم أتهيب الإحراج فأتابع المشي من جديد.
هل عدلن عن رأيهن ، فعادتْ إلى منزلها ؟. لا أعرف. ربما لن أجدها هنا ، بات عبثاً أن أدورَ كمن ينشدُ الفراغ.
و فجأة ًأحسستُ بالمساحة الممتدة في العتمةِ إلى لا نهاية ، رقعة ً، و ذلكم القمر الأبيض المتماهي بالسواد حجراً على وشكِ السقوط. في تلك الحظة المدهشة بالضبط ، تناهى لسمعي صوتها تضحكُ بفرحٍ عارم .. فإذا بي أذوبُ في شيءٍ عميق و دافىء.



 توقيع : * السلطان *









رد مع اقتباس
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لص يسطو على بنك بمسدس لعبة همس الاحساس • •₪• أخبار وأحداث العالم •₪•• 6 31-Mar-2024 12:46 PM
لعبة الحياة ..! غَيْم..! •₪• زاوية حرة •₪• 8 29-Mar-2024 10:00 PM
اميرة الشطرنج الغامضه. Faisal •₪• حــكي الغــيم •₪• 14 02-Feb-2024 06:14 PM
لعبة النسيان الباز الذهبي •₪• زاوية حرة •₪• 12 25-Dec-2023 07:20 PM


الساعة الآن 02:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009