|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
ثمراتُ الإيمانِ باسم الله تعالى الشافي ..!!
{ ثمراتُ الإيمانِ باسم الله تعالى الشافي }
ثمراتُ الإيمانِ بهذا الاسمِ الكريم[9]: 1- لا شافي إلا اللهُ: فإِنَّ الشِّفاءَ مِن الأمراضِ لا يحدُثُ بالطَّبيبِ وخبرتهِ، أو بالدَّواءِ وقُوَّتِهِ، وإِنَّما يحدُثُ بإذنِ اللهِ وَحدَهُ، ومن ذلك قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ»[10]. وإلى هذا أشارَ جبريلُ؛ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم حين عادَهُ في مرضِهِ، فعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه؛ أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: «يَا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ[11] أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ»[12]. فجبريلُ هو خيرُ الأطبَّاءِ مِن الخلْقِ؛ لأنَّهُ يُعالِجُ بالوحي، والمريضُ هو خيرُ النَّاسِ، وأطيبُهم بدنًا ونفسًا، وهو رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، والدَّواءُ هو خيرُ الدَّواءِ؛ لأنهُ رقيةُ (باسم اللهِ الشَّافي)، ومع ذلك فإنَّ جبريلَ؛ يتَبَرَّأُ مِن حَولهِ وقوَّتِهِ إلى حَولِ اللهِ وقوتِهِ، ويقولُ: «اللهُ يشفيك»؛ أي: إنَّ الرُّقيَةَ منِّي ولكنَّ الشفاءَ كُلَّهُ من اللهِ وَحدَهُ. وكذلك ما أَكرمَ اللهُ بهِ نبيَّهُ عيسى مِن شفاءِ المرضَى، وإبراءِ الأعمى فيُبصرُ، والأبرص فيُشفى، وحتَّى إحياءِ الموتى، ولكنْ هذا كلُّهُ بإذنِ اللهِ، وهذا ما قالهُ نبيُّ اللهِ عيسى؛ في قولهِ تعالى: ï´؟ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ï´¾ [آل عمران: 49]. وفي قصَّةِ أصحابِ الأُخدودِ؛ عندما جاء جليسُ الملكِ وقد عَمِيَ إلى الغلامِ المؤمنِ بهدايا، وقال له: «مَا هَهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ تَعَالَى»[13]. ولذلكَ مِنَ الخطأِ العظيمِ أن يقولَ الرَّجُلُ: لولا الطبيبُ فلانٌ لما شُفيتُ، ولولا الدواءُ كذا ما عُوفِيتُ، فإنَّ الأسبابَ لا تعملُ وحدَهَا، ولكنها تعملُ بإِذنِ اللهِ وتقديرِه؛ لأنَّه خالِقُها ومُقدِّرُهَا، فما نَزلَ المرضُ إلا بإذنِ اللهِ، وما نزلَ الدَّواءُ والشِّفاءُ إلا بإِذنِ اللهِ، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما أنزلَ اللهُ داءً إلا أنزَلَ لهُ شِفاءً»[14]. وقال أيضًا: «لكلِّ داءٍ دواءٌ، فإذا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرأَ بإذنِ اللهِ عز وجل»[15]، فكم مِن مريضٍ عُوفي بإذنِ اللهِ بعدما عجزَ الأطباءُ أمامَ مرضِهِ، وكم مِن طبيبٍ أُصيبَ بالمرضِ الذي كان يُداوِي منه النَّاسَ، وكان فيه هلاكُه، ولم يَجِد من يُداويه، ولله دَرُّ القائلِ: قُلْ لِلْمَرِيضِ عُوفِيَ بَعْدَمَا عَجَزَتْ فُنُونُ الطِّبِّ مَنْ عَافَاكَا قُلْ لِلصَّحِيحِ يَمُوتُ لَا مِنْ عِلَّةٍ مَنْ بِالمَنَايَا يَا صَحِيحُ دَهَاكَا قُلْ لِلطَّبِيبِ تَخْطَّفْتْهُ يَدُ الرَّدَى يَا شَافِيَ الأَسْقَامِ[16] مَنْ أَرْدَاكَا 2- المرضُ جنديٌّ مِن جنودِ اللهِ: فإِنَّ اللهَ تبارك وتعالى خلَقَ الخلْقَ صالحِين لِعبادتِهِ، صحَّحَ أبدانَهُمْ للقيامِ بذلك، وأسبغَ عليهم نِعَمَه ظاهرةً وباطِنةً لعلَّهم يشكرون، فإنْ أطاعوه زادَهُم، وإنْ عصَوْهُ عاقَبهُمْ؛ لقوله تعالى: ï´؟ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ï´¾ [إبراهيم: 7]. وممِا جعلَه اللهُ سببًا للثوابِ والعقابِ أيضًا هو المرضُ؛ فقد يكُونُ المرضُ سببًا لمغفرةِ، بل ودخولِ الجنَّةِ، وقد يكُونُ عقوبةً وانتقامًا لمَن عصَى اللهَ عز وجل في الدُّنيا قبْلَ الآخرةِ. 3- المرضُ رحمةٌ مِن اللهِ بالمؤمنينَ: فإِنَّ اللهَ يرَحَمُ به عبادَهُ المؤمنين فيغفرُ لهم به الخطيئاتِ، ويرفعُ به الدَّرجاتِ، ويُسكِنُهم الجنَّاتِ، فمِنْ ذلك: مغفرةُ الذنوبِ: عن أبي سعيدٍ الخدريِّ وأبي هُريرةَ رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما يُصيبُ المسلمَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حَزنٍ، ولا أذَىً ولا غَمٍّ حتَّى الشَّوكة يُشاكُها، إلا كفَّر اللهُ بها مِن خطاياه»[17]، والوَصَبُ: المرضُ. وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: دخلتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُوعَكُ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنك تُوعك وعكًا شديدًا، قال: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ»، قُلْتُ: ذلك أنَّ لك أجْرَين؟ قال: «أجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذَىً، شَوْكَة فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا»[18]. النَّجاةُ مِن النَّارِ: عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه عادَ مريضًا ومعه أبو هُريرةَ مِنْ وعكٍ كان به، فقال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبشِرْ، إنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: نَارِي أُسَلِّطُها عَلَى عَبْدِي المُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا؛ لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ فِي الآخِرَةِ»[19]. المريضُ يظفَرُ بمعيَّةِ اللهِ: عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟»[20]. دخولُ الجنَّةِ: عن أنسٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ اللهَ عز وجل قال: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُه عَنْهُمَا الجَنَّةَ»[21]. بحبيبتيه؛ أي: عينيه. وعن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، قالَ: قال لي ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ألا أُريكَ امرأةً مِنْ أهلِ الجَنَّةِ؟ فقلتُ: بلى، قال: هذه المرأةُ السَّوداءُ أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنِّي أُصرعُ وإني أتكشَّفُ[22]؛ فادعُ اللهَ تعالى لي، قال: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُعَافِيَكِ»، فقالت: أصبِرُ، فقالت: إني أتكشَّفُ؛ فادْعُ اللهَ ألَّا أتكشَّفَ، فدعا لها[23]. والجَنَّةُ في عيادةِ المرضى: عن عليٍّ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما مِن مُسلمٍ يَعُودُ مُسلمًا غُدْوةً إلا صلَّى عليه سبعونَ ألفَ ملكٍ حتّى يُمْسِي، وإنْ عادَهُ عشيَّةً إلا صلَّى عليه سَبعون ألفَ مَلكٍ حتى يُصْبحَ، وكان له خريفٌ في الجَنَّةِ»[24]. غُدْوةٌ: ما بين صلاة الصُّبحِ وطلوعِ الشمسِ، العشِيَّةُ: آخرُ النَّهارِ، الخريفُ: الثَّمرُ المخروف؛ أي: المُجتنى. ومن المرضى مَنْ له أجْرُ الشُّهداءِ: عن أنسٍ؛ أنَّه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «الطَّاعونُ شَهادةٌ لكلِّ مُسلمٍ»[25]. وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الشُّهداءُ خمسَةٌ: المبطونُ، والمطعونُ، والغريقُ، وصاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهيدُ في سبيلِ اللهِ»[26]. المبْطُونُ: الذي يموتُ بداء البطن، والمطعونُ: الذي يموت بالطاعون، وصاحبُ الهدمِ: الذي يموت تحتَ الهدمِ. وعن جابرِ بن عَتِيكٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الشَّهادةُ سبعٌ سِوى القتلِ في سبيلِ اللهِ: المبطونُ شهيدٌ، والغريقُ شهيدٌ، وصاحِبُ ذات الجنبِ شهيدٌ، والمطعونُ شهيدٌ، وصاحبُ الحريقِ شهيدٌ، والذي يموت تحتَ الهدمِ شهيدٌ، والمرأةُ تموتُ بجُمعٍ شهيدٌ»[27]. 4- المرضُ عذابٌ لِمَن عصَى اللهَ ورسولهُ: فإِنَّ اللهَ عز وجل يُعاقِبُ مَن عصَاه، ومِن هذه العقوباتِ الأمراضُ، قال تعالى: ï´؟ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ï´¾ [النساء: 123]. عن أبي بكرٍ رضي الله عنه؛ أنه قالَ: يا رسولَ اللهِ، كيف الفلاحُ بعدَ هذه الآيةِ: ï´؟ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ï´¾ [النساء: 123]، فكلُّ سوءٍ عمِلناه جُزينا به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ، أَلَسْتَ تَنْصَبُ، أَلَسْتَ تَحْزَنُ، أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ»، قال: بلى، قال: «فَهُوَ مَا تُجْزَونَ بِهِ»[28]. وقد ذُكِرَ في بعضِ الأدلَّة مِن شرْعِ اللهِ تعالى عِدَّةُ أسبابٍ للعقُوبةِ بالأمراضِ منها: ظهورُ الفحشاءِ: عن ابنِ عَمرٍو رضي الله عنهما؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لَمْ تَظْهَرِ الفَاحِشَةُ[29] فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الأَوْجَاعُ[30] الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمْ، وَلَمْ يَنْقُصُوا المِكْيَالَ...»[31]. دعوةُ المظلُومِ: فمِنْ أعظمِ الأسبابِ التي تُصيبُ بالمرضِ أَنْ يَدْعُوَ المظلومُ على مَنْ ظلَمَهُ بأن يُبتلى به، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ»[32]. ومِنْ ذلكَ أنَّ امرأةً ادَّعتْ على سعيدِ بن زيد بن عمرِو بنِ نُفيلٍ رضي الله عنه؛ أنَّه أخذَ شيئًا مِن أرضِها، فقال سعيدٌ: «اللهُمَّ، إنْ كانتْ كاذِبةً فأَعْمِ بصرَها، واقتلْها في أرضِها»، قال عروةُ بنُ الزُّبيرِ رضي الله عنه: ما ماتَتْ حتَّى ذهبَ بصرُها، وبينما هي تمشي في أرضِها إِذْ وَقَعَتْ في حُفرةٍ فماتَتْ[33]. وفي روايةٍ لمسلمٍ: «أنها رُئِيَتْ عمياءَ تلتمِسُ الجُدُرَ تقولُ: أصابتْني دعوةُ سعيدٍ، وأنها مرَّتْ على بئرٍ في الدارِ التي خاصمتْهُ فيها فوقَعتْ فيها وكانت قبرَهَا». وقد انتقَم اللهُ مِنْ بعضِ الكافرين والعُصَاةِ بالأمراضِ، ومِنْ أشهرِهِمْ: أبو لهبٍ لعَنهُ اللهُ: وهو الذي نَزلتْ فيه سورةُ المَسدِ. أخذ اللهُ جل جلاله وتقدست أسماؤه أبا لهبٍ بمكةَ إذْ أصابَهُ بمرضٍ خبيثٍ يُقال له: مرضُ العدسَةِ، وكان ذلك يومَ هزيمةِ المشركين ببدرٍ، فما إنْ بَلَغَهُ خبرُ هزيمةِ قومهِ حتى أُصِيبَ بمرضِ العدسة، فمات شرَّ ميتَةٍ، حتى إنهم لم يَقْدِروا على تغسِيله، فصبُّوا عليه الماء مِن بعيدٍ؛ مِن شِدَّةِ الرائحةِ الكريهةِ التي تَفوحُ مِن جسمِهِ، الذي نَضِجَ وتهرَّى[34] بصُورةٍ لم يُعرَفْ لها نظيرٌ[35] في طريقهِ إلى جهنمَ وبئس المصيرُ. الأسود بنُ عبدِ يغوثَ: كان مِن المستهزئين، وكان إذا رأى فُقراءَ المسلمين قال لأصحَابهِ: هؤلاءِ ملوكُ الأرضِ الذين يَرِثُون مُلْكَ كِسرى! وكان يقولُ للنبي صلى الله عليه وسلم مستهزئًا به: أما كُلِّمتَ اليومَ مِن السَّماءِ يا محمَّدُ؟! خرج عدوُّ اللهِ مِن أهلِه يومًا، فأصابَه السَّمومُ فاسودَّ وجهُه، وأصابَتْه الأكَلَةُ - مرضٌ - فامتلأَ جِسْمُه قيحًا فمات شرَّ مِيتَةٍ، فلا رحِمَهُ اللهُ، ولا خفَّفَ عنه يومًا عذَابهُ[36]. غلام أحمد القادياني: وقد ادَّعى النبُوَّةَ، وقذفَ الأنبياءَ، وسبَّهم وتَطاولَ عليهم، بل ورفَعَ نفسَه فوقَ منزلتِهم، وكذبَ على اللهِ ورُسلهِ، فكان جزاؤه مِن جِنْسِ عملهِ، وأُصيبَ (بالكوليرا) حتى ضعُفَ جسمُه، وكان يَقضي حاجتَه في فراشِهِ، حتى خرجَتِ النَّجاسةُ مِن فمِه؛ فقد قال أبو زوجتِه: «ولما اشتدَّ مرضُه أيقظوني فذهبتُ إليه ورأيتُ ما يعانيه مِن الألمِ، فخاطَبَني قائلًا: أصِبْتُ بالكوليرا، ثم لم ينطِقْ بعد هذه الكلمة حتَّى ماتَ»[37]. هذا، وقد نَشرتِ الجرائدُ الهنديَّةُ - آنذاك - أَنَّ غلامَ أحمد المتنبِّي القادياني لمَّا ابتُليَ بالكوليرا كانت النجَاسَةُ تخرُجُ مِن فمهِ قبل موتهِ، ومات وكان جالسًا في بيتِ الخلاءِ لقضاءِ الحاجةِ. ومنْ أهل جهنم مَنْ يُعذَّبُ بالمرضِ: فمِنْ ذلك أنّهم يُحشرون وقد فَقَدوا أبصارَهم وأسماعَهم، فيأتون يومَ القيامةِ وقد أصابَ عيونَهُم العمى، وألسنتَهُمُ البكمُ، وآذانهم الصَّممُ، قال تعالى: ï´؟ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ï´¾ [الإسراء: 97]. ومِنْ ذلك أيضًا عقوبةُ النائِحَةِ بالجَرَبِ، فعَنْ أبي مالكٍ الأشعريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «النائِحَةُ إذا لم تَتُبْ قبلَ موتِها، تُقامُ يومَ القيامةِ وعليها سِربالٌ مِن قطِرانٍ، ودرعٌ من جَرَبٍ»[38]. السِّربال: هو القميصُ، والدِّرعُ: هو ما يرتديه المقاتِلونَ في الحربِ، وهي مِن الحديدِ. 5- تَدَاوَوا يا عبادَ اللهِ: فإِنَّ الله هو الشَّافي، وقد جَعل الشِّفاءَ في أسبابٍ أنزلَها، وأمَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالتدواي بها وبغيرها مِن أسبابِ الشِّفاءِ المشروعةِ. عن أسامةَ بن شُريكٍ رضي الله عنه قال: كنتُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وجاءت الأعرابُ فقالوا: يا رسولَ اللهِ، أنتداوى؟ فقال: «نَعَمْ يَا عِبَادَ اللهِ: تَدَاوَوا فَإِنَّ الَله عز وجل لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، غَيرَ دَاءٍ وَاحِدٍ»، قالوا: ما هو؟ قال: «الِهرَمُ»[39]. والأخذُ بالأسبابِ في التداوي مِن الأمراضِ بأسبابِ الشِّفاءِ لا يُنافي التوكُّلَ، بل هو مِنْ حُسن التَّوكُّلِ على اللهِ، ومنْ كمالِ التَّوحيدِ؛ إِذْ إنه يأخذُ بالأسبابِ وهو يعلَمُ أنَّها لا تنفعُ ولا تضرُّ إلا بإذنِ اللهِ، ولا تَرُدُّ شيئًا مِن قَدَرِ اللهِ. فعَنْ أبي خُزامة رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ رُقًى نسترقيها، ودواءً نتداوى به، وتُقاةً نتَّقِيها، هل تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللهِ شيئًا؟ فقال: «هي مِنْ قَدَرِ اللهِ»[40]. 6- لا تَتَدَاوَوا بمحرَّمٍ: فقد رُوي عن أبي الدرداءَ رضي الله عنه مرفوعًا: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ الدَّاءَ والدَّواءَ؛ فَتَدَاوَوْا، وَلَا تَتَدَاوَوْا بِحَرَامٍ»[41]. وعن أمِّ سلمةَ رضي الله عنها؛ أنها انتبذَتْ فجاء رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم والنَّبيذُ يَهدُرُ، فقال: «ما هذا؟» قالت: فلانة اشتكَتْ فوُصِفَ لها، قالت: فدفعه برِجْلِه فكسرَهُ، وقال: «إنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ فِي حَرَامٍ شِفَاءً»[42]. وعن ابنِ مسعودٍ قال: «إنَّ اللهَ لم يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ»[43]. وأتى رجلٌ لابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، فقال: إنَّ أخي مريضٌ اشتَكى بطنَهُ، وأنه نُعِتَ له الخمرُ، أفأسقيه؟ قال عبدُ اللهِ: «سُبْحَان اللهِ! ما جعل اللهُ شفاءً في رجْسٍ، إنما الشِّفاءُ في شيئين: العسلُ شفاءٌ للنَّاس، والقرآنُ شفاءٌ لما في الصدورِ»[44]. ******************************************
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحب والبغض فى الله | الحر | نفحات ايمانيه | 32 | 09-Nov-2024 07:39 PM |
غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم/غزوة حنين | ورد | قسم الرسول مع حياة الصحابة | 19 | 21-Feb-2024 08:02 AM |
غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم/غزوة بدر الكبرى | ورد | قسم الرسول مع حياة الصحابة | 14 | 03-Jan-2024 06:09 PM |
بركة النبي صلى الله عليه وسلم | ورد | قسم الرسول مع حياة الصحابة | 12 | 17-Dec-2023 03:48 PM |
من بساتين الفوائد | ورد | نفحات ايمانيه | 15 | 27-Nov-2023 03:58 PM |