كان عمرو بن ثابت المعروف بالأصيرم أسلم يوم أحد، وأخذ سيفه، وقاتل قتال الأبطال حتى أثخنته الجراح، فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو من أهل الجنة قال أبو هريرة : وقد أسلم ودخل المعركة قبل أن يدركه وقت صلاة ( مسند الإمام أحمد ) .
قال حماد بن ثابت : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله إنى رجل أسود اللون قبيح الوجه منتن الرائحة لا مال لى، فإن قاتلت هؤلاء (المقصود بهم يهود خيبر،أخرجه النسائى والطحاوى والحاكم واسناده صحيح)حتى أُقتل أأدخل الجنة ؟ قال : نعم، فتقدم فقاتل حتى قتل، وكانت النهاية، فأتى عليه النبى صلى الله عليه وسلم وهو مقتول فقال : «لقد أحسن الله وجهك وطيب ريحك وكثر مالك » قال : «لقد رأيت زوجتيه من الحور العين ينزعان جبته عنه ويدخلان فيما بين جبته وجلده»، فمولده كان زاهرا، وخاتمته كانت سعيدة، من هنا بدأ، وبالصحب يلتقي في الجنة مع زوجاته من الحور العين .
وهذا رجل من الأعراب يسلم أيام خيبر فغنم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقسمه، وقسم للأعرابي فقال الأعرابي : ما على هذا بايعتك، ولكنى اتبعتك على أن أرمى هاهنا و أشار إلى حلقه بسهم فأدخل الجنة. فقال صلى الله عليه وسلم : « إن تصدق الله يصدقك» ثم نهض إلى قتال العدو، فأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقتول، فقال : «أهو هو» قالوا : نعم ، قال : «صدق الله فصدقه»مات عن الدنيا، لكنه حيا حياة سعيدة ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ وفي الجنة يلتقي بمحبيه وصحبه فما أحلاها من حياة كاملة، لا منغصات فيها ولا نصب، وقد هبط كالطائر، وحط رحاله في الجنة .
مماراق لي