|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
الإهداءات | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
تأملات في قوله تعالى: { الذين استجابوا لله والرسول... } ~ فريق المسك
تأملات في قوله تعالى
ï´؟الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُï´¾ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد: فإن الله أنزل هذا القرآن العظيم لتدبره والعمل به، فقالتعالى:ï´؟الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَï´¾ [آل عمران: 172، 175]. قال أهل السير: بعدما انتهت معركة أُحد وحصل ما حصل من الابتلاء والتمحيص وقتل سبعون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وكسرت رباعيته، وشُج رأسه، وسال الدم على وجهه، رجع المشركون من أُحد، قال أبو سفيان: لا محمداً قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، بئس ما صنعتم ارجعوا، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فندب المسلمين فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد على بعد ثمانية أميال من المدينة ليريهم أن بهم قوة وجلداً على ما بهم من جراح وآلام طاعة لله ورسوله، فأنزل الله ï´؟الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌï´¾ [آل عمران: 172][1]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: ï´؟الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌï´¾ [آل عمران: 172] قَالَت لِعُروَةَ: يَا ابنَ أُختِي كَانَ أَبَوَاكَ مِنهُم: الزُّبَيرُ وَأَبُو بَكرٍ، لَمَّا أَصَابَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا أَصَابَ يَومَ أُحُدٍ، وَانصَرَفَ عَنهُ المُشرِكُونَ خَافَ أَن يَرجِعُوا، قَالَ: مَن يَذهَبُ فِي أَثَرِهِم، فَانتَدَبَ مِنهُم سَبعُونَ رَجُلًا، قَالَ: كَانَ فِيهِم أَبُو بَكرٍ وَالزُّبَيرُ[2]. قوله تعالى: ï´؟الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُï´¾ [آل عمران: 173] وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لما سمعوا أن أبا سفيان قد جمع الجموع لقتالهم زادهم إيماناً وتصديقاً، وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، أي أن الله كافينا نعم المولى ونعم النصير. روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم - عليه السلام - حين أُلقي في النار وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قالوا: ï´؟الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُï´¾ [آل عمران: 173][3]. قوله تعالى: ï´؟فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍï´¾ [آل عمران: 174] قال ابن كثير - رحمه الله -: لما توكلوا على الله كفاهم ما أهمهم، ورد عنهم بأس من أراد كيدهم، فرجعوا إلى بلدهم لم يمسسهم سوء ما أضمر لهم عدوهم. قال المفسرون: أعطاهم الله من الجزاء أربعة معان: النعمة، والفضل، وصرف السوء، واتِّباع رضوان الله، فرضي عنهم ورضوا عنه. قوله تعالى: ï´؟إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَï´¾ [آل عمران: 175]: أي يخوف أولياءه، ويوهمكم أنهم ذوو بأس وذوو شدة، فلا تخافوهم إن كنتم مؤمنين، أي إذا سول لكم وأوهمكم، فتوكلوا عليَّ والجؤوا إليَّ فإني كافيكم وناصركم عليهم، كما قال تعالى: ï´؟أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَï´¾ [الزمر: 43]. وقال تعالى: ï´؟فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًاï´¾ [النساء: 76]. ومن فوائد الآيات الكريمات: 1- أن المؤمن إذا كان في كرب وشدة فتوكل على الله وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، فإن الله يكفيه ما أهمه ويصرف عنه كيد عدوه، وهذا ما حدث لإبراهيم - عليه السلام - فإنه عندما أُلقي في النار قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، فكانت عاقبة ذلك ما ذكره الله بقوله: ï´؟قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَï´¾ [الأنبياء: 69]. قال أبو العالية: لو لم يقل سلاماً لكان بردها أشد عليه من حرها[4]، وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لَو لَم يُتْبِع بَردُهَا سَلَاماً لَمَاتَ إِبرَاهِيمُ مِن شِدَّةِ بَردِهَا[5]. وهذا يشبه ما حدث لإخواننا في غزة عندما حاصرهم اليهود بَرّاً وبحراً وجوّاً، وساعدهم النصارى والمنافقون وضيقوا عليهم الخناق، فقالوا: لن نركع ولا نستسلم إلا لله، حسبنا الله ونعم الوكيل، فكانت العاقبة للمؤمنين، ورد الله كيد اليهود في نحورهم ورجعوا خائبين لم يحققوا شيئاً مما أرادوا. 2- أن الله تعالى قذف في قلوب المشركين الرعب، حين سمعوا أن النبي- صلى الله عليه وسلم - وأصحابه خرجوا لملاحقتهم، فانهزموا وعادوا خائبين. والرعب من أقوى أسباب النصر، قال - صلى الله عليه وسلم -: "نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ"[6]. وقد اختلف أهل العلم هل هو خاص بالرسول - صلى الله عليه وسلم - أو يشمل ما يحصل لأعداء أتباعه إلى يوم القيامة، قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: وإذا كان الرعب يُلقى في قلوبالذينكفروا لإشراكهم، قال تعالى: ï´؟سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَï´¾ [آل عمران: 151]. فإن الأمن يُلقى في قلوب الذين آمنوا لتوحيدهم، قال تعالى: ï´؟الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَï´¾ [الأنعام: 82]. وكلما كان الإنسان أشد إيماناً وتوحيداً كان أشد أمناً واستقراراً، وهذا شيء مجرب لأن من كان أشد إيماناً وتوحيداً كان أقوى توكلاً. ومن أقوى أسباب الأمن ومصابرة الأعداء التوكل على الله، وبعض الناس يكون عنده قوة توكل على الله ويشفى بدون علاج بسبب قوة توكله، وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حينما ذكر أن الدواء المحرم ليس ضروريّاً حتى يُقال: إن الدواء بالمحرم جائز للضرورة، قال: هذا ليس للضرورة لأن المريض قد يُشفى بدواء آخر، وقد يشفى بالقراءة، قال: وقد يشفى بقوة التوكل على الله[7]. اهـ. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفسير قوله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون} | عشق | أحاسيس القران وعلومه | 16 | 27-Jan-2024 12:12 PM |
تأملات في ىسورة الفيل ( فريق المسك ) | سحآب | أحاسيس القران وعلومه | 6 | 30-Nov-2023 10:01 PM |
تفسير قوله تعالى: { أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون } | سحآب | أحاسيس القران وعلومه | 13 | 24-Nov-2023 11:17 PM |
وقفة مع قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا..} الآية ... | فرح | أحاسيس القران وعلومه | 14 | 08-Nov-2023 09:30 PM |
تفسير قوله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت...} | لسعة عشق | أحاسيس القران وعلومه | 11 | 08-Nov-2023 09:28 PM |