|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
|||||||
|
|||||||
وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ
"إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ"
قِيلَ الأَسْبَابُ تَعْنِي المَوَدَّةُ و قِيلَ الوِصَالُ الذِّي بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا و قِيلَ النَّدَامَةُ و قِيلَ المَنَازِلُ بِمَعْنَى المَرَاتِبُ و الدَّرَجَاتُ و قِيلَ الأَرْحَامُ و قِيلَ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا. ذَاكَ قَوْلُ كِبَارِ مُفَسِّرِي الأُمَّةِ. رَدُّنَا عَلَى هَاتِهِ الأَقْوَالِ: الأَقَارِبُ و المَوَدَّةُ و المَالُ و العَمَلُ وَ غَيْرُهَا هَذِهِ أَسْبَابٌ هَذَا صحِيحٌ, لَكِنْ هَذَا القَوْلَ فِيهِ عِلَّتَانِ وَ مَنْ قَالَهُ أَغْفَلَ أَشْيَاءًا عَدِيدَةً. العِلَّةُ الأُولَى: أَنَّ كُلَّ هَاتِهِ الأَشْيَاء تَنْقَطِعُ عَنِ الجَمِيعِ كَافِرًا و مُؤْمِنًا. العِلَّةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّ كُلَّ هَاتِهِ الأَشْيَاءِ تَنْقَطِعُ عِنْدَ المَوْتِ أَيْ قَبْلَ الحِسَابِ. أَمَّا قَوْلُنَا نَحْنُ: يَقُولُ تَعَالَى: "هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ". ذَاك تَفْسِيرُ قَوْلِهِ:"تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ". الكَافِرُ عِنْدَ الحِسَابِ تَنْقَطِعُ عَنْهُ الحُجَجُ و لَا يَجِدْ مَا يَرُدُّ بِهِ عذَابَ اللَّه. السُّلْطَانُ هُوَ الحُجَّةُ و الشَّيْءِ الذِّي يَنْقَطِعُ عَنِ الكَافِرِ يَوْمَ الحِسَابِ هُوَ الحُجَّةُ و الحُجَّةُ هِي السَّبَبُ و الحَبْلُ. لَكِنَّ الحُجَّةُ لَا تَنْقَطِعُ أَبَدًا عَنِ المُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا و القَبْر و الآخِرَةِ. ذَاكَ مَعْنَى الآيَةِ. كَمْ هُوَ جَمِيلٌ تَفْسِيرُ القُرْآنِ بالقُرْآنِ و كَمْ هُوَ عَظِيمٌ الكِتَابُ الذِّي أَتَى بِهِ أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ و سَلَّمَ لَوْلَاهُ لَغَشِيَتْنَا الضَّلَالَةُ.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|