|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
|||||||
|
|||||||
الدفاع عن السنة ونشرها بين الناس / فريق المسك
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد: من دلائل اتباعالسنةالنبوية، وهو أيضًا مِنْ نَصْرِ النبي صلى الله عليه وسلم: نَصْرُ سُنَّتِه، والذود عن شريعته، ودفع كيد الكائدين، وطعن الطاعنين في سُنَّتِه وسيرتِه؛ برد شبههم ودحض مفترياتهم، وإظهار ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق. ويدخل في نَصْرِ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: نَصْرُ الشريعة وأهلها والداعين إليها، وتكثير سوادهم وإعانتهم على أمورهم، وقمع أعدائهم؛ من الزنادقة والملحدين والمنافقين، ومَنْ لَفَّ لفَّهم، واتَّبع سبيلَهم المُعْوَجّ. ومن الذَّود عن سُنَّتِه صلى الله عليه وسلم: تنقيحها ممَّا شابها، وحمايتها من المُحرِّفين والغالين والجاهلين فضلًا عن شبهات الزنادقة والطاعنين في السنة النبوية، وفضحهم وتحذيرالناسمن شرهم وأكاذيبهم ومفترياتهم. وإن التهاون في الذود عن السنة النبوية من الخذلان الذي يدل على ضعفٍ في الإيمان، وربما يصل – في بعض الحالات – إلى زوال الإيمان بالكلية – عياذًا بالله تعالى – فمن ادَّعى حبَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، ولم تظهر عليه آثار الغيرة على حرمته وعرضه وسنته وشريعته؛ فهو كاذب في دعواه[1]. ومن النماذج المشرقة للسلف الصالح من أئمة الحديث في تنقيح السنة والدفاع عنها وتمييز الخبيث من الطَّيب ما قاله أبو بكر بن خلاد رحمه الله: (دخلتُ على يحيى بن سعيدٍ - في مرضه - فقال لي: يا أبا بكرٍ! ما تركتَ أهلَ البصرة يتكلمون؟ قلت: يذكرون خيرًا، إلاَّ أنهم يخافون عليكَ من كلامك في الناس! فقال: احفظ عني؛ لأنْ يكون خصمي في الآخرة رجل من عُرْض الناس أحب إليَّ من أن يكون خصمي في الآخرة النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: بلغكَ عَنِّي حديث وقع في وهمك أنه عني غير صحيح؛ فلم تنكره)[2]. وقال محمد بن إبراهيم المرتضى رحمه الله: (المُحامي عن السُّنة الذابُّ عن حماها كالمجاهد في سبيل الله تعالى يُعِدُّ للجهاد ما استطاع من الآلات والعُدَّة والقوة؛ كما قال الله سبحانه: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60] وقد ثبت في "الصحيح" أن جبريلَ عليه السلام كان مع حسَّان بن ثابت رضي الله عنه يؤيِّده ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشعاره، فكذلك مَنْ ذَبَّ عن دينه وسُنَّتِه من بعده؛ إيمانًا به، وحُبًّا ونُصْحًا له ورجاءَ أنْ يكون من الخَلَف الصَّالح، الذين قال فيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ"[3] والجهاد باللِّسان أحد أنواع الجهاد وسُبُلِه)[4]. ومن الذَّود عن سنته صلى الله عليه وسلم: نشرها وتبليغها للناس؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحثُّ أصحابه الكرام رضي الله عنهم على حفظ السنة وتبليغها للناس، وكان صلى الله عليه وسلم يردد في مناسبات عِدَّة: (وَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ)[5]. ويقول أيضًا: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً)[6]. وكان صلى الله عليه وسلم يدعو لنَقَلَةِ الحديث بالنَّضارة والبهاء، فيقول: « نَضَّرَ اللهُ امْرًا سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حتى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ »[7]. وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: « احْفَظُوهُنَّ وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ من وَرَاءَكُمْ »[8]. وقال صلى الله عليه وسلم لمالكِ بنِ الحُوَيرث وأصحابِه رضي الله عنهم: « لو رَجَعْتُمْ إلى بِلاَدِكُمْ فَعَلَّمْتُمُوهُمْ »[9]. ومن أبرز علامات أهل البدع والزَّيغ والضَّلال عدم نشرهم للسنة النبوية وكتمانها عن الأتباع بل يسعون حثيثًا لنشر البدع والضلالات المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما أشار بذلك ابن تيمية رحمه الله بقوله: (من المعلوم أنك لا تجد أحدًا مِمَّنْ يَرُدُّ نصوصَ الكتاب والسُّنة بقوله إلاَّ وهو يُبغض ما خالف قولَه، ويَوَدُّ أنَّ تلك الآية لم تكن نزلت، وأنَّ ذلك الحديثَ لم يَرِدْ ولو أمكنه كشط ذلك من المصحف لَفَعَلَه. قال بعض السلف: ما ابتدع أحدٌ بدعةً إلاَّ خرجت حلاوةُ الحديث من قَلْبِه، وقيل عن بعض رؤوس الجهمية - إما بشر المريسي أو غيره - أنه قال: ليس شيء أنقض لقولنا من القرآن، فأقروا به في الظاهر ثم حرِّفوه بالتأويل. ويقال إنه قال: إذا احتجُّوا عليكم بالحديث؛ فغالطوهم بالتَّكذيب وإذا احتجُّوا بالآيات؛ فغالطوهم بالتَّأويل. ولهذا تجد الواحدَ من هؤلاء لا يُحِبُّ تبليغَ النصوص النبوية؛ بل قد يختار كِتمانَ ذلك، والنَّهيَ عن إشاعته وتبليغه، خِلافًا لِمَا أمر اللهُ به ورسولُه صلى الله عليه وسلم من التبليغ عنه)[10]. وهؤلاء وإنْ كانوا يتكلَّمون عن زمانهم، فإنَّ زمننا هذا فيه من أصناف المبتدعة ما يُحاول أحدُهم أنْ يُسكِتَ قولَك بالسُّنة ولو بقتلك؛ غيظًا وحَنَقًا، فبِضاعَتُه مُزْجَاة، وتِجارته كاسدة، لا يملك ما به يُقنِع الآخَرين، ولولا جهلٌ في الناس قد سَرَى لَمَا كانت لهؤلاء المبتدعة قائمة، ولَمَا كان لهم وجود. [1] انظر: حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال، (ص 87). [2] الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي (1/ 98). [3] رواه البيهقي في (الكبرى)، (10/ 209)، (ح 21439). وصححه الألباني في (مشكاة المصابيح)، (1/ 53)، (ح 248). [4] إيثار الخلق على الخالق، (ص 24). [5] رواه البخاري، (1/ 51)، (ح 104)؛ ومسلم، (2/ 987)، (ح 1354). [6] رواه البخاري، (3/ 1275)، (ح 3274). [7] رواه أبو داود، (3/ 322)، (ح 3660)؛ والترمذي، (5/ 33)، (ح 2656). وصححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود)، (2/ 411)، (ح 3660). [8] رواه البخاري، (1/ 29)، (ح 53). [9] رواه البخاري، (1/ 242)، (ح 652). [10] درء تعارض العقل والنقل، (5/ 217، 218). د. محمود بن أحمد الدوسري.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما أجمل أن يكون الإنسان شمسا ً بين الناس ( فريق المسك ) | سحآب | •₪• زاوية حرة •₪• | 8 | 31-Jan-2024 10:34 PM |
رد قلبي .. فريق المسك | همس الروح | خوآطر من قلم العضو ( سبق نشره) | 20 | 30-Nov-2023 11:24 PM |
تحسين الصوت بالقراءة ( فريق المسك ) | سحآب | أحاسيس القران وعلومه | 6 | 30-Nov-2023 10:02 PM |
عبادة غاليه عند الله ، قليله الوجود بين الناس ( فريق المسك) | سحآب | نفحات ايمانيه | 7 | 14-Sep-2023 07:14 PM |
قصه قصيده ... فريق المسك | * السلطان * | •₪• يحكى أن •₪• م | 14 | 23-Jul-2023 09:28 PM |