|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
||||||||
|
||||||||
شفقة نبينا صل الله عليه وسلم على أمته
شفقة نبينا صلى الله عليه وسلم على أمته
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتمَّ علينا النِّعْمة، ورضي لنا الإسلام دينًا، وجعلنا من خير أمة أُخرِجت للناس، تأمُر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرسله ربُّه شاهدًا ومُبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. أما بعد: فإن نبيَّنا صلى الله عليه وسلم رحيم بالمسلمين، وحريص على مصلحتهم، ويظهر ذلك في أقواله وأفعاله، فأقول وبالله تعالى التوفيق: قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]. روى مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم: تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾ [إبراهيم: 36] الآية، وقال عيسى عليه السلام: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]، فرفع يديه وقال: ((اللهم أُمَّتي أُمَّتي)) وبكى، فقال الله عز وجل: ((يا جبريل، اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسَلْه ما يُبكيك؟))، فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله: ((يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنُرضيك في أُمَّتك، ولا نسوءك))؛ (مسلم - حديث: 202). قوله: ولا نسوءك؛ أي: لا نحزنك؛ لأن الإرضاء قد يحصل في حقِّ البعض بالعفو عنهم، ويدخل الباقي النار، فقال تعالى: نرضيك ولا ندخل عليك حزنًا؛ بل ننجي الجميع؛ (مسلم بشرح النووي جـ 3 صـ 79). فوائد الحديث: قال الإمام النووي رحمه الله: هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد؛ منها: (1) بيان كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أُمَّته، واعتنائه بمصالحهم واهتمامه بأمرهم. (2) استحباب رفع اليدين في الدعاء. (3) البشارة العظيمة لهذه الأُمَّة، زادها الله تعالى شرفًا بما وعدَها الله تعالى بقوله: ((سنُرضيك في أُمَّتِكَ ولا نسوءك))، وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأُمَّة أو أرجاها. (4) بيان عظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى، وعظيم لطفه سبحانه به صلى الله عليه وسلم. (5) بيان الحكمة في إرسال جبريل لسؤاله صلى الله عليه وسلم، إظهار شرف النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه بالمحل الأعلى، فيسترضى ويكرم بما يرضيه. (6) هذا الحديث مُوافقٌ لقول الله عز وجل: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5]؛ (مسلم بشرح النووي، جـ 3، صـ 79:78). روى مسلم عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في بيتي هذا: ((اللهم، من ولي من أمر أُمَّتي شيئًا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أُمَّتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به))؛ (مسلم، حديث: 1828). أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شفقة نبينا صلى الله عليه وسلم على أمته | وطن عمري | قسم الرسول مع حياة الصحابة | 16 | 11-Nov-2024 06:45 AM |
تخريج الحديث: كنت أتوضأ أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم | نزف القلم | قسم الرسول مع حياة الصحابة | 11 | 11-Nov-2024 06:40 AM |
حديث كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه | نزف القلم | قسم الرسول مع حياة الصحابة | 12 | 11-Nov-2024 06:29 AM |
حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ودلالات غزوة حمراء الأسد | نزف القلم | قسم الرسول مع حياة الصحابة | 8 | 26-Dec-2023 07:41 PM |
تخريج حديث: (وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية) | MR.HMoOoD | قسم الرسول مع حياة الصحابة | 12 | 15-Dec-2023 05:13 PM |