|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
الإهداءات | |
•₪• يحكى أن •₪• م ● هنا واحة تحتضن ما أعجبكم من القصص والروايات والكتب والمقالات المنقولة ( كتابية أو فيديوهات ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
العملاق
عن الكاتبة ميسون المقطري
لم أندهش ، تصل أحيانا إلى مرحلة تنتظر فيها حدوث شيء ليكسر جمود حياتك مهما بدا غريبا وغير متوقع.تحسست جسدي ..مايحدث إذن حقيقة لامجال لإنكارها ؛ إنني وببساطة أتعملق ، تتمدد أطرافي ويطول جذعي . استسلم للأمر وأكتم ضحكة تكاد تجلجل في المكان. _أرجو أن أتوقف عند هذا الحد. قلت وأنا أحدق في السقف وأقيس المسافة التي تفصله عن رأسي بتحريك كفي بينهما. وكأن من سمح بحدوث هذا كان ينصت لمخاوفي فتوقف الأمر ماإن أتممت جملتي . ياللهول .. هرعت أنزع الستارة البيضاء وأأتزر بها بعد أن تمزق كل ماكنت أرتديه. غادرت مكتبي منحنيا ، شعرت بالغيظ فتمتمت بحنق :لن أعود إلى هنا .لايمكن القبول بالانحناء من قبل و من بعد ، لم يعد هذا العمل يليق بي كان احتمالي له بطولة استحق عليها مكافأة ثمينة. أسير مزهوا ،حاصدا نظرات الإعجاب وعدم التصديق كيف لي أن أصف شعوري في هذه اللحظة؟ هذا المزيج العجيب من الفرح والنشوة والترقب و الخوف ، هل قلت الخوف..؟! يالها من زلة لسان لاتغتفر، وهل يخشى المرء فرصة ذهبية كهذه تمنحه حياة رغدة وتنقله إلى عالم النجومية والثراء ،لا يحدث هذا إلا في أحلام الناس وفي واقعي . بعيدا عن المدينة وفي مكان مهجور، كان فيما مضى محطة واستراحة صغيرة ، أجلس متكوما على نفسي ، يسكنني الفراغ الذي يحيط بي ويحدق بي كلب متشرد ، لايتوانى عن الدوران حولي محتفيا على مايبدو بصحبتي غير المتوقعة. لم تعد تربطني بالآخرين سوى المصلحة. رفيقة دربي، فلذات كبدي، أصدقاء طفولتي، زملائي السابقين .. تحولت في نظرهم إلى آلة ضخمة تضخ النقود في جيوبهم دونما توقف وتساوى لديهم حضوري وغيابي مادام عطائي مستمرا ومددي لاينقطع . لبعض الوقت تكيفت مع واقعي الجديد لكن إحساسي بالوحدة تعملق وتضخم معه شعوري بالاغتراب وبدا لي أن قدري سيرتبط دائما بهذه المضاعفات . أنظر بشفقة إلى الكلب الذي سكن أخيرا وافترش الأرض عند قدميّ أربت على ظهره برفق: في حالة كحالتك ياصديقي أسوأ مقايضة يمكنك أن تحصل عليها هي العظم مقابل الحب. تترنح الشمس في الأفق أراقبها بصمت ، لحظات الأفول وانحسار الوهج تستدعي التأمل، أدرك الآن كيف لحياة في الخلاء أن تكون سببا في إيقاد شعلة الحكمة لدى البعض. قبل أن يهبط الليل أغادر ، تجرني أقدامي إلى مكاني الأثير. أجلس قبالتها ،أزيح التراب الذي راكمته عاصفة الأمس الرمليةوأنحني باكيا. رائحة زكية تلتقطها أنفي ،يخفق قلبي فرحا ،من يمكنه أن يخطئ في رائحة أمه؟ أرتمي في حضنها تضمني إليها فأعود صغيرا ..صغيرا. |
|
|