|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
||||||||
|
||||||||
إنما المؤمنون إخوة
إنما المؤمنون إخوة
كثير منا لا يعرف عن معاناة إخوانه المسلمين، لا يشعر بمن حوله، بل قد لا يعرف حال جاره هل ينام جائعًا أم لا، هل سمعنا عن بورما؟ هل يعرف أحدنا ما يحدث للمسلمين في إفريقيا الوسطى؟ أو ما حال المسلمين في إفريقيا الفقيرة؟ الأغلبية العظمى منا لا تعرف عنهم شيئًا، كل ما يشغلنا حياتنا وحالنا وفقط، لكن لو سألنا عن أخبار المغني الفلاني هل تزوج؟ سرعان ما تصلنا الإجابة أنه قد تزوج وطلق، ويحدد بدقة عدد أطفاله وأسماءهم، وأين يتناول طعامه، ولو سألنا عن اللاعب الفلاني في أي فريق يلعب، لكانت الإجابة فورية عن تاريخه وتاريخ ميلاده، وتواريخ ميلاد أولاده أيضًا، ونوع سيارته. ألا يخجل البعض من نفسه؟ هل سمعنا عن أطفال المسلمين في بورما وهم يُذبحون أمام أهلهم؟ هل سمعنا عن صدورهم التي تثقب بالمثقاب وهم أحياء؟ هل سمعنا عن المسلمين في إفريقيا الوسطى وهم يُسلخون ويؤكلون؟ هل سمعنا عن المسلمين في إفريقيا وهم يأكلون ورق الشجر من الجوع؟ ما أكثر المستضعفين من المسلمين في الأرض، ولكننا لا نعرف عنهم شيئًا! صورة واحدة فقط، منظر واحد فقط، حالة واحدة فقط، كفيلة بأن نموت حسرة من حالهم، وأن نخجل من أنفسنا، فما بالنا بمن لم يعرف بهم أصلًا؟ مشاهد لا يستطيع من شاهدها أن يغمض له جفن، ولا يشعر بلذة طعام ولا شراب، ولا ضحكة ولا ابتسامة، أين الأُخُوَّة في الدين؟ فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتعاطُفهم وتراحمهم؛ مَثَلُ الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى))؛ [رواه مسلم]، هل يتصور أحد أن إنسان قد يهمل يده أو رجله أو أي عضو من أعضائه فيتركه ولا يتحسس آلامه، إلا لو كان مشلولًا ميتًا؟! وبقدر إيمان المؤمن يتحرك فيه ذلك الإحساس؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))؛ [رواه البخاري]، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا))؛ [رواه مسلم]. لو عجزنا بضعفنا أن ننصرهم، فعلى الأقل لا ننساهم من الدعاء، نفكر بهم، نحس بألمهم، لكن من المؤسف أن نجد شعار بعض المسلمين: نفسي نفسي، فكيف نشعر بهم ونحن لا نشعر بمن حولنا؟ لا نحس بألم الفقراء في شارعنا، ولا حتى بأهلنا الذين هم في نفس البيت، قد أرى أخي أو أختي حزينة، ولا أكلف نفسي عناء السؤال عن حالها. هذا ليس من الإسلام في شيء؛ لأن الإسلام دين الرحمة، الإسلام أوصانا بالمسلمين، أمرنا أن نشعر بآلام بعضنا البعض ونواسيها. فمتى سيشعر بعضنا بآلام بعض؟ متى ينصر ويساعد ويساند بعضنا بعضًا؟ متى سيكون لنا دور في عمل الخير؟ لو أردنا أن تتغير حياتنا بالفعل، وأن نشعر بلذة الحياة وحلاوة طعمها، وأن يكون لنا فيها دور، فعلينا أن نحس ونشعر بمن حولنا، نخفف عنهم، نمسح دمعة يتيم، نفرج كرب مكروب، نقضي دين مديون، نمشي في حاجة محتاج، نخفف عن مريض، نسمع للحزين ونخفف عنه، ولو بالدعاء.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تلاوة رائعة من سورة المؤمنون / للقارئ الشيخ أنس الجهني . | نزف القلم | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 20 | 24-Nov-2023 05:22 PM |
هيئة ملك الموت | نور الإيمان | نفحات ايمانيه | 16 | 08-Nov-2023 09:10 PM |
الأوامر العملية في سورتي المؤمنون والنور | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 13 | 26-Oct-2023 05:35 PM |
تلاوة رهيبة جياشة لـ سورة المؤمنون كاملة للشيخ د. عبدالله الجهني من المسجد الحرام | نزف القلم | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 9 | 15-Sep-2023 01:34 AM |
قوله تعالى قد أفلح المؤمنون يدخل فيها الرجل والمرأة | سلطان الزين | أحاسيس القران وعلومه | 12 | 14-Sep-2023 07:52 PM |