أ- هذه امرأة تأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتشتكى صرعا يصيبها، فيخيرها النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها فتشفي بإذن الله، أو أن تصبر ولها الجنة، فتقول : بل أصبر، ثم ترجع وتقول : يا رسول الله إنني أتكشف فادعو الله لي ألا أتكشف ، فكانت امرأة تظفر بالجنة وهى مازالت على قيد الحياة في الدنيا ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لفتة لطيفة إلى نسائنا الكريمات العفيفات حيث إن هذه المرأة تتكشف رغم أنفها فكانت لا ترضى هذا، بل تطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها بالستر، وأنتن أيتها النساء يا من تبدين زينتكن لغير المحارم في الأسواق وفي السيارات وغيرها يظهر منكن مفاتن الجسم ومواطن الزينة، وتبدو إحداكن متبرجة لابسة أحسن زينتها، بل متعطرة أمام الرجال الأجانب «بل أمام الذئاب المفترسة» باختياركن، بل تتعمدن ذلك، فما عذركن أيتها الأخوات ؟ ما عذركن أمام رب الأرض والسموات ؟
وهذه المرأة التي من أهل الجنة تطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها ألا تتكشف، فإن كنت تريدين اللقاء بهذه المرأة في الجنة، فافعلي فعلها، واقتدى بها من أجل أن تنعمي ولا تشقي، ومن أجل أن تسعدي و لا تبأسي، ومن أجل أن يبقى جمالك ونعومتك وشبابك في الجنة مع هذه المرأة المسلمة التي من أهل الجنة، بل يزيد شبابك شبابًا، ونعومتك نعومة، وجمالك جمالًا ونضارتك حسنا وبهاءً، بل وأكثر من ذلك أنك تكونين أجمل وأحسن من الحور العين في الجنة فهل تريدين ذلك ؟ أختي المسلمة عليك بالستر والحجاب .
ب- وها هو رجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ حياته ولقاءه الأول مع الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم يلتقي به متى شاء ويأتي إليه متى أراد لا يصبر عنه وقتا طويلا .
وفي يوم من الأيام يأتي هذا الرجل ويبكى، فيسأله طبيب القلوب ومداويها : ما يبكيك ؟ فيقول الرجل : نحن الآن في الدنيا نلتقي بك ونأتيك متى شئنا، لكن في الآخرة لا نستطيع أن نصل إلى درجتك فى الجنة فسكت الحبيب المصطفى حتى نزلت الآيات : ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ما أحسنه من لقاء ، لقاء الأحبة في الله، الذين أنعم الله عليهم وهم (النبيون، والصديقون، والشهداء، والصالحون) كلهم يلتقون في الجنة، جعلنا الله وإياكم معهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
ج- وها هو آخر يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتيه بوضوئه، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم : «اطلب» فينتهز الفرصة فيقول : مصاحبتك في الجنة، فيقول «أو غير ذلك» فيقول هو ذاك ، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: «أعنى على نفسك بكثرة السجود» ففي الجنة نلتقي إن شاء الله، الله أكبر يا لها من سعادة أن يكون المسلم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة. ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة .
مماراق لي