|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
الإهداءات | |
•₪• زاوية حرة •₪• ● [ عـصارة ] فـكر وَ [ طرح ] حـر لـِ/ شتى المواضيع العامـه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
مغالطة التركيز على الناجين
مغالطة التركيز على الناجين (Survivorship Bias)
في الحرب العالمية الثانية، واجهت الولايات المتحدة الامريكية معضلة في كيفية تدعيم الطائرات لحمايتها من النيران الأرضية. كان من الواضح انهم بحاجة الى إضافة دروع الى أجزاء معينة من جسم الطائرة، لكن السؤال كان اين بالضبط؟ لا يمكن تدريع كامل جسد الطائرة في ذلك الوقت، لان الوزن سيكون أكبر من طاقة المحركات. قام باحثون من "مركز القوات البحرية للتحليلات" (Center for Naval Analyses) بدراسة الطائرات العائدة من ساحة المعركة ووجدوا بأن معظم الإصابات متركزة حول الذيل والاجنحة ووسط جسم الطائرة (كما مبين في الصورة). ولذلك أصدروا توصياتهم بإضافة الدروع في تلك المناطق من اجسام الطائرة لكونها تتعرض الى الإصابات بشكل أكبر. لكن باحثا ً آخر من مركز بحثي يسمى بـ (Statistical Research Group (SRG)) او مجموعة البحوث الإحصائية، وهو العالم الهنغاري الأصل أبراهام والد (Abraham Wald) كان له رأي آخر. فقد لاحظ بأن الدراسة تناولت فقط الطائرات الناجية من المعارك واستثنت تلك التي اسقطت ولم تتمكن من الرجوع. لذلك اقترح "والد" بأن يتم تدعيم الأجزاء الغير متضررة في الطائرات الناجية، لأن تلك الاضرار لم تسقط الطائرات بل استطاعت ان ترجع الى قواعدها في النهاية. بينما الطائرات التي لم تستطع النجاة تمت اصابتها في المناطق الغير ظاهرة في الطائرات الناجية، وبالتالي فإن تلك المناطق هي الأكثر أهمية ويجب تدعيمها بدروع إضافية. الخطأ الذي وقع فيه الباحثون من مركز القوات البحرية يسمى بـ مغالطة التركيز على الناجين (Survivorship Bias)، وهي مغالطة منطقية كثيرا ً ما نقع فيها في حياتنا اليومية دون ان نعي بذلك. المغالطة تكمن في التركيز على حالات النجاح واهمال حالات الفشل مما يولد تفاؤلا ً وهميا ً قد يؤدي الى خسائر غير محسوبة. يمكن إيجاد هذه المغالطات في الكثير من نواحي الحياة. مثلا ً، الكثير من كتب التنمية البشرية والتطوير الذاتي ووسائل الاعلام المنتشرة تركز على قصص النجاح فقط، من الممثلين والموسيقيين ورواد الاعمال وأصحاب الشركات الذين لم يكملوا دراستهم، والذين صعدوا الى قمم النجاح وأصبحوا اثرياء وغيروا العالم، ويتم دراسة كل أساليب وطريقة حياة أولئك الأشخاص باعتبارها وصفات سريعة للنجاح. في نفس الوقت يتم اهمال الأشخاص الاخرين الذين قد يكونوا بنفس مهاراتهم وتصميمهم وعزمهم وقدراتهم الفكرية لكنهم لم ينجحوا لأسباب خارجة عن السيطرة، فالكثير منهم ببساطة لم يحالفهم الحظ! التركيز على حالات النجاح فقط يخلق انطباعا ً زائفا ً عن قوانين النجاح، ويؤدي الى اهمال الطرق والخبرات والتجارب التي لم ترى النور لسبب بسيط هو انها لم تحقق النتائج المتوقعة. إذا رأيت وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بصور اشخاص وصلوا الى قمة النجاح لأنهم انشؤوا شركاتهم الخاصة، يجب ألا تعتقد بأن كل من يقوم بذلك سينجح! فأغلب المشاريع الناشئة تفشل في نهاية المطاف (9 من أصل كل 10 شركات ناشئة حسب بعض الآراء) لكن الاعلام يركز على الناجح منها (أي على الناجين فقط!). وكثيرا ً ما نرى منشورات من قبيل "الاستراتيجية التي اتبعتها الشركة الفلانية وزادت وارداتها 400%"، لكن الذي لا تراه هو العشرات من الشركات الأخرى التي اتبعت نفس الاستراتيجية ولم يحدث شيء! الاعتقاد الخاطئ هو اننا يجب ان نركز على الناجحين فقط إذا أردنا ان ننجح. لكن الحقيقة هي: يجب ان نبحث عن حالات الفشل والنجاح على حد سواء والا نفرط في ثقتنا بما نراه من النماذج الناجحة فقط، فالحظ يلعب دورا ً مهما ً في كل نجاح وفشل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تزيد من قدرتك على التركيز ؟ | احساس عاشق | •₪• تطوير آلذآت•₪• | 12 | 19-Oct-2024 03:38 AM |