|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
الإهداءات | |
•₪• الحياة الزوجية •₪• يهتم بـ الحياة الزوجيه والنصائح لحياة سعيده |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
غياب الأب وأثره على الأسرة
إنّ غياب الآباء عن عائلتهم لأسباب مبرّرة أو غير مبرّرة، اختيارية كانت أو قهريّة، فإنَّ ذلك يمثّل نوعاً من أنواع الشلل الجزئي في الجسم العائلي ، وأحياناً قد يصبح حالة من حالات الإعاقة الإدارية –إن جاز التعبير- مع كون ثمّة حالات من الغياب أو التغيب تبقى قيد المعالجة، وتختلف آثارها السلبية عن الغياب شبه الدائم والمتكرّر إلى حدِّ خسران الشعور به وبسلطته من قبل أسرته. وعلى كل مدير أسرة أن يدرك أن غيابه عن عائلته –وبخاصة المتعمد وغير المبرّر- هو كغياب الشمس عن الكائنات التي تتغذى بحرارتها وتستمد الطاقة منها . وذلك لأنَّ الغياب يؤدّي إلى تغييب القوة والطاقة المعنوية، وهذه المسألة في غاية الخطورة، حيث لا يلتفت إليها إلا القليل من الآباء، بأن أفراد عائلاتهم يعيشون حياة مليئة بالثقة العالية ، والأمان والإستقرار بسبب وجود أحد ركني الأسرة (الأب) إلى جانب الركن الآخر وهو الزوجة المعاونة له. "وفي حال غاب الأب عن بيته يشعر الطفل بأنه فَقَدَ سلوتَه ومستودع أسراره وحُرم من الجليس والأنس" أما الغياب نفسه فتتعدّد أسبابه وتختلف أنواعه وذلك تبعاً لتعدّد الأحوال والظروف واختلاف الأشخاص والطبائع والأمزجة. فبالنسبة للأسباب فهناك العديد من العوامل التي تُبعد رب الأسرة عن عائلته بشكل مؤقت من وقت إلى آخر، أو بشكل شبه دائم بحيث يكون غيابه أكثر خطورة من حضوره، أو أحياناً قد يكون دائماً. أما الغياب المؤقّت فله حالات عديدة أبرزها: الأولى: العمل الأسبوعي الذي يتطلّب من الأب المداومة عليه ، كموظفي المستشفيات أو كموظفي القطاع التعليمي أو العسكري، أو كالعاملين في بعض الشركات التي تستدعي موظفيها من بلد إلى آخر لأيام أو أسابيع قليلة، أو كسائقي الآليات الذين ينقلون بضائع وسلع من بلد إلى آخر وغير ذلك . الثانية: عند وقوع الخلافات الزوجية قد يغيب الأب عن أسرته لأيام أو أسابيع، وكذلك في حال وقوع الانفصال بين الزوجين، فيتكّرر الغياب ويقتصر الحضور على بعض أيام الأسبوع. الثالثة: في حال تزّوج الأب أكثر من زوجة واحدة، فإنه ولكثرة متطلبات الزوجات وأفراد عوائله وانهماكه بمشاغل وهموم معاشهم ولقمة عيشهم سيكون ذلك على حساب أفراد الأُسر، وحتى لو أسكنهم في عمارة واحدة فلن يستطيع أن يوزّع وقته عليهم كما لو كان في أسرة واحدة. وهنا ينبغي مراعاة الأحكام الفقهية في وجوب إعطاء حقوق الزوجات المتعددة في مسألة المبيت والتي تنعكس بشكل إيجابي على الأسرة برمَّتها. وأما الغياب شبه الدائم فهو كالحالات التالية: الأولى: السفر الطويل الذي يزيد عن السنة والسنتين، ويؤدّي –في بعض الحالات- إلى نسيانه من قبل أفراد عائلته، وحينما يعود يشعرون كأنه فرد دخيل على العائلة. ومن المناسب أيضاً، لفت انتباه الرجل أنه لا يجوز حرمان الزوجة من حقّها في المبيت وتركها أكثر من أربعة أشهر دون إذنها ورضاها. الثانية: حصول أمرٍ غير اعتيادي يؤدّي ببعض الآباء إلى دخول السجن لفترة طويلة، ففي هذه الحالة يعكس غيابه تأثيراً سلبياً على نفوس أفراد أسرته من جهة غيابه، ومن ناحية الأسباب التي استدعت دخوله إلى السجن، والتي تشكل في كثير من الحالات حرجاً على سمعة العائلة وهيبتها. الثالثة: قد يَحْدُثُ غيابٌ للأب بشكل مفاجئ وغير محسوب، ودواعيه غير واضحة، ثم يُعدّ بعد ذلك من المفقودين، إلى أن تظهر أخباره بعد مدة مديدة. وقد تعرّض الفقهاء لمسألة المفقود زوجها، ففي حال لم يكن للغائب مال لينفق على عائلته، ولم تصبر الزوجة على ذلك، فالمشهور أنها ترفع أمرها إلى الحاكم الشرعي فيؤجلها أربع سنين ثم يفحص عنه في الجهات التي فُقِدَ فيها فإنْ عُلِم حياته صبرت، وإن لم تعلم حياته اعتدت عدة وفاته وأما الغياب الدائم أو ما هو بحكمه فهو كالحالات التالية: الأولى: موت الأب وغيابه أبدياً عن أسرته، وهذه الحالة لها آثارها السلبية التي تعيشها أفراد عائلته، وسنتحدث عنها في الصفحات التالية بالتفصيل . الثانية: ما هو بحكم الدائم كالأمراض المزمنة والمعضلة التي تمنع الأب من القيام بواجباته بشكل مطلق، فيتعاطى أفراد الأسرة معه من باب الرحمة به والرأفة وعدم التقصير بحقوق الأب. الثالثة: في حال كان الأب موجوداً إلا أنه يتهرّب من مسؤولياته ووجوده كعدمه، ولا يقوم بأي دور على مستوى صلاحية السلطة الأبوية. في هذه الحالات التي ذكرناها نلاحظ أنَّ الغياب إما أن يكون عن اختيار وتعمّد، وإمَّا أنْ يكونَ بطريقة قهريّة غير مقدور على تفاديها . أما المختار منها، فهو كافة الحالات التي يحاول فيها أبُ الأسرة ومديرها التهرّب من مسؤولياته والتغافل عن نفقات العائلة، والسهر أغلب الليالي خارج بيته، وغير ذلك، وهو أمر لا ينمُّ إلا عن فشل ذريع لمثل هكذا آباء. وأمَّا القهري والإجباري منها فهي كحالات العمل والأمراض،أوالسفر الذي يفترض أن يكون لمصلحة الأسرة. وبكل الأحوال، قد يقتصر في بعض حالات الغياب على الِغيَاب الجسدي دون المعنوي، وبعضها على المعنوي دون الجسدي، والبعض الثالث على الأمرين معاً. ففي الحالة الأولى،هناك الكثير من الآباء حينما يغيبون عن أسرهم جسدياً يحاولون إثبات وجودهم معنوياً، وبشكل دائم، وذلك من خلال التواصل الدائم عبر كافة وسائل التواصل الإجتماعي، وشبكات الاتصال المتوفرة في كافة أنحاء العالم. هذا النوع من التواصل يُعدُّ بديلاً عن الإنقطاع، أو تعويضاً يُخفّف عنالأسرة العديد من المشاكل التي قد تواجه العائلة بأسرها، أو بعض أفرادها، وخصوصاً الإناث . وفي الحالة الثانية ، قد نجد بعض الآباء موجودين جسدياً في بيوتهم، إلا أنهم غائبون معنوياً وتوجيهياً عنها، وبالتالي هم لا يقومون بأدوارهم ، بل قد يؤثّرون سلباً على تربية أبنائهم، حيث يشجّع مثل هذا الحضور الغير مسؤول على التفلت من قيود السلطة الأبوية والإنجرار وراء الإنحراف والضياع. وفي الحالة الثالثة، حينما يتحقّق الغياب الجسدي والمعنوي معاً بموت الأب ، أو دخوله السجن، فإنَّ هناك الكثير من الطرق البديلة التي ينبغي أن تعتمدها الزوجة -قدر المستطاع- لتعبئة الفراغ والتخفيف عن كاهل الأسرة، وحفظ أفرادها بمختلف الطرق التي تضمن استمرار التماسك العائلي وحفظ كرامتها . وبحسب الدراسات العلميّة في مجالي علم الإجتماع والنفس، لوحظ أن هناك العديد من الآثار التي تضرُّ بغياب الأب عن العائلة، باختلاف الحالات التي ذكرناها دون استثناء، مع الأخذ بعين الإعتبار الفروقات الكبيرة بين الآثار التي يسببها الغياب القصير وبين آثار غياب الوالد شبه الدائم ، أو الدائم . فعلى مستوى الغياب القصير أو شبه الدائم، سيفقد الطفل ذلك الشعور بوجود سلطة فعلية تردعه عن القيام بواجباته، أو الإلتفات إلى سلوكياته وأخلاقه، وسيشعر أنه حر طليق ليس عليه أي قيد من القيود، وسيلجأ إلى فعل أشياء لا يتوقع الوالدان صدورها منه. وكذلك الأمر "فإنَّ الأب الذي يترك أسرته بانتظاره حتى منتصف الليل إنما يقدم درساً لطفله، وسوف يوجهه بشكل لاشعوري نحو الإباحية والتحلل من كل قيد". وبحسب الدراسات والإحصاءات الميدانية، فإن الآثار البارزة في ظل غياب الوالد المتكرر هي لجوء الطفل إلى الأماكن الفاسدة، وتعلم السرقة، أو السقوط في هاوية تعاطي المخدرات، فضلاً عن ترك التعليم، أو إهمال الواجبات الدراسية. لذا، على الأب الذي يتكرر غيابه أن يلتفت إلى رعاية إبنه بشكل جدي ومسؤول ! ولا يتكل على كلمة "أنا أثق بولدي"، لأنه كم هم الأبناء الذين منحوا الثقة، ثم بعد ذلك وجدوهم في محافل السوء، وأفعال القبائح. وأما على مستوى الغياب الدائم كالموت(حفظ الله جميع الآباء)، فأبرز آثاره هي التالية: الأول : الأعراض النفسية والذهنية. 1- قد يُصابُ الطفل بسلوك غير متزّن ويحدث عنده خلل في شخصيته بسبب الإضطراب الذي يجعله في حالة من عدم الإستقرار . 2- تظهر عليه بعض الأعراض والإختلالات في مجال الدراسة وتدنّي مستواه العلمي . 3- يساهم الشعور بالفقدان والخسارة للأب في ظهور أعراض سلوكية وتصرّفات غير مألوفة، كقضم الأظافر أو مص الإبهام، وكذلك قد يبتلى بالتبوّل الليلي، أو حالات الحسد والخوف وعقدة الحقارة، المصحوب بالقلق والتوتر العصبي . 4- يؤثر فقدان الأب في التأثير على نفس الطفل بعدم القدرة على الإعتماد على نفسه. الثاني : الأعراض الجسديّة فقدان الشهية على الطعام وسوء هضمه. حدوث تغيرات في شكل البشرة واصفرارها. اختلال نظام النوم والتأثير مع حالة الاستقرار. قد يظهر بعض حالات التوتر في اليد والعين والأذن والأجفان. الثالث: أعراض سلوكية قد يلجأ إلى حالات التكبّر والريّاء للفت نظر الآخرين. عدم الإنسجام مع المحيط الإجتماعي، إن كان داخل أسرته، أو خارجها. عدم المبالاة للآخرين، وإهمالهم وعدم الاهتمام بهم، مما يساعد على ضعف الدور الإجتماعي وعدم القدرة على اكتسابه من شخص آخر. __________________
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بعض نصائح الأب لابنه | سلطان الزين | •₪• التعليم واللغات •₪• | 10 | 13-Nov-2024 04:56 AM |
أهميَّة الإيمان باليوم الآخر وأثره على سلوك الإنسان | نزف القلم | نفحات ايمانيه | 15 | 06-Nov-2024 06:26 PM |
مدرب بلجيكا يعلن غياب دي بروين أمام روسيا | البارونه | صدى الملاعب | 8 | 08-Oct-2024 06:37 PM |
يرزقان بأول طفل بعد توقف الأب عن تناول الخبز | همس الاحساس | • •₪• أخبار وأحداث العالم •₪•• | 6 | 16-Feb-2024 05:14 PM |