قد يختلف تأريخ بعض الأمثال الشعبية وتوضيح الموقف الحقيقي الذي وُلدت منه ، ومع ذلك يظل المثل قويًا صامدًا يتم تداوله بين عامة الناس ، ولعلّ من أبرز الأمثال العربية المتداولة بالمملكة المثل القائل : “كلٌّ يرى الناس بعين طبعه”.
قصة المثل :
اختلفت الآراء وتباينت حول الموقف الحقيقي لهذا المثل ، ولكن الموقف الأشهر هو أنه كانت توجد مدينة غريبة جدًا ، حيث كان الناس فيها لا يستطيعون رؤية بعضهم البعض وكأنهم عميان ، ولكنهم كانوا يستخدمون حاسة السمع في التعامل مع بعضهم ، وكانوا يتحركون عن طريق صدى الصوت مثل الوطاويط . وقد كانت هناك منطقة صغيرة في المدينة لا يذهب إليها أي إنسان ؛ وذلك لأنها عُرفت أنها بلا صدى صوت ، لذلك كان يخشى الناس من الذهاب إليها حتى لا يتيهون فيها ، وذات يوم قرر مجموعة من الشباب أن يقوموا بالذهاب إلى تلك المنطقة كي يعرفوا سرها .
اجتمع الشباب ومشوا مع بعضهم البعض وهم يتحدثون دائمًا ، وذلك حتى يتأكدوا أنهم اجتمع الشباب ومشوا مع بعضهم البعض وهم يتحدثون دائمًا إلى بعضهم البعض ، وذلك حتى يتأكدوا أنهم لازالوا مع بعضهم ولم يتيهوا ، وحينما وصلوا إلى تلك المنطقة المزعومة اكتشفوا شيئًا خياليًا وغريبًا ، لقد اكتشفوا أنهم يستطيعون أن يروا بأعينهم حيث رأى جميعهم بعضهم البعض ، وتعرفوا على المكان وهم في قمة ذهولهم ، وبينما هم كذلك في دهشتهم ظهر إليهم شيخ والذي تحدث قائلًا : “أهلًا بكم في عين طبعه” ، ومنذ ذلك الحين عُرف المثل الشهير “كلٌّ يرى الناس بعين طبعه”.
قصة أخرى للمثل :
ومن المواقف التي عبرّت عن ذلك المثل أيضًا موقف الثلاثة رجال الذين كانوا يمشون في طريقهم ، فشاهدوا رجلًا يقوم بالحفر في أحد جوانب الطريق ، فتحدث الأول قائلًا : لابد أن هذا الرجل قد قتل أحد ويريد دفنه أثناء هذا الظلام ، بينما أبدى الثاني رأيه قائلًا : لا.. فيما يبدو أنه ليس قاتل ولكنه لا يأتمن أحد على ممتلكاته فيخبئها هنا ، ثم تحدث الثالث قائلًا : لا.. فيما يبدو ولا هذا ولا ذاك ؛ إنه رجل صالح يحفر بئرًا من أجل الماء ، ومن هنا تأتي العبرة أن الصالح يرى غيره من الناس صالحين، أما الفاسد يراهم فاسدين ، وهكذا يأتي المثل “كلٌّ يرى الناس بعين طبعه”.