|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
||||||||
|
||||||||
طرق دفع البلاء
طرق دفع البلاء
الدنيا دار ابتلاء واختبار وليست دار راحة وطمأنينة، فمهما على شأن النّاس في الدنيا علماً ومالاً وسروراً فذلك كلّه يبقى ابتلاءً ليعلم الله -تعالى- من يشكر النِّعم ممّن يكفرها؛ حيث قال الله تعالى: (هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) يقول الله تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) الملك:2 وقال تعالى (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء35 وقال الله تعالى(وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) البقرة 216 وقال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30 وقال تعالى( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )العنكبوت:2 وحين سُئل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن أهل البلاء قال: (الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ، فإن كانَ في دينِهِ صلباً اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ)، فأشار النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث إلى أحد أهداف نزول البلاء على العباد وهو تطهيرهم من الذنوب لتكفير الخطايا، ومحو السيئات، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هم، ولا حزن، ولا وصب، ولا نصب، ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.( رواه مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم): إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.( رواه الترمذي وقال حديث حسن. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم): إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر.( رواه أحمد والسيوطي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وحسنه السيوطي. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم): عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.( رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مُصِيبَةٍ يُصَابُ بها الْمُسْلِمُ إلا كُفِّرَ بها عنه، حتى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ". رواه البخاري وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله(فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة). رواه البخاري وثمة أسباب عظيمة لنزول البلاء على هذا الصنف: الأول: كثرة الذنوب والاستخفاف بها. الثاني: المجاهرة بالمعاصي وإظهار الفواحش. الثالث: ظلم العباد والتسلط على حقوقهم. الرابع: تعيير المسلم والازدراء منه والشماتة به. الخامس: العقوق والقطيعة. السادس: الركون للظلمة ونصرة أهل الفساد. السابع: أكل الحرام والتحايل على المحرمات. أسباب ترفع عنك البلاء التوبة والاستغفار اعلموا أن الابتلاءات والمصائب التي تقع على الإنسان هي فرصة لتكفير الذنوب شريطة الصبر والاحتساب ومراجعة النفس والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، لأنه كما دلَّ كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - على أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، فبادروا بالتوبة والاستغفار، والأخذ بأسباب رفع البلاء لعل الله يخفف عنا ما نلاقي من مصائب الدنيا. تقوى الله تقوى الله .. فهي السبيل لصلاح الأعمال يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.. [الاحزاب : 70 -71]، وقوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ( حفظ أوامر الله ونواهيه ومن هذه الأسباب كذلك حفظ أوامر الله واجتناب نواهيه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك"، وفي رواية: "احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة". التضرع بالدعاء ومن أسباب رفع المصائب التضرع إلى الله عز وجل والدعاء، فإن الله لا يرد من دعاه، ولا يخيب من رجاه، يقول تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.. [الأنعام:42-43]. وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}.. [الأعراف:94] قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة. وقد لجأ إليه أيوب عليه السلام في بلواه وضره فكشفه الله عنه سبحانه: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ [الأنبياء التصدق والإحسان ومن أسباب رفع المصائب والابتلاءات في الأموال والأبدان هو التصدق والإحسان إلى الآخرين والتفريج عنهم، قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.. [الأعراف:56]، وقال: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} التوبة:91 وقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء". ومن سبل العلاج التي دل عليها النبي صلى الله عليه وسلم للوقاية من المرض والوباء، الحفاظ على النظافة والمحافظة عليها من مظاهر الإيمان ومن شروط أداء مناسك الإسلام؛ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان)، وجعل الوضوء من شروط صحة الصلاة، وفرض الغسل من الجنابة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يُبْقي من درنه شيئًا)؟ ورد عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي أنه قال: (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها(. كما نصح النبي حسبما ورد عن جابر بن عبد الله، )غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء( وأضاف الأطرش، ذاكرا حديثا عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب، وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال: "كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه". وشدد الأطرش، على ضرورة المواظبة على الدعاء، فورد عن أنس أن النبي كان يقول : (اللهم إني أعوذ بك من البَرَص والجُنُون والجُذام ومِن سَيِّئ الأَسْقام(. ولما رواه الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنه قال: (كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم إنا قد بايعناك فارجع). كما أن العزل وحصار الأوبئة مطلوب من وجهة النظر الدينية؛ فقد نهى الإسلام أن يخرج الإنسان من بيئة موبوءة إلى بيئة سليمة، ولا يدخل في بيئة موبوءة وهو في بيئة سليمة؛ كما روي عن عمر بن الخطاب أنه عاد إلى المدينة راجعاً من الشام عندما بلغه أنها موبوءة بالطاعون، وعندما اعترض عليه أبوعبيدة قائلاً (أتفر من قدر الله؟) أجابه قائلاً: (أفر من قدر الله إلى قدر الله
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لماذا حل بنا البلاء | سليدا | نفحات ايمانيه | 15 | 06-Nov-2024 06:25 PM |
الصبر على البلاء | همس الاحساس | •₪• يحكى أن •₪• م | 9 | 31-Jan-2024 05:58 PM |
تعزَّ بأهل البلاء | نزف القلم | نفحات ايمانيه | 5 | 26-Dec-2023 07:26 PM |
الصبر على البلاء - مقطع سيزيد ثقتك بالله اتحداك ان ماتتأثر خالد الراشد | نزف القلم | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 10 | 15-Sep-2023 01:37 AM |
الثمام المنتفخ | عشق | آلحيوآنآت والنباتات وغرآئب آلمخلوقآت | 13 | 09-Jul-2023 06:11 PM |