----------------
جوريّةُ الشامِ في لبنانَ يا أسفي
تموتُ كالياسمينِ الحُرِّ في الخزَفِ
شهورُها عشْرُ بَتْلاتٍ مُعَطّرةٍ
تقاعَسَ الطبُّ لمْ يُسْعِفْ..ولمْ يَخَفِ!
ماذا فعلتمْ بها؟ يا كَسْرَ جانِحَةٍ!
قتلتمُ الزهرَ بالإهمالِ والجَفَفِ
تخاطَفَتْها يَدُ الكافورِ في كَفَنٍ
حُكّامُهُ الصِّيدُ همْ أولى على النُزَفِ
ضحيّةُ النَكَباتِ الجارِفاتِ بنا
أيُّ الرعايا؟ رُكِلْنا..فاقِدَ الطَرَفِ!
يا دولةَ النُهُباتِ: الخَطْفُ يَسْرِقُنا
فما وَعَيْتُمْ خِصالَ الصِّدْقِ والشَرَفِ
لبنانُ يا ضَرَّةَ الأصفادِ قد حُبِسَتْ
عن الحياةِ متى تَكْسِرْهُ تَنْتَصِفِ
حُريّةُ النَعَراتِ السودُ مَنْطِقُهم
حُريّةُ اللمَساتِ البيضُ لمْ تَقفِ
ميناؤها زلْزَلَ الأشرافَ في جَدَفٍ
إلا الجُناةُ تمادَوا في بُنى الجَدَفِ
تراكمتْ جُثثُ الأحلامِ فاسْتَهَمَتْ
قوى المنايا بِرامِي العُرْبِ في التَلَفِ
يا أرْزةَ الحُبِّ كمْ ألْهَيْتِ فاتِنَةً
في صَمْتِها نَغَمٌ، عنْ حاضِنِي الكِسَفِ
قفْ في رُباها.. على شطِّ الوصال صدًى
وحاوِرِ المَجْدَ عن بيروتَ وانْصَرِفِ!
(12)
--------------------------
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان ..12-7-2021