إنَّ لِلّٰـهِ جُنُودًا مِنها العَسَلُ

#و_تلك_الأمثال_نضربها_للناس♥️

"إنَّ لِلّٰـهِ جُنُودًا مِنها العَسَلُ"

وهذه العبارة قالَها معاوية لمَّا سَمِعَ أنَّ الأشترَ سُقِيَ عسلًا فيهِ سمٌّ فماتَ.
وهو يُضرَبُ عندَ الشَّماتَةِ بِما يصِيبُ العدو، ولكنني سأروي لكم قصة تبين أن لله جنودًا ينتقمون للمظلوم من الظالم :

يروي أحدهم أنه رأى رجلا مقطوع اليد من الكتف، وهو ينادي: من رآني فلا يظلمنّ أحدًا!
فقدم إليه وسأله : يا أخي ما قصتك؟
فقال: يا أخي قصة عجيبة، وذلك أنّي كنت من أعوان الظلمة، أغصب حق الناس، فرأيت يومًا صيادًا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني.
فجئت إليه فقلت: أعطني هذه السمكة،
فقال: لا أعطيكها، أنا آخذ بثمنها قوتا لعيالي، فضربته وأخذتها منه ومضيت بها.
قال: فبينما أنا أمشي بها إذ بها عضت على إبهامي عضة قوية، فلما جئت بها إلى بيتي، بدأت أشعر بألم شديد في إبهامي وآلمتني ألمًا شديدًا، حتى أني لم أنم من شدة الوجع والألم!
فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم.
فقال: هذه بدء الأكلة، اقطعها وإلا تقطع يدك!
فقطعت إبهامي، ثم استمر الألم في يدي فلم أطق النوم
فقيل لي: اقطع كفك فقطعته، ثم انتشر الألم حتى الساعد، وآلمني ألمًا شديدًا، ولم أستطع احتمال الألم وجعلت أستغيث، فقيل لي: اقطعها إلى المرفق، فقطعتها، فانتشر الألم، فقيل: اقطع يدك من كتفك، وإلا سرى إلى جسدك كله، فقطعتها!
وانتبه بعض أصدقائي لأمري فسألني: ما سبب ألمك؟،
فذكرت قصة السمكة، فقال لي: لو كنت رجعت في أول ما أصابك إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قطعت من أعضائك عضوا، فاذهب الآن إليه، واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى باقي جسدك..
بدأ الرجل بالبحث عن صاحب السمكة في البلاد حتى وجده، فانكب على رجليه يستسمحه ويبكي وقال له: يا سيدي سألتك بالله إلا عفوت عني!
تعجب الرجل وقال: ومن أنت؟
قلت: أنا الذي أخذت منك السمكة غصبًا، وذكرت له ما جرى، وأريته يدي، فبكى حين رآها، ثم قال: يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء!
قلت: بالله عليك، هل كنت قد دعوت عليّ لما أخذتها؟!
قال: نعم، لقد قلت: اللهم إن هذا تقّوى عليّ بقوته على ضعفي على ما رزقتني، فأرني عجائب قدرتك فيه!

إن لله جنودًا كثر أيد بها أنبياءه، والصالحين وعباده، فقد ألان الحديد لداود، وسخر الريح لسليمان، وفلق البحر لموسى، وشق القمر لمحمد ﷺ، وجعل النار برداً وسلاما على إبراهيم، وخسف بقارون داره، وأنقذ يوسف من غيابة الجب، ونجى نوحًا بالطوفان، وأهلك النمرود وجنوده ببعوضة، وهزم أبرهة بطير أبابيل!

فلا تفكر في صعوبة الظرف، ولكن فكر بقوة الرب الذي تدعوه، القادر على أن يجعل أضعف مخلوقاته أقوى جندك!

خذها قاعدة ولا تقس الأمر بالأسباب دومًا، ولا بجنودك ولا بأسلحتك ولا بإمكانياتك، لا؛
لأنها لن تنفعك أبداً، إذا لم تكن قد نصرت من الله تعالى!

ضع الله أولاً عند كل أمر ،فلا تتعالَ على إنسان وإياك أن تظلمه، ففِيهم مجاب الدعوة المقرَّب من الله، "رُبَّ أشعثَ مدفوع بالأبواب لو أقسَم على الله لأبرّه"!

سلطان الزين ,غَيْم ..! ,احساس عاشق معجبون بهذا