|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
التحذير من السحر
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني التحذير من السحر لحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. أما بعد؛ فإن أصـدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ؛ وبعدُ. حَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عنْ موضوعٍ بعنوانِ: «احذروا السحر». فَأَرعُونِي قلوبكم وأسماعكم جيداً، والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدى الله، وأولئك هم المفلحون. اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن الساحر لا يكون ساحراً حتى يكفر بالله سبحانه وتعالى، وهذه أمنية الشيطان لعنه الله. قال الله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102]. وقال تعالى: ﴿ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ [البقرة: 102] أي من نصيب. وروى أبو داود بسند صحيح عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلميَقُولُ: «إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ»، قَالَتْ: قُلْتُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ وَاللهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ[1] إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلميَقُولُ: «أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا»[2]. الرُّقَى: جمع رقية، والرقية: العَوذة التي يُرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات. وقد جاء في بعض الأحاديث جوازها، وفي بعضها النهي عنها، ووجه الجمع بينهما أن الرقي يكره منها ما كان بغير اللسان العربي، وبغير أسماء الله تعالى وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة، وأن يعتقد أن الرقية نافعة لا محالة فيتكل عليها، ولا يكره منها ما كان في خلاف ذلك؛ كالتعوذ بالقرآن وأسماء الله تعالى، والرقى المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم[3]. وَالتَّمَائِمَ: جمع تميمة، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام[4]. وَالتِّوَلَةَ: هي ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره، جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى[5]. والسحر من أعظم ما نهى الرسول صلى الله عليه وسلمعنه؛ لأنه يؤدي إلى الخسران في الدنيا والآخرة. وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمقَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ[6]»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ[7]، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ[8] المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ[9]»[10]. فمن فعل شيئا من هذه السبع خسر دنياه وآخرته، فيجب على العبد أن يبتعد عنها. والذي يصدِّق الساحر لا يدخل الجنة: روى أحمد بسند حسن عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلمقَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ»[11]. وروى الإمام أحمدبسند حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ خَمْسٍ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ، وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ، وَلَا كَاهِنٌ، وَلَا مَنَّانٌ[12]»[13]. أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم.. الخطبة الثانية الحمدُ لله وكفى، وصلاةً على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد: أيها الإخوة المؤمنون احذروا السحر؛ لأنه كفر بالله جل جلاله. روى الشافعي بسند صحيح عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ بَجَالَةَ، يَقُولُ: «كَتَبَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ»، قَالَ: فَقَتَلْنَا ثَلَاثَ سَوَاحِرَ [14]. وروى الطبراني بسند صحيح عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ سَاحِرًا، كَانَ يَلْعَبُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ فَكَانَ يَأْخُذُ السَّيْفَ وَيَذْبَحُ نَفْسَهُ وَيَعْمَلُ كَذَا وَلَا يَضُرُّهُ «فَقَامَ جُنْدُبٌ إِلَى السَّيْفِ فَأَخَذَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 3][15]. ومن أمثلة السحر المنتشرة بيننا: ♦ عقد الرجل عن زوجته حتى لا يستطيع أن يجامعها. ♦ وما يفعل ليحبب الرجل في زوجته، أو يبغِّضها له، والعكس. ♦ وما يفعل في عروض السيرك، وهو ما يسمى بخِفَّة اليد. ♦ والاستدلال بالنجوم والكواكب على الأحداث التي تحدث في الأرض، وأشباه ذلك. الدعاء... اللهم ثبِّت قلوبَنا على الإيمان. ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. ربنا اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. اللهم لا تُزغْ قلوبَنا بعد إذ هديتنا إنك أنت الوهاب. ﴿ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان: 65، 66]. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً. اللهم ألِّفْ بين قلوبِنا. أقول قولي هذا، وأقم الصلاة. [1]أَخْتَلِفُ: أي أذهب. [2]صحيح: رواه أبو داود (3883)، وابن ماجه (3530)، وأحمد (3615)، وحسنه أحمد شاكر، وصححه الألباني. [3]انظر:النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير (2/ 254-255). [4]انظر: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير (1/ 197). [5] انظر: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير (1/ 200). [6] المُوبِقَاتِ: أي المهلكات.[انظر: إكمال المعلم (1/ 356)]. [7] يوم الزحف: أي الفرار عن القتال يوم ازدحام الطائفتين. [انظر: عمدة القاري (14/ 62)]. [8] قذف المحصنات: أي قذف المحصنات، القذف الرمي البعيد، استعير للشتم والعيب والبهتان كما استعير للرمي، والمحصنات جمع محصنة، بفتح الصاد، اسم مفعول أي: التي أحصنها الله تعالى وحفظها من الزنا، وبكسرها، اسم فاعل أي: التي حفظت فرجها من الزنا. [انظر: عمدة القاري (14/ 62)]. [9] الغافلات: كناية عن البريئات لأن البريء غافل عما بهت به من الزنا.[انظر: عمدة القاري (14/ 62)]. [10] متفق عليه: رواه البخاري (2766)، ومسلم (89). [11] حسن لغيره: رواه أحمد (19569)، وابن حبان في صحيحه (5346)، والحاكم في مستدركه (7234)، وصححه ووافقه الذهبي. [12] المنَّانُ: هو الذي لا يعطي شيئا إلا مِنَّةً، كما في الحديث الذي رواه مسلم (106). [13] حسن لغيره: رواه أحمد (11107)، وحسنه الأرنؤوط. [14] صحيح: رواه الشافعي في مسنده، صـ (383)، وابن أبي شيبة في مصنفه (28982)، والبيهقي في المعرفة (16456)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (2277)، وصححه ابن حزم في المحلى (8/ 520). [15] صحيح موقوف: رواه الطبراني في الكبير (1725)، والدار قطني (3205)، وقال الألباني في الضعيفة (3/ 642): «هذا إسناد صحيح موقوف».
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحياة السرية للأشجار: ماذا تعرف عن مشاعر الشجر وذكرياته؟ | البارونه | آلحيوآنآت والنباتات وغرآئب آلمخلوقآت | 14 | 26-Sep-2024 05:50 PM |
العراق.. انفجار في سوق شعبي في مدينة الصدر ببغداد | سلطان الزين | • •₪• أخبار وأحداث العالم •₪•• | 5 | 16-Feb-2024 04:56 PM |
الأنثي عالم من السحر والخيال | سليدا | •₪• عالم حواء •₪• | 10 | 27-Jan-2024 01:39 AM |
فايز الدوسري - واهج الصدر | البارونه | احاسيس الشيلات والقصائد الشعرية الصوتيه | 13 | 28-Dec-2023 09:04 PM |
من أنواع وأقسام السحر | نزف القلم | نفحات ايمانيه | 11 | 25-Dec-2023 05:54 PM |