كيف أستفيد من الاستشارة النفسية ~

- , يقدم المتخصصون بالعلوم النفسية خدمات عديدة، مثل: الإرشاد النفسي والعلاج التحليلي والعلاج المعرفي السلوكي، وكذلك يقدمون الدورات التدريبية والمحاضرات التثقيفية، كما يقدمون خدمة الاستشارة النفسية التي يستفيد منها عدد كبير جدا يفوق عدد المستفيدين من الإرشاد والعلاج النفسي، فما هي الاستشارة النفسية؟ ومتى أطلبها؟ وكيف أستفيد منها؟ وما هي نتيجتها؟ ما هي الاستشارة النفسية الاستشارة النفسية هي علاقة مهنية قصيرة غير عابرة بين المستفيد والمتخصص، أي رغم أن الاستشارة النفسية قصيرة إلا أنها ليست سؤالا سريعا وجوابا تعليميا كما يحصل في المقابلات على الإذاعات والفضائيات وفي المحاضرات والدورات التدريبية، بل هي إرشاد نفسي قصير ومباشر لمدة جلسة كاملة على الأقل، بحيث يسأل المستفيد سؤالا نفسيا أو يطرح مشكلة حياتية يعاني منها أو يريد أحد معارفه كأولاده أو أصدقائه حلا لها ويستقصي المتخصص المعلومات اللازمة لتقديم الاستشارة النفسية، ولا تشمل الاستشارة النفسية التشخيص النفسي ولا العلاج النفسي. كيف أستفيد من الاستشارة النفسية؟ لكي أستفيد من الاستشارة النفسية وأستثمر وقتها بشكل فعال عليّ أن أتحلى بالصفات التالية: الشجاعة في طرح المشكلة يستصعب صاحب المشكلة فكرة أنه يعاني من مشكلة نفسية أو حياتية وقد يفترض أن الحل يكمن بالتجاهل أو المقاومة أو مرور الوقت. ولذلك يتطلب مني أن أستجمع شجاعتي وأتبنى ضمن قيمي أن استشارة المتخصصين فضيلة إنسانية في كل المجالات المعرفية. الشفافية في طرح المشكلة قد يستشير صاحب المشكلة المتخصصين ولكن قد يحوّر ويغير بعض المعلومات حفاظا على خصوصيته، وهذا من حقه! لذلك يمكنني أن استخدم اسما مستعارا، ولكن ينبغي أن لا أخفي المعلومات الأساسية مثل عمري وزواجي وما يتعلق بالمشكلة بشكل مباشر، والمتخصص يعلمني أن بإمكاني أن أطرح أي فكرة بحرية تامة وستظل قيد الكتمان والسرية وفقا لأخلاقيات المهنة النفسية. السعي نحو حل المشكلة عليّ واجب الالتزام بالحل الذي شاركت فعليا بالتعاون مع المتخصص للوصول إليه، فالمتخصص بالعلوم النفسية لا يقدم الحلول الجاهزة بل يحاول أن يستفيد مما يتوفر لي من إمكانات لحل مشكلتي. ولذلك عليّ أن أباشر الحل فورا ولا أدع المشكلة تتضخم وتتراكم، ويمكنني أن أطلب من المتخصص متابعتي أثناء تنفيذ حل المشكلة. ماذا يسألني المتخصص؟ عليّ كصاحب مشكلة أريد أن أطرحها على المتخصص أن أزوده باسمي (حتى لو كان مستعارا) وعمري الحقيقي وبعض المعلومات الشخصية والطبية، ويساعدني المتخصص بطرح الأسئلة للحصول على المعلومات الضرورية التي يحتاجها. بعد أن أقدم نفسي للمتخصص أطرح عليه المشكلة بطريقة مباشرة وهو يساعدني لأتكلم عن جوانبها المختلفة وتأثيراتها الإيجابية والسلبية على الدراسة والعمل والأسرة والوضع الاجتماعي والعاطفي والأشخاص الذين تتعلق بهم هذه المشكلة مثل الزوج أو الأولاد أو صاحب العمل. ويمكن أن تكون الاستشارة لصالح شخص غيري مثل أحد أبنائي فأزود المتخصص بالمعلومات الشخصية لابني مثل عمره ودراسته وتفاصيل المشكلة من وجهة صاحب الشكوى مثل والديه ومعلميه. ماذا تقدم لي الاستشارة النفسية؟ الاستشارة النفسية ليست حلا بالمعنى المعروف للكلمة بل هي بداية الحل، ولذلك فإن المتخصص يقدم لي إحدى بدايات الحلول التالية: الإرشاد المختصر المباشر وغير المعمق، ويمكن أن تشمل جلسات قليلة جدا لعرض المشكلة ومناقشة الحلول. التحويل إلى الاختصاصي النفسي أو المعالج النفسي لمتابعة جلسات الإرشاد النفسي التي تشمل التشخيص والدراسة المعمقة وتقديم العلاج النفسي. التحويل إلى الطبيب النفسي بحال الحاجة للدواء. التحويل إلى متخصص في مجالات عديدة مثل: الطبيب (غير النفسي) أو رجل الدين أو محامي أو أحد كبار العائلة ليساعد صاحب المشكلة بحال لم تكن المشكلة نفسية أو لها جانب مهم إضافة إلى المشكلة النفسية. خلاصة الاستشارة النفسية ليست سؤالا وجوابا سريعا وليست تشخيصا ولا علاجا، بل هي خدمة نفسية تحتاج معلومات مفيدة يقدمها صاحب المشكلة لتشكل بداية الإرشاد النفسي الذي قد يشارك به متخصصون آخرون. ~

حـُـلم معجب بهذا